وعنه (عليه السلام) ايضا"... من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له الف حسنة، ومحا الف سيئة، ورفع له الف درجة، وغرس له الف شجرة في الجنة، وكتب له ثواب عتق الف نسمة، حتى اذا صار الى الملتزم فتح الله له ثمانية ابواب الجنة يقال له ادخل من ايها شئت. فقلت جعلت فداك هذا كلخ لم طاف؟ قال: نعم افلا اخبرك بما هو افضل من هذا؟ فقلت: بلى. قال: من قضى لاخية المؤمن حاجة كتب الله له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا"
وعند النظر في هاتين هذه الروايتين نجد ان الفرق بينهما يمكن ان يكون في ان جزاء الطواف يكون الف حسنة و... في طواف الحج اي في نسك، واما ترتب الف حسنة و... فهو في الطوا ف المندوب الذي يكون خارج النسك، لان تحية المسجد الحرام لمن لم يكن من اهل مكة هو الطواف.
ومن هنا يتضح ان لا تعارض في الروايات من حيث ما ورد فيها لاختلاف الموضوع في الروايتين، فموضوع استحقاق سبعين الف حسنة وحط سبعين الف سيئة و... هو الطواف في نسك بحيث يكون الطواف من اركان ذلك النسك، واما لطواف الذي يكون قضاء حاجة المؤمن اعظم منه اجرا فهو الطواف المستحب في غير النسك فان الاجر فيه جزء من سبعين جزءا من اجر الطواف الذي في النسك.
ومن هنا تبين عظمة النسك في التشريع وعلو مقامه ومدى اهمية الاعتناء به، فان النسك يأتي بعد شد الرحال وبذل المال وهجران البلد والولد والابتعاد عن ا لخلة والاصحاب، اما الطواف في غير نسك فان المقدمات من الحضور في الديار المقدسة متحققة قبله زمانا فهو اقل كلفة واخف مؤونة واقل مشقة ومن هنا يتبين دخالة المقدمات في تعظيم الاجر وان الله تعالى لا يضيع عنده مثقال ذرة في السموات والارض تبارك الله رب العالمين.
3- غفران الذنوب
نقل عن الامام الصادق (عليه السلام) حادثة جرت مع ابيه الامام الباقر (عليه السلام) وهما في الطواف ، اذ اقبل رجل فسال الامام الباقر (عليه السلام) عدة اسئلة كان من بينها (فاخبرني عن هذا الطواف كيف كان؟ ولم كان؟ قال: " ان الله لما قال للملائكة ﴿... اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ...﴾ كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين، فالوا فلاذوا بالعرش يلوذون ويقولون لبيك ذي المعارج لبيك، حتى تاب عليهم فلما اصاب الدم الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله منه.."
فالاثر الاخر للطواف هو مغفرة الذنوب، وقد تبين من الروايات السابقة ان مغفرة الذنب بعد الطواف امر مستقل عن كتابة الحسنات، اي ان الطائف تمحى عن صحيفته الذنوب وتثبت فيها الحسنات، لا ان الحسنات التي يحصل عليها الطائف تمحو تلك السيئات بحيث اذا تساوت حسناته مع سيئاته يعود خالي الوفاض، بل ان السيئات تمحى والحسنات تكتب فيحصل في صحيفته في ان واحد محو واثبات، فاذا كان ذلك مع خلوص النية وصدق التوجه تحقق في ان واحد لديه التخلية والتحلية اي خلو القلب من رين المعاصي والذنوب واشراق النور في قلبه اثر تلك الحسنات التي كسبها في طريق طاعته لله تبارك وتعالى.
|