• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأم عماد الأسرة وركيزتها الأساسية  .
                          • الكاتب : نهاد الدباغ .

الأم عماد الأسرة وركيزتها الأساسية 

   تعتبر الأسرة أساس أمتداد الحياة البشرية وأستمرارها فهي من أهم المؤسسات الاجتماعية؛ بسبب علاقتها الوثيقة بالفرد والمجتمع.

  فالأم في الأسرة عمادها والخيمة التي تظلل على أبناءها والركيزة الأساسية لبناء المجتمع، هي المدرسة الأولى والحضن الدافئ وبر الأمان لعائلتها ونبض الحياة وبريقها، هي صمام الأمان للأسرة وأساس تماسكها وتلاحم أفرادها.
  في أسرتها كالقلب النابض الحنون الذي يضم الجميع تحت لوائه ويحتويهم بمحبة ورفق، وبمجرد فقدانها أو وفاتها نرى أنكسار الأسرة وتفككها وقد يحدث أختلال في توازنها وأن كان الأب على قيد الحياة.
   هي العمود الفقري داخل الأسرة أن أنكسر يحدث شرخا كبيرا بين أفرادها لا تكل ولا تمل تبذل مجهودا كبيرا في التربية حيث أن لها القدرة على تربية مجموعة من الابناء والسيطرة عليهم وتوجيههم للطريق الصحيح المستقيم والسليم بدون مساعدة الأب أحياناً فهي مخلوقة لتقوم بدورها ودور الأب. في حين أن الاب لا يستطيع أن يقوم بدوره ودورها في آن واحد كما هي تفعل، وما تقوم به من أعمال شاقة ليس بمقدرته فعلها الا بمساعدة شخص ما.
    التربية والعمل داخل المنزل يراد له صبر وقوة ارادة وتحمل، حيث تربية الأبناء مهمة صعبة وشاقة لا يقدر عليها ويتعامل معها بإنسانية وعطف ومحبة سوى الأم، أما الأب بأستطاعته الأشراف عليها لا القيام بها.
  الأم سرها عجيب ولغزها محير، بأستطاعتها القيام بكل الأعمال خارج المنزل وداخله من تربية الابناء والوقوف على أحتياجاتهم وتنظيف البيت وإعداد الطعام وكل الأعمال المنزلية فمن خلال وجودها في المنزل وتربيتها لأبنائها وأحتكاكها اليومي بهم وما تغدقه عليهم من عطف وحنان ومحبة أصبحت ام جامعة لامة للأسرة، وأن ترابط العائلة وقوة تماسكها يعزى سببه للأم فبوجودها نرى الأسرة أكثر تماسك وألفه ففي العادة هي من تجمع حولها أبناءها وتنشر بينهم المحبة وتقوي بينهم العلاقة الأخوية والترابط الأسري لأجل ذلك نستطيع أن نقول عنها أنها مركز قوة للأسرة.
  قيل عنها المدرسة التي أن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فكيف لا وهي جامعة لكل الصفات الطيبة من محبة وعطف وحنان فتغدقها على ابناءها مما يجعلها تستحق أن يجعل الله (جل جلاله) وخالق الخلق الجنة ومافيها تحت أقدامها قال رسول الله (صلى الله عليه وأله): (الجنة تحت أقدام الأمهات)، وهذا شرف عظيم وتكريم من الباري سبحانه وتعالى لها لما تعمله من جهد كبير بتربية جيل صالح مؤمن بالله تعالى ورسوله الكريم وأهل بيته (صلوات الله عليهم) وتعاليمه السماوية لتنشئ جيلا سليما معافى من جميع الأمراض والأفات الأجتماعية التي تدمر الأسرة والمجتمع والدين.
  تهتم بأبنائها بالغ الأهتمام فتسهر على راحتهم وتضحي لأجلهم بأعز ما تملك راحتها وصحتها لا لشيء الا لتراهم بأعلى الدرجات والمراتب، وتراهم يكبرون امام اعينها وينجحون بحياتهم لتكمل بذلك رسالتها التي خلقت لأجلها.
  لو ركزنا بصفاتها نرى أن أجمل مافي الأم عاطفتها الكبيرة التي منحها الله (جلا وعلا) لها فمن خلالها تنشر المحبة والألفة بين جميع أفراد الأسرة لا تكره أحداً من أبناءها مهما حدث، تربيهم صغارا وتقف على مطالبهم كبارا لا تمل ولا تضجر ولا تتألم ولاتتكلم، فهي تعطي دون مقابل وتعاني الألم والتعب والأرهاق وانعدام الصحة لأجل تكامل حياة أبناءها، فهي تلتذ وترتاح بكل روح طيبة معطاءة حينما ترى أن تربيتها لأبنائها لن تذهب سدى.
  ولأجل أبقاء الأسرة التي ترعاها الأم متماسكة لابد لها من تنمية الوازع الديني وهذا يعمل على التماسك الأسري المبني على الثقة والحوار والاحترام بينها وبين أبنائها بشكل خاص وبين الأبناء مع بعضهم بشكل عام.
وما يساعد على تماسك الأسرة وأستقرارها هو أختيار العلاقات والأصدقاء لكي تستطيع الأسرة من أداء وظائفها بالشكل الصحيح وبفعالية لأستبعاد عوامل تصدعها وانحلالها.
ولأنها أم، والأم عند الله سبحانه وتعالى لها شأن عظيم وساحتها مقدسة فقد ذكرها في كتابة الكريم وأوصى بها خيرا وأوجب طاعتها حيث قال (جل وعلا): (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (لقمان/14-15).
  وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء رجل إلى النبي محمد (صلى الله عليه وأله) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك) (الكافي ج 2: 159).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19