• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : *شقشقة* .. ( *تحية لإيزابيل*)  .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

*شقشقة* .. ( *تحية لإيزابيل*) 

  *إيزابيل* .. أرجو أنْ لا تنسي أننا في الحب والتقليد مفرطون، ونرى أنَّ هذا هو الجود والكرم .. فلقد أحببنا الآخرين بما هم عليه أكثر من حُبِّنا لقومنا، بل لأبنائنا أحيانًا ..

ومن جودنا وكرمنا *إيزابيل* هجرنا تاريخنا، ونسيناه، وإذا سألنا أحدٌ عليه ننتظر لدقائق كي نحسب أيامه بأصابعنا لنعرف رقمه، كما كّنَّا نحسب الأرقام في طفولتنا بأصابعنا وقد يكون خطأً، أتتذكرين *إيزابيل* أيام الطفولة تلك، إذ لا فكر أو عقل يمكننا أنْ نحسب فيه تلك الأرقام البسيطة، فكان جهلنا وطفولتنا تدعونا لتحريك الأصابع، ولعل *إيزابيل* لا زالت هذه الطفولة والجهل رفيقنا، فعندما نُسأَلُ عن أحد أرقام يومنا الإسلامي، أو تاريخنا الهجري المهجور الذي تتحدثين عنه!!
ولا أكتمُكِ السرَّ *إيزابيل* فأحيانًا نُسْأَلُ عن أصل اسم الشهر ونحن نحرِّك أصابعنا كالأطفال!! أو يكون ناتج الجمع والضرب غير صحيح!! أو نعجز فنسأل الآخرين عن النتيجة، كما كُنَّا في طفولتنا عندما نجهل الحساب، ونملُّ حركة الأصابع فنسأل ماما عن النتيجة لتكون المعرفة جاهزة عندنا!! 
فلا تتعجبي فالأمر هو الأمر!! ولا يصيبكِ اليأس *إيزابيل* إذا قلتُ لكِ لقد كانت الطفولة والجهل آنذاك تجعلنا نسأل بكل سرور، وضحكة بريئة، أما الآن بعد أنْ كبرت أحجام أبداننا فنخشى حتى السؤال؛ لئلا يُفْتَضَحَ ذلك الحجم الكبير لأعضاء الأبدان، فنبقى عزيزتي على الطفولة والجهل نفسهما، ولكن مع زيادة في الغرور والكبرياء .. أرجوكِ أنْ لا تزعلي!!  
وهل تعلمين *إيزابيل* أننا من فرط الجود والكرم تبرَّعنا بكل تاريخنا، فأصبحنا لا نعرف هذه الأسماء التي تذكرينَها (جمادى أو رجب)، فنرى في ألفاظها كُلَّ العجب!! 
بل تركنا كتابتها أصلًا وتبرَّعنا بها تمامًا!!
أتصدِّقينَ *إيزابيل* نحن لا نعلم متى أتينا إلى الدنيا بأرقام تاريخنا؟! هل تعلمينَ أنَّ أمي التي أخرجتني من بطنها أيضًا لا تعلم بذلك؟! 
وهل تُصَدِّقِيني *إيزابيل* لو قلت لكِ أحد الأسرار إنَّ أبي الذي كان ينتظر مجيئي بلهفةٍ هو لا يعلم أيضًا؟!
بل طغى الجود والكرم في أمي وأبي وتسابقوا لتسجيل يوم نزولي في أرض الوطن بعد غربتي من وحشة السفر في بطن أمي، فكان التسجيلُ بكانون وأيلول وديسمبر!!
هل تصدقين *إيزابيل* أنَّ أمي كانت تتوسل وتتضرع إلى الله بمحمد ومقامه، وعندما سجلت تاريخي نسيت ذلك تاريخ محمد؟!!  
 *أخيرًا إيزابيل* .. هل تصدِّقينَ لو قلتُ لكِ إنَّ الجود والسخاء كان في قومي وأمتي كلها، وقد كنتُ أظن أنا الوحيد في هذا الجود والكرم، بل أفرط قومي بكرمهم حتى تبرعوا بلغتهم الجميلة في بعض مراحل الدراسة!!
وتبرعوا بملابسهم وخلعوها كرامة لملابس غيرهم، وإنْ كانوا أعداءً!!
وتبرعوا بكلماتهم وحروفها وهي لغة نبيهم إكرامًا للغة غيرهم، وإنْ كانوا أعداءً أو مستعمرين!! 
وتبرعوا بعُملتهم وأموالهم وتشدَّقوا بعملة الآخرين، وإن، كانوا مستعمرين أو مجرمين!!
وتبرعوا .. وتبرعوا .. إثباتًا لنظريتهم في الجود والكرم!!
فلماذا بعد هذا تمنعينني *يا إيزابيل* من الاحتفال بأعياد رأس سنة غير المسلمين؟!!
ولماذا تمنعينني أنْ أشتري المفرقعات بأموال راتب أبي وأرميها في الهواء؛ للتعبير عن طفولتي؟!!
ولماذا تصرِّين على تاريخي وقد تبرع به كُلُّ قومي؟!
أرجوكِ *إيزابيل* لا تمنعيني طفولتي أرجوكِ .. تحية لك ولحالنا الآخر أول يوم ٢٠٢٤ بعد الانتهاء من أعمال رمي المفرقعات الليل كله🌷


