• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نزهة ثقافية.. (20) .

نزهة ثقافية.. (20)

 (مُنِيب): 

 قال تعالى: ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)) (هود/75) جاء في كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي، أن معنى منيب هو الراجع الى الطاعة، ومنه قوله تعالى: ((وأنيبوا الى ربكم))، والتوبة الانابة؛ لأنها رجوع الى حال الطاعة، وكان إبراهيم(عليه السلام) منيباً وقوله تبصرة وذكرى لكل عبد منيب، أي فعلناه ذلك، وخلقناه على ما وصفنا؛ ليتبصر به وليتفكر به كل مكلف كامل العقل يريد الرجوع الى الله والانابة اليه.
 ويرى الفيض الكاشاني انه الراجع الى ربه، المتفكر في بدائع صنعه، كثير الدعاء يرجع الى الله تعالى في أموره، يرى السيد مكارم الشيرازي في قوله تعالى: ((مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ)) (ق/33) أن الجنة لمن آمن بالله عن طريق الايمان بالغيب، وأتى الى ساحة القيامة بقلب تائب مملوء بالإحساس بالمسؤولية. 

 (قَنُوط):
 قال تعالى: ((لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ)) (فصلت/49)، ويعني يائس من روح الله وفرجه، وفي كتاب التفسير الصافي للفيض الكاشاني اليأس من عودة النعمة المنزوعة، قاطع رجاءه من سعة فضل الله، وقيل: يائس من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
 ويرى سماحة السيد مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل: إن المقصود بالإنسان هنا الانسان غير المتربي بعد بأصول التربية الإسلامية، والذي لم يتنور قلبه بالمعرفة الإلهية والايمان بالله، ولم يحس بالمسؤولية بشكل كامل، انها كناية عن الناس المتقوقعين في عالم المادة؛ بسبب الفلسفات الخاطئة، فهم لا يملكون الروح العالية التي تؤهلهم للصبر والثبات، وتجاوز الحدود المادية الى ما وراءها من القيم العظيمة، هؤلاء يفرحون اذا اقبلت الدنيا عليهم، هناك اختلاف عند المفسرين في الرأي حول يؤوس وقنوط، فيرى البعض أن يؤوس من يئس بمعنى اليأس في القلب، أما قنوط تعني اظهار اليأس على الوجه وفي العمل، أما الطبرسي يرى أن اليأس من الخير، بينما الثاني اليأس من الرحمة. 

(أَكِنَّةً):
 قال تعالى: ((وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا)) (الأنعام/25)، يقال كنتُّ الشيء أي اضمرته، لأنك سترته في نفسك، واستكن الرجل وأكنن، ويرى الشيخ الطوسي (قدس سره):ـ انهم لما زاغوا أزاغ الله قلوبهم: ((فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)) (الصف/5)، وكان ذلك عما أحدثوه عند امتحان الله وإياهم، وأمره لهم بالطاعة والايمان، ويقول:ـ حبّ المال قد أعمى فلاناً وأصمه، ولا يريد نفي حاسته، لكنه اذا شغله عن الحقوق والقيام بما يجب عليه، أصمه وأعماه، والأكنة هي كالغطاء والأغطية، ويرى بعض المفسرين انه وضع الأكمة لهم؛ لكراهة أن يفقهوه. 

 (وقر):
 قال تعالى: ((وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا)) (الأنعام/25)، معناه انهم يفعلون فعل من لا يسمعه؛ لأنهم مع سماعه يستثقلونه، ويخرصون عن الفكر منه، فآذاننا وقر أي ثقل عن استماع هذا القرآن، ومن بيننا وبينك حجاب، أي الذين لا يؤمنون بالله ولا يصدقون بتوحيده في آذانهم وقر، يعني ثقل اذ هم بمنزلة ذلك من حيث لم ينتفعوا بالقرآن، فكأنهم صم وفي آذانهم ثقل، أولئك ينادون من مكان بعيد على وجه المثل، فكأنهم الذين ينادون من مكان بعيد الصوت ولا يفهمون المعنى من حيث لم ينتفعوا به.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172628
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28