• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مواقف السادة ال وتوت الجهادية .
                          • الكاتب : محمد عباس الحلي .

مواقف السادة ال وتوت الجهادية

ينتمي السادة ال وتوت الحسينيين إلى الأمام زيد الشهيد (رضوان الله عليه ) من أعقاب السيد محمد واط واط (وتوت) بن مراد الاول بن حسن بن خميس (دفين النهروان) بن يحيى بن هزال بن علي بن محمد بن عبد الله بهاء الدين (دفين الحلة) بن علي ابي القاسم بن محمد أبي البركات بن قاسم بن علي بن شكر بن أبي محمد الحسن الاسمر (دفين المحاويل) بن ابي عبد الله أحمد شمس الدين بن ابي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن أبي علي عمر بن يحيى النقيب بن الحسين النسابة بن أحمد المحدث بن أبي علي عمر بن يحيى الاكبر بن الحسين ذي الدمعة (دفين الحلة) بن زيد الشهيد (دفين الحلة) بن الامام علي السجاد بن الامام الحسين الشهيد بن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) .
والذي يرتبط معهم في النسب كل من السادة ال البطاط وال العذاري وال فليح في الكاظمية وال المهنا وال ابي الورد وال المحتشم وال العرد وال الحكيم في الكوت وغيرهم ، وهي أسرة ذات علم وفضل ونبل وأدب وأخلاق فاضلة وسجايا كريمة حازت من الشرف والسؤدد والنفوذ الروحيّ الكثير، وقد أنجبت هذه الأسرة عددًا من العلماء الأعلام والمفكّرين الكرام وللسادة ال وتوت منزلة كبيرة في نفوس الناس ولهم احترامهم وتقديرهم اجلالا لنسبهم العلوي الهاشمي الطاهر ولصفاتهم العربية الأصيلة واخلاقهم الحميدة التي يتصف بها كل أبناء السادة ال وتوت من كرم وشجاعة واستبسال في الدفاع عن حياض الوطن والدين والعقيدة وللسادة ال وتوت مواقف جهادية تمتد مع امتدادهم التاريخي والتي راح ضحيتها جملة من ابنائهم , من اجل العراق بلد المقدسات والذي يستحق منا ان نضحي بكل غال ونفيس , واليك عزيزي القارئ الكريم نخبة طيبة من شهداء ومجاهدي هذه الاسرة العلوية العريقة وهم يسطرون بدمائهم الزكية اروع الملاحم البطولية .

1- المجاهد الشهيد احمد السالم وتوت (١٨٣٥_ ١٩٢٠ : ( وهو شيخ مشايخ مدينة الحلة وعميد السادة ال وتوت ولد في محلة الطاق، وهو من رجال التقى والورع ومن أصحاب المنازل الجليلة في الحلة خاصة والعراق عامة يبتعد عن الانظمة والحكام لأيمانه بانهم غير صالحين للقضاء والادارة فمنهم من هو عميل للمحتل او هو من ازلام السلطة في أحداث عام ١٩١٦م بما عرف في مدينة الحلة (بدكة عاكف) بيك عندما ارسل مندوبا عنه ليقنع اهل الحلة بفتح أبواب سور الحلة من جهة باب الحسين وهي خديعة ماكرة لغرض دخول الحلة والاجهاز على كل ابناءها والذي حدث فعلا بعد أن اعترض السيد أحمد على فتح الباب مما اضطر السيد أحمد إلى مغادرة الحلة مع رجاله وأبناء عشيرته متوجهين إلى النجف الاشرف والتقى السيد أحمد السالم بالشيخ عطية ابو كلل ووقف في ساحة الميدان داخل النجف واوعز لكل أبناء عشيرته وباقي عشائر النجف الاشرف العربية الأصيلة بأن يستقبلوا السيد أحمد وكل رجال الحلة المرافقين له بكل حفاوة وترحيب وامرهم بفتح مضايفهم لأبناء مدينة الحلة الشجعان , بعد انتهاء الحكم العثماني للعراق عام ١٩١٨ عاد السيد أحمد السالم إلى مدينة الحلة وقام بإعادة نشاطه التجاري وبعد الاحتلال البريطاني للعراق ووضوح النوايا السيئة للبريطانيين وانطلاق فتوى المرجعية الدينية بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال البريطاني للعراق في عام ١٩٢٠ وفي ٢٠ من الشهر السادس اي قبل اندلاع ثورة العشرين الخالدة تم اعتقال السيد أحمد السالم مع خمسة من أبناء مدينة الحلة بعد وشاية احد السادة المغرضين , تم القبض عليهم وتسفيرهم إلى جزيرة هنجام في الخليج العربي ومما يذكر في لحظة اعتقال السيد أحمد السالم ان احد عملاء الانكليز نظر لسيد احمد وهو مكبل اليدين وقد اركبوه المحتلين بعربة ربل لغرض ايصاله مع الباقين إلى محطة القطار لغرض التسفير وكان السيد أحمد يبكي فقال ذلك العميل ها سيد أحمد تبكي الان فرد السيد أحمد السالم عليه انا لا أبكي حالتي هذه وإنما تأسفت لاني لم القى قتلي وانا فوق صهوة جوادي وبعد أشهر من حجزه في المنفى قرر المحتلين التخلص من السيد أحمد لعدم مهادنته لهم فقتلوه بعد وضع السم له وتوفي هناك وبعد مرور سنتين اعيد إلى العراق وشيع تشييعا مهيبا نقل من الحلة إلى النجف الاشرف على رؤوس أصابع العشائر ودفن إلى جوار جثمان جده أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) .