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : عماد الكاظمي ، في 2023/01/13 .

تحية صباحية للسيدة إيزابيل ..
لقد كان الموضوع أكبر من الاحتفال ويومه المخصوص وأجو أنْ يفهم القارىء ما المطلوب .. وشكرًا لاهتمامكم

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2023/01/04 .

سلام ونعمة وبركة عليكم قداسة الدكتور الشيخ عماد الكاظمي اخي الطيب لا امنعكم من ا لاحتفال بأعيادنا ولكن ليس على طريقتنا . إذا كان العيد هو اعادة ما مرّ من أيام العام الفائت لتصحيح الاخطاء والاستفادة منها ، فأعيادنا تعيد اخطائها على راس كل عام وتتفنن في اضافة اخطاء جديدة جادت بها مخترعات العام الفائت. لم يكن قولي عن الشهور الهجرية كلام عابر ، بل نابع من الالم الذي اعتصر قلبي وانا اسأل الاطفال عن هذه الشهور فلا يعرفوها ولانكى من ذلك أن آبائهم وامهاتهم لا يعرفوها أيضا. كثير ما كنت ازور المساجد والمراكز الثقافية لمختلف المذاهب في اوربا متسللة متسترة قل ما شئت ، فلا أرى إلا مشاهد روتينية تتكرر وصور بدت شاحبة امام بريق المغريات التي تطيش لها العقول.أيام احتفالات رأس السنة الميلادية كنت في بلدي العراق وكنت في ضيافة صديقة من اصدقاء الطفولة في احد مدن الجنوب الطيبة التي قضيت فيها أيام طفولتي ، فهالني ما رأيته في تلك الليلة في هذه المحافظة العشائرية ذات التقاليد العريقة اشياء رأيتها لم ارها حتى عند شباب المسيحية الطائش الحائر الضائع. ناديت شاب يافع كان يتوسط مجموعة من اقرانه وكان يبدو عليه النشاط والفرح والبهجة بشكل غريب وسألته : شنو المناسبة اليوم . فقال عيد رأس السنة. قلت له اي سنة تقصد؟ فنظر ملتفتا لاصدقائه فلم يجبه أحد ، فقلت له ان شهوركم هجرية قمرية اسلامية ، ورأس السنة الميلادية مسيحية غربية لاعلاقة لكم بها . فسحبتني صديقتي ووقف اخوها بيني وبين الشباب الذين انصرفوا يتضاحكون ومن بعيد وجهوا المفرقعات نحونا واطلقوها مع الصراخ والهيجان. احذروا منظمات المجتمع المدني. لماذا لا توجد هذه المنظمات بين المسيحيين؟
شكرا قداسة الدكتور أيزابيل لا تزعل بل فرحت لانها وحدت من يتألم معها.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176935
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28