6. البيت المبارك
وصف القران الكريم الكعبة المشرفة بانها مباركة حيث قال ﴿ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين﴾
ومن اثار البركة للبيت الحرام انه:
أ- مهبط الرحمة الالهية
روى الشيخ الصدوق (قدس سره) في الخصال عن امير المؤمنين (عليه السلام) " اذا خرجتم حجاجا الى بيت الله عزو وجل فاكثروا النظر الى بيت الله، فان لله عز وجل مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام منها ستون للطائفين واربعون للمصلين وعشرون للناظرين"
فهذا النص الشريف يدل على ان الكعبة المشرفة مهبط الرحمة الالهية وان من طاف بها او صلى عندها او جلس للنظر اليها فان الرحمة تناله وتصل اليه بكرم من الله تعالى ولطف منه وهو الكريم ذو الرحمة الواسعة، اما ما هي حقيقة هذه الرحمة و ما هي اثارها فان ذلك متروك لعلمه جل شأنه، وفي كثير من الاحيان لا يلتفت الشخص الى اثار الرحمة واللطف الالهي مع كونه ذا اثر كبير في مسير حياته.
ومن هذا النص يستكشف ان هناك مواضع لها خصوصية تكوينية جعلها الله تعالى في اصل ايجاد تلك البقاع وانه حث العباد على الحضور عندها وشد الرحال اليها لاستفاضة اثار تلك الخصوصيات لما لها من اثار واقعية مهمة في حياتهم.
ب- النظر اليها عبادة
روى الشيخ الطوسي (اعلى الله مقامه) بسنده عن النبي (صلى الله عليه واله) "ان النظر الى علي بن ابي طالب عبادة، والنظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في الصحيفةة – يعني حصحيفة القران – عبادة، والنظر الى الكعبة عبادة"
ان العبادة تعني تحقق الامتثال من قبل العبد لأمر الرب، والتحقق تارة يكون امرا خارجيا تكوينيا لا تأثير لعمل الانسان فيه كأصل كون الانسان مخلوقا لله تعالى وعبده – في قبال الرب – فمثلا الشخص العاصي لا يخرج عن كونه عبدا لله تعالى وهو ما دل عليه قوله تعالى ﴿ياحسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون﴾ ، وتارة اخرى يكون لعمل العبد دخل فيوصف الشخص حينئذ بالعابد ﴿العابدون الحامدن﴾ ويوصف فعله بالعبادة.
فالعبادة اذن هي الفعل يؤديه العبد منبعثا فيه من الامر التشريعي للرب تبارك وتعالى.
وتنقسم مصاديق العبادة الى مصاديق واضحة للعابدة كالصلاة والصيام والحج والزكاة، ومصاديق خفية تحتاج الى مزيد بيان، وهذا النص الشريف ذكر جملة من موارد العبادات الخفية، والتي لكل منها اثار خاصة، فكما ان للعبادات البينة الواضحة اثارا فكذاك لهذه العبادات اثار، فالصلاة تقرب العبد من الله ولذا وصفت في الروايات بانها معراج المؤمن وانها قربان كل تقي هذا على الصعيد الشخصي، وعلى الصعيد الاجتماعي من اثرها الا انهات تنهى عن الفحشاء والمنكر، فتكون مقدمة للسلم والامن والاخلاق الفاضلة في المجتمع فكذا للموراد المذكرة اثارها الخاصة.
|