2_ الشهيد العميد الركن محمد حسن نور وتوت (١٩٤٢- ١٩٩١) : ولد في مدينة الحلة محلة الطاق وأكمل دراسته الاعدادية ودخل الكلية العسكرية الأولى عام ١٩٦٠ وتخرج منها عام ١٩٦٣ الدورة ٣٩ ملازم ثان مشاة ، دخل كلية الأركان وتخرج عام ١٩٧٣ واشترك في معارك تشرين ضد الكيان الصهيوني في هضبة الجولان وأثبت كفاءة عالية لما يتمتع الشهيد محمد حسن وتوت بروح رياضية عالية وأخلاق رفيعة وشجاعة فائقة ، في عام ١٩٧٤ شغل منصب امر فوج ثم رقي ليشتغل امر لواء ٤٤ بعدها شغل منصب قائد الفرقة ٢٠ مشاة ألي وهو صاحب مقولة مشهورة في الجيش العراقي وهي أن الشجرة التي لا ترمي بظلالها على أهلها وجب قطعها وقالها امام راس النظام الذي لايجرأ احد ان ينظر إليه وفي تموز ١٩٨٨ أحيل السيد محمد إلى التقاعد بعمر ٤٦ سنة لكي يجمد ولا يصل إلى رتبة أعلى عمل بعد التقاعد بالاعمال الحرة لنزاهته ومساعدته الناس وقضاء حوائجهم دون مقابل في آذار عام ١٩٩١ اندلعت الانتفاضة الشعبانية المباركة في معظم مدن العراق ومنها مدينة الحلة واستمرت الانتفاضة لأسبوعين بعدها تم التوقيع على وثيقة تنازل بما عرفت بخيمه صفوان المخزية سيطر النظام على تلك المدن والحلة تحت الأحكام العرفية وتم استدعاء الشهيد محمد حسن وتوت واقتيد إلى مكان مجهول ليتم قتله بطريقة بشعة في المقابر الجماعية ولم تسلم جثته إلى الآن ولابد من الإشارة إلى العديد من أبناء السادة ال وتوت قد تم اعدامهم دون تسليم الجثث إلى ذويهم لغرض دفنهم نذكر منهم الشهيد حسن خضر وتوت الشهيد حيدر عبدالله حسن وتوت الشهيد محمد هاشم محي وتوت الشهداء الأربعة وهم كل من الشهيد حيدر والشهيد عقيل والشهيد جعفر والشهيد جميل أبناء السيد حسن عيسى وتوت والشهيد مناف هاشم موسى وتوت .
3- الشهيد الدكتور علي جعفر تقي وتوت (١٩٧٣-2017 (وهو من اوائل الملبين لنداء المرجعية الرشيدة بفتوى الجهاد الكفائي وعمل مسؤولا لفرقة العباس القتالية في محافظة بغداد وتم تدبير له حادث سير بالطريق الرابط بين بغداد وكربلاء عام ٢٠١٧ والذي قضى فيه بعد أن نجى من عدة محاولات اغتيال دبرت له سابقا ، كان بطلا صنديدا شديدا في الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم. سعى الدكتور علي جعفر وتوت إلى تأسيس مؤسسات ترتبط بالحوزة العلمية في النجف الاشرف منها تأسيس المركز الإسلامي في ماليزيا لنشر ثقافة وفكر ال البيت ع عندما كان في ماليزيا للحصول على الماجستير في الكيمياء التحليلية بعدها اسس مراكز للدراسة الحوزوية في نيجيريا وتنزانيا وغيرها من الدول الأفريقية واسقطب الآفارقة للدراسة الحوزوية في النجف الاشرف ان لفتوى الجهاد الكفائي أهمية وتاثيرا في نفوس الشباب الحسيني ومنهم أبناء السادة ال وتوت الحسينيين نذكر منهم السيد علي سامي وتوت السيد علي أحمد عدنان وتوت السيد ذوالفقار قحطان وتوت السيد أحمد سالم عدنان وتوت السيد جعفر ضياء جعفر وتوت السيد أمير حيدر عدنان وتوت السيد جعفر علي حسن نور وتوت السيد حمادة إسكندر جواد وتوت السيد علي عدي صادق وتوت.
