• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاستبداد.. تهديدٌ لحرية التعبير عن الرأي .
                          • الكاتب : غازي فيصل  .

الاستبداد.. تهديدٌ لحرية التعبير عن الرأي

 تعد حرية الفكر والرأي والتعبير سمة أساسية من السمات الداعمة، لتقدم المجتمع باعتبارها ركيزة من ركائز الديمقراطية، إضافة إلى كونها وسيلة من وسائل التعبير عن الذات، والحرية هي الأم التي يجب أن تحتضن اي حوار داخل المجتمع،

وتعتبر حرية التعبير والاعتراف بدور وسائل الإعلام واهميتها، من المفاهيم والمبادئ الأساسية في الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية في مختلف بلدان العالم، كما أن الحرية أصبحت جزءا من النسيج الديمقراطي في العديد من البلدان، ومن المكتسبات المهمة وتعتبر مسألة حرية الرأي والتعبير هي قضية حقوق إنسان بامتياز، حيث خصص لها بند في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقر ( بأن لكل إنسان الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون مضايقة واستفاء الأنباء والأفكار وتلقيها واذاعتها بأية وسيلة كانت، ودون تقييد بالحدود الجغرافية المادة 19 من الإعلان). 

الحرية حق أصيل يمتلكه الانسان الحر ولا يمكن التفريط به أو التنازل عنه، وهي ليست هبه أو فضل حتى يمنحها الحاكم أو النظام لرعاياه، فهي ولدت مع الانسان، ومتى ما سلبت منه يفقد كل شيء معها، ويتحول إلى فرد مسير مسلوب الإرادة والكرامة، لا يقوى على فعل شيء أو تغيير الواقع أو السعي نحو الإصلاح والحياة الكريمة، لذلك هذا ما سعت اليه الأنظمة المستبدة منذ نشأتها وسيطرتها على مقاليد الحكم، سلب الحرية من المجتمع وتحويلهم إلى افراد لا حول لهم ولا قوة.هذا هو الاستبداد والاستئثار في الحكم، والحاكم الظالم يسعى في أولى خطواته نحو تثبيت اركان حكمه المستبد إلى سلب الحقوق الطبيعية للفرد وفي مقدمتها الحرية، لما تشكله من خطر المعارضة وضغط طلب التغيير والإصلاح الدائم على استمرار حكمه. فالاستبداد فكرة أحادية الجانب مهيمنة بذاتها على مُخيلة الحاكم، فلا يستطيع التخلي عنها ولا يستطيع العيش بدونها، صورة من صور القمع الفكري والتخلف السياسي والجهل الاجتماعي، فهو يعتبر فكر التغيير والرأي المتعدد عدوه الأساسي، لنرى ما هو قابع خلف قيم التسامح والمساواة التي يحملها الدين، فعلى الرغم أن الأديان تؤكد مفهوم الحريات حتي في الاعتقاد نفسه نرى بعض المؤسسات الدينية، التي تحاول طرح هذه الصورة جانبا باستغلال بعض المفاهيم الدينية، التي تحتمل صورا متعددة، وإغلاق هذه المساحة المتاحة لعقل الإنسان لتدبر أمره كل في واقعه ومجتمعه وحسب حاجاته.

إن الاستخدام الفاعل والمؤثر لحرية الرأي والتعبير، هي التي تجعل الحاكم يقف دوماً في مواجهة مع الحرية بشراسة بغية رفضها وكبح قوتها وتأثيرها في المجتمع، لا جدال في أن الرأي الحر والصادق في نفس الوقت يلعب دورا مركزيا في عالمنا. ليعيد تشكيل هذا الواقع، ويصنع رأيا حرا ينهض بالأمة وبالتالي يهدد حصون الاستبداد وقلاعه المُحتكرة لمختلف وسائل القمع، فالاستبداد آفة حرية الرأي والتعبير تتحول المجتمعات من خلاله إلى أمراض مُستعصية الحلول من التعصب الأعمى، ورفض الآخر وفرض الآراء إلى التناحر والتشدد، فهو إصابة المجتمع البشري بالهزيمة الدائمة، فالبشرية عبر تاريخها الطويل والمضني في ذات الوقت لم تعرف أزمات بقدر ما كان لهذا النوع من الاستبداد من آثار وخيمة على البشرية في كونه يخلق أجيالا متتالية من المتعصبين والمستبدين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176986
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19