• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شخصية النبي الاعظم (ص) وبعض معالم دولته الإسلامية .
                          • الكاتب : د . احمد الجراح .

شخصية النبي الاعظم (ص) وبعض معالم دولته الإسلامية

 الحديث عن شخصية النبي كخاتم للأنبياء وهو يؤسس لأخر رسالة سماوية ويرسخها في بناء مجتمع لتنطلق الى العالمية كمشروع هداية للبشرية كافة حديث واسع تناوله المفكرون والعلماء من حيثيات عدة يمكننا ان نسلط الضوء على مفردات ذات أهمية كونها ترتبط ولها مساس كبير في حياتنا اليومية ، وهي جهوده (ص) في التقنين للمبادئ السامية وهي لم تك بمعزل عما وصف به صلوات الله عليه والتأسيس لنظام متكامل بدء من انشاء الكيان العام لمصالح الاسلام الذي تجلى بالاصرار والصبر وسمو شخصيته واقامة الحجج على دحض الوثنية والشرك، الى مشروع الهجرة والمواجهة مع المشركين ودعوة المجتمعات الى الدخول في الدين الاسلامي ومواجهة التحديات الكبيرة الداخلية والخارجية سيما من اتباع الديانات مما أشرت التحولات الكبيرة في نفوس المسلمين والعالم الذي شهد تنامي الدعوة الاسلامية وهيمنتها باستخدام الادوار والاساليب ذات المنحى الدبلوماسي والحواري كصلح الحديبية وقصة المباهلة ومخاطباته للملوك فضلاً عن ادارته للحروب المفروضة ونجاحه فيها مع قلة الامكانات وبدايات التشكل للجيش وبناء الدولة.

لنصل الى الدعامة الثانية في تكامل بناء المنظومة الاسلامية وما يمكن ان يصلح كدعوة للامم على اساس اتفاق الثقافات فيها بين البشر لتعبر عن رسالة انسانية تحتاجها الامم بلا اختلاف بين الازمان والامكنة، كالوفاء بالعهد وأداء الامانة والصدق ووفاء الدين وماشاكلها بما تقتضيه الفطرة الانسانية .

ولو تمعنا بمفردات بناء المجتمع الاسلامي لكفانا فخراً ان ننتمي الى هذا التشريع الرصين والذي اكد على البنية القوية والمتماسكة يلاحظ فيه كل مقومات الانتماء والقوة للفرد وسط الاسرة ومن ثم المجتمع وفي ذلك عناوين مهمة منها بر الوالدين وصلة الرحم وحسن الجوار وحسن الصحبة والعشرة وكذلك التحبب للناس واجلال كبير السن واحترام علاقة الايمان بين الافراد وقد تصدرت هذه المفاهيم في الارشادات الدينية والتشريعية لتكون اطراً ذات منحى أجتماعي وما يترتب عليها من اثار , ولو تمعنا بشخصية النبي (ص) لوجدنا العظمة في أوصافه بدأ من قوة شخصيته وهيبته وهيمنته ، وانضباطه بالعمل فيما ينتفع به ، وسعه صدره وصبره وتحمله ابناء مجتمعه مع صعوبة ظروفهم واحوالهم وادارته لاحوالهم وتواضعه ومواساته لمن يجالسه الى غير ذلك من الصفات الجليلة التي تركت اثراً في ذلك الوقت والبيئة القاسية وقد ورد عن الامام ابي عبد الله الصادق (ع) انه قَالَ: مَا كَلَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اَلْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ ، وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّا مَعَاشِرَ اَلْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ اَلنَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ . أي لم يكلمهم بكنه ما بلغه عقله الشريف لأن عقولهم لا تبلغه كما لا تبلغ عقول الأطفال كنه ما بلغه عقول العلماء من الأسرار المعضلة والمسائل المشكلة فيكون التكلم به موجباً للحيرة والفتنة والضلالة، فأي صبر تحمله رسول الله (ص) في سبيل أمته اذ انه لم يتحدث معهم بكنه عقله قط ، لنعرف من هذه الشخصية عظمة بناء الامة وتأسيسه للدولة الاسلامية المترامية الاطراف والتاكيد على سلوك الفرد والمجتمع وبناءه بالشكل الصحيح والامثل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173006
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28