• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رد البترية في الطعن بمشروعية زيارة الأربعين .
                          • الكاتب : السيد زين العابدين الغريفي .

رد البترية في الطعن بمشروعية زيارة الأربعين

لم يترك البترية الجدد أمراً فيه قوة للمذهب إلا وحاولوا التشكيك فيه بغية زعزعة إيمان الشيعة وحرف مسارهم عن الدين الذي رسمه أئمة أهل البيت عليهم السلام وسار عليه فقهاء الأمة ، وتعد زيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين من أبرز القضايا التي خاضوا فيها من خلال التشكيك في صدورها بدعوى عدم صحة سندها ثم رتبوا على ذلك الحكم بعدم مشروعيتها مع إنه لا ملازمة بين ضعف السند وعدم المشروعية كما حقق في علم الأصول.

ولأجل دفع هذه الشبهة الواهية يمكن الجواب عبر نقاط :

الأولى : إن هذه الزيارة رواها شيخ الطائفة في كتابيه التهذيب والمصباح بسند متصل بقوله :

أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بنى فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول: (السلام علي ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه السلام على صفي الله وابن صفيه...) تهذيب الأحكام : ٦/ ١١٣

وهذا السند رواته ثقات بالاتفاق إلا راويين وقع البحث عنهما :

١. محمد بن علي بن معمر ، ذكره الشيخ تحت عنوان : (أبو الحسين الكوفي ، ابن معمر ، له كتب، منها كتاب قرب الإسناد، ذكره ابن النديم) وأما ابن النديم فقد ذكره في فهرسته ضمن فقهاء الشيعة ومحدثيهم بقوله : (أبو الحسين ابن معمر الكوفي. وله من الكتب: كتاب قرب الاسناد) وهذا كاشف عن وثاقته لاسيما مع عدم ورود الطعن عليه من الأعلام .

٢. سعدان بن مسلم ، فإن المتقدمين مع تعرضهم له لم يذكروه بمدح أو قدح ، سوى قول الطوسي في الفهرست : (له أصل) وهو من الأمارات التي أدعي دلالتها على التوثيق بيد إن هناك ما يؤكد التوثيق كرواية ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى الذين لا يروون إلا عن ثقة ، ويؤيد ذلك ورود أسمه في كتابي تفسير القمي وكامل الزيارات ، ولذا ذهب كثير من المحققين إلى الحكم بوثاقته .

فيحكم حينئذٍ باعتبار سند الزيارة ، ومما يؤيد ذلك إن راوي هذه الزيارة هو (الحسن بن علي بن فضال) وهو من أصحاب الكتب المشهورة بالصحة لقول الحسن العسكري (عليه السلام) عندما سئل عن كتب بني فضال وهي مشهورة معروفة عندهم : (خذوا بما رووا وذروا ما رأوا) فلا حاجة حينئذٍ للتدقيق في السند .

الثانية : لو تنزلنا وقلنا بضعف السند ، فإن هذا لا يلغي مشروعية العمل بها لشمول الزيارة بقاعدة التسامح في أدلة السنن أو بحكم العقل بحسن الانقياد رجاءا لمطلوبيتها .

وعليه فزيارة الأربعين مجمع على العمل بها بين الفقهاء إما لصحة سندها او لقاعدة التسامح ولغير ذلك ، على إن استحباب زيارة الحسين عليه السلام في كل وقت بما يشمل ٢٠ من صفر من ضروريات المذهب ومن انكرها وهو ملتفت الى ذلك خرج عنه ؛ ولذا يلزم الحذر من أصحاب هذه الدعوات المشبوهة ومحاربتها بكل الوسائل دفعا لانتشار هذا المرض في الجسد الشيعي أعاذنا الله تعالى وإياكم من شرورهم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172588
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19