• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل التحرش ظاهرة عصية عن الحل؟ .
                          • الكاتب : ميس الخفاجي .

هل التحرش ظاهرة عصية عن الحل؟

 

لوقت طويل كان التحدث عن ظاهرة التحرش  يعد من المحرمات، ويجب ألا يتم التطرق اليه.

الا ان استخدام كلمة "تحرش" دخلت حديثا قاموس التداول الاجتماعي.

حيث كانت النساء يتحفظن عن الحديث عنه لانه يعرضهن للاحراج، خصوصا ان اغلب الحالات تاتي من زملاء مقربين تعمل النساء معهم، او حتى من الاقارب والمديرين في العمل.

ونشطت في الاونة الاخيرة جمعيات وحملات اعلامية كثيرة تشجع النساء والفتيات على البوح وتحطيم حاجز الصمت المحيط بظاهرة التحرش، لاسيما بعد ان تبين حجم تفشي هذه الظاهرة، بحيث لايمكن السكوت عنها او التظاهر بعدم وجودها.

والخطير ان هذا الامر كان يحدث يومياً امام اعين الجميع، ولكن لنقص التوعية عند النساء كانت بعض النساء اما يصمتن اعتبارا منها ان ذلك طبيعي في مجتمع ذكوري مسيطر، او تهادن خوفاً من خسارة مركز او وظيفة، او خجل  تحت تسميات العيب والحرام في المجتمع.

ويمكن ان نعرف " التحرش" بانه مجموعة من التصرفات غير المرحب بها، قد تكون لفظية بسيطة، وبعضها الاخر قد تكون جدية كمحاولة الاعتداء على الضحية.

والجدير بالذكر ان التحرش فعل مشين وغير اخلاقي وخطيئة كبرى بحسب الشرائع السماوية.

وبعد حوادث عدة ملفتة في مختلف مدن العراق، تزايدت نقمة الشارع العراقي على حالات التحرش التي تجري في المجتمع العراقي، مطالبين الجهات الحكومية والسياسية اصدار تشريعات رادعة لهذه الظاهرة.

ان من اهم اسباب استفحال هذه الظاهرة الخطيرة :

١- الامراض النفسية: يقول الخبراء أن المتحرش الجنسي قد يكون مصابا باحد الامراض  النفسية مثل التخلف العقلي، التغيرات المرضية في القشرة المخية والفصام.

٢- تعاطي الكحول والمخدرات: تؤثر المشروبات الكحولية والمخدرات بمختلف انواعها على عقل الانسان وتلغيه تماما وهذا مايتسبب في التصرف  على نحو غير واعٍ وقد يصبح متحرش، كما وقد يقدم على الانتحار والاغتصاب والقتل وغيرها.

٣- ضعف الايمان: الايمان يشكل رادع ديني واخلاقي لعدم القيام بأي ممارسات شاذة تغضب الله سبحانه وتعالى، اما ضعف الايمان والانجراف نحو المعاصي له دور في تعزيز الرغبة على التحرش.

٤- التربية: اذا رأى الطفل ابويه يتصرفون بطريقه غير محترمة في حياتهم اليومية او ينعتون بعض بالفاظ بذيئة ستتخزن هذه الامور في مخيلته، وعند الكبر قد يندفع لارتكاب تصرفات شاذة كالتحرش وغيرها.

٥- اسباب اخرى: يقول الباحثون ان هناك عوامل اخرى تؤثر على نفسية الشخص وقد تجعله متحرشا كالعزلة الاجتماعية، والمشاكل الاسرية، والتعرض لحالات تحرش او اغتصاب في صغره، والشعور بعقدة النقص.

وللقضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في الاونة الاخيرة بصورة مخيفة في المجتمع ان تتكاتف المؤسسات الدينية والحكومية والقضائية وكذلك منظمات المجتمع المدني من خلال الدورات التثقيفية للقضاء عليها، كلٌ حسب مقدرته واستطاعته.

فالمؤسسة الدينية تمارس دورها من خلال خطب الجمعة و المجالس الدينية باسلوب سلس لنصح الشباب وتذكيرهم بانه فعل محرم وسيحاسبهم الله عليه.

والمؤسسات الحكومية من خلال مفارز الشرطة المجتمعية وقيامهم بجولات تفقدية لملاحقة من يقومون بمثل هكذا افعال خصوصاً قرب الاسواق والمدارس والجامعات.

والمؤسسة القضائية من خلال تطبيق القانون ومعاقبة المتحرشين باشد العقوبات ليكونوا درساً وعبرة لكل شخص تسول له نفسه القيام بمثل هكذا افعال مستقبلا.

والجدير بالذكر ان القانون العراقي قد نص في المادة ( 402) من قانون العقوبات العراقي:
١- يعاقب بالحبس مدة لاتزيد على ثلاثة اشهر وبغرامة لاتزيد على ثلاثين ديناراً أو باحدى هاتين العقوبتين:

أ- من طلب امورا مخالفة للاداب من أخر ذكر كان أو انثى

ب- من تعرض لانثى في محل عام بأقوال او افعال او أشارات على وجه يخدش حياءها.

٢- وتكون العقوبة الحبس مدة لاتزيد على ستة اشهر والغرامة التي لاتزيد على مائة دينار، اذا عاد الجاني الى ارتكاب جريمة اخرى من نفس نوع الجريمة التي حكم من اجلها خلال سنة من تاريخ الحكم السابق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173294
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16