4_ الشهيد السعيد صباح ناجي حسن السالم وتوت (١٩٤٩- ٢٠٠٥) : ولد الشهيد صباح في محلة الطاق مسجد السادة ال وتوت الثاني تخرج من معهد المعلمين / محافظة البصرة وعين معلما في احدى اقضية بابل ، للشهيد مكانة مرموقة عند العلماء والمراجع في النجف الاشرف وكانت له زيارات متكررة عليهم وقضى سنين طوال في رعاية عوائل المعتقلين ممن كانوا معه في الاعتقال ، كان لتقواه وايمانه بالله ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام) يرى الإمام موسى الكاظم عليه السلام, وهو ما نقله لنا احد المعتقلين من ال الالوسي الذي تشيع على يد السيد صباح ناجي وتوت بعد السقوط عام ٢٠٠٣م , كلف بادارة مدرسة الحديبية الابتدائية ثم اختير للعمل كمشرف تربوي في تربية بابل الا انه لم يستلم المهام لنيله شرف الشهادة مع ثلة من أصحابه البررة في تفجير مسجد ابن نما عام ٢٠٠٥ وكان اول يوم من شهر رمضان عام ١٤٢٥هـ
5_ الشهيد السعيد حيدر جواد حسن وتوت (١٩٦٣- ١٩٩١( اكمل دراسته الاعدادية في بابل وقبل في الكلية العسكرية الأولى لتخرج برتبة ملازم ثان ويعمل في وحدات الجيش العراقي وبعد ترقيته إلى ملازم أول اشترك مع كل أبناء السادة ال وتوت في الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ اشترك الشهيد حيدر مع كل قادة الانتفاضة في الحلة في تحرير الحلة من قبضة النظام وازلامه ونذكر من قادة الانتفاضة الشعبانية كل من السيد قيصر حسن نور وتوت السيد زيد جواد وتوت السيد جعفر عبدالامير وتوت الدكتور ميثم جواد وتوت السيد عبدالله حمود حسن وتوت السيد سالم عدنان وتوت السيد الدكتور أحمد عدنان وتوت السيد جعفر هادي وتوت السيد نبيل سامي وتوت السيد حمادة إسكندر جواد وتوت السيد إسكندر جواد وتوت السيد ابا ذر وتوت وغيرهم الكثير استشهد السيد حيدر مع السيد جعفر هادي وتوت بالقرب من قضاء الهاشمية أثر قصف السمتيات التي بدات التحليق بعد توقيع خيمة صفوان .
٦- المجاهد المرحوم السيد عدنان عبود وتوت (١٩٤١- ٢٠١٧) : ولد السيد عدنان عبود وتوت في مدينة الحلة واكمل دراسته الاعدادية بعد توظف للعمل في بلدية الحلة وتدرج في الوظيفة حتى أصبح مدير أملاك وكان نزيها كفوءا حريصا على المال العام، بعد أن حصل على شهادة البكالوريوس في القانون من الجامعة المستنصرية تحول للعمل في وزارة العدل محكمة استئناف بابل كمحقق عدلي ناجح بعدها شغل منصب مدير أموال القاصرين في بابل. بعد انتفاضة ١٩٩١ وما تلاها من أحداث وقتل ومقابر جماعية أصبح وضع السادة ال وتوت الحسينيين في الحلة في خطر إذ أن الانتفاضة قادها واشترك فيها كل أبناء السادة ال وتوت بحيث تم اعتقال أبناء ال وتوت بمجرد وقوفهم في العلن ونذكر منهم الشهيد نوري هادي وتوت والشهيد سلمان جواد وتوت وغيرهم الكثير, اضطر معظم ال وتوت الإبتعاد عن الاضواء فطلب السيد عدنان احالته على التقاعد بعدها اضطر وبسبب الحصار الاقتصادي للعمل كمحامي في المحاكم وكان مميزا الا ان جاءت اللحظة التي ترك عمل المحاماة نهائيا وهي الطلب منه للمرافعة عن شخص قاتل مقابل مليون دينار فرفض وترك المحاماة ثم توالت الأحداث حتى عام ١٩٩٩وفي حادثة ابن أخيه السيد حيدر أحمد عبود وتوت الذي هرب من معتقلات الأمن الخاص داخل القصر الجمهوري الأمر الذي أدى إلى اعتقال السيد عدنان مع إخوته سلمان وحاتم وولده قحطان وابن اخيه محمد وكان المعتقلين وقتها وصل عددهم ٣١ شخصا تعرضوا لشتى انواع التعذيب الوحشي وتم تسفير السيد عدنان مع إخوته إلى سجون الأمن الخاص وهناك تعرضوا للتعذيب البشع الأمر الذي أدى إلى إصابته بسرطان الفك العلوي واخذ يعاني وبعد عمليات جراحية عديدة فارق الحياة عام ٢٠١٤ .
رحم الله شهداء العراق ولاسيما شهداء السادة ال وتوت (رحمهم الله ) ونختم مقالتنا باحدى الاهازيج الثورية :
أحنه أهل شط الفرات امن أختلك
أحنه أهـــل اعراكها كــبل الخلك
السفينة ابغــــير راعيها اتغـــرك
(أحنه أول بيضة وكل غش مابينه)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=174468
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29