• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَن‭ ‬يُعنى‭ ‬ببناء‭ ‬قواعد‭ ‬علمية؟ .
                          • الكاتب : فاتح عبد السلام .

مَن‭ ‬يُعنى‭ ‬ببناء‭ ‬قواعد‭ ‬علمية؟

لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬علمية‭ ‬جادة‭ ‬ومسؤولة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الجامعات‭ ‬تضخ‭ ‬الى‭ ‬سوق‭ -‬البطالة‭- ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬جيوشا‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الدراسات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرز‭ ‬أية‭ ‬علامات‭ ‬او‭ ‬دلائل،‭ ‬الا‭ ‬نادرا،‭ ‬على‭ ‬تميز‭ ‬اعداد‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصاتها‭.‬

‭ ‬العراق‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاختصاصات‭ ‬العلمية‭ ‬ووقف‭ ‬نزيف‭ ‬الشهادات‭ ‬في‭ ‬اختصاصات‭ ‬تفوق‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الاعدادي‭ ‬أو‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬اختصاصات‭ ‬إنسانية‭ ‬مختلفة‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬كفة‭ ‬الزمالات‭ ‬والبعثات‭ ‬في‭ ‬الاختصاصات‭ ‬العلمية،‭ ‬لاسيما‭ ‬النادرة،‭ ‬هي‭ ‬الراجحة‭ ‬لمواكبة‭ ‬الحاجة‭ ‬الفعلية‭ ‬لبناء‭ ‬قاعدة‭ ‬صناعية‭ ‬وزراعية‭ ‬وتنموية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الميادين،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تحلل‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬حروب‭ ‬سابقة‭ ‬وأوضاع‭ ‬شاذة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬المدمرة‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الإهمال‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬المحاصصة‭ ‬المقيتة‭ ‬والمتخلفة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بما‭ ‬يلحق‭ ‬الأثر‭ ‬السيء‭ ‬بقطاع‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نهضوياً‭ ‬لا‭ ‬تراكمياً‭ ‬وخاملاً‭ ‬ومعطلاً‭.‬

نحتاج‭ ‬الى‭ ‬تنسيق‭ ‬تخطيطي‭ ‬عالي‭ ‬المستوى،‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬وزارة‭ ‬بعينها،‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬فالبلد‭ ‬لا‭ ‬يُبنى‭ ‬بتوزيع‭ ‬حقائب‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬وتتشكل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حكومة‭ ‬ثم‭ ‬تمضي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الثقل‭ ‬العلمي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتأسس‭ ‬عليه‭ ‬قاعدة‭ ‬صناعية‭ ‬وطبية‭ ‬وهندسية‭ ‬ونفطية‭ ‬وغيرها‭.‬

أعرف‭ ‬انَّ‭ ‬هناك‭ ‬وزارة‭ ‬للتخطيط،‭ ‬ولها‭ ‬إحصاءات‭ ‬وجداول‭ ‬وأرقام،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يحضر‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬محكمة‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬فيها،‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬قواعد‭ ‬علمية‭ ‬رصينة‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭  ‬او‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الأساس‭ ‬للبلد‭ ‬ولمدى‭ ‬زمني‭ ‬منظور‭.‬

في‭ ‬السعودية،‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬النفطية‭ ‬المجاورة،‭ ‬رسموا‭ ‬خطة‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬2030‭ ‬اخذت‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬عدم‭ ‬هدر‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬علمي‭ ‬لصالح‭ ‬مجالات‭ ‬فائضة‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬ولا‭ ‬ينهض‭ ‬بها‭ ‬البلد‭ ‬ابداً‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬اكتفاء‭ ‬ذاتي‭ ‬كبير‭ ‬فيها‭.‬

‭ ‬المصيبة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬هي‭ ‬انّ‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬اختصاصات‭ ‬دينية‭ ‬وأخرى‭ ‬خارج‭ ‬العلوم‭ ‬الصرفة‭ ‬بدأت‭ ‬تغزو‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬ونجد‭ ‬هناك‭ ‬جامعات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬او‭ ‬مجاورة‭ ‬تصدر‭ ‬لنا‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬حمَلة‭ ‬هذه‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬تباهي‭ ‬أصحابها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬سياسية‭ ‬معينة،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬الدراسات‭ ‬الأولية‭ ‬مزدحمة‭ ‬بهذه‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الزائدة‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬البلد‭.‬




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=174855
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20