• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قاطعوا (صُنّاعَ التفاهةِ) بحرمانهم من: اللايك/الشير/المشاهدة/التعليق .
                          • الكاتب : سعد صاحب الوائلي .

قاطعوا (صُنّاعَ التفاهةِ) بحرمانهم من: اللايك/الشير/المشاهدة/التعليق

لا تظنوا أبداً.. أنَّ (صُنّاعَ التفاهة)، و(أبطال الطشة) و(يوتيوبرية السخافة) قد جاءوا بالصدفة، و(طشوا) بالصدفة.. أبداً.. أبداً.. فهؤلاء وكثيرٌ من امثالهم، تم تبنيهم وتنشئتهم عبر وسائل عديدة ، مرةً ، عبر (گروبات معينة)، ومرةً، عبر واحدةٍ من (منظمات المجتمع المدني) العاملة في العراق - والتي فيها أكثر بكثير من 1800 منظمة مجتمع مدني مرتبطة بالسي آي أي مباشرة (حسب إحصائية 2018 وليس الآن)، وكثير كثير غيرها مرتبطة بـ(الموساد الإسرائيلي) او مرتبطة مع (المخابرات البريطانية) وسواها-، او يتلقون (دورات معينة!!) في سفارة اميركا او سفارة بريطانيا او فرنسا، أو البلد العربي كذائي او الفلاني.. او تتبناهم (جهات اعلامية معينة) او (معاهد إعلامية) تابعة لقنوات فضائية عراقية (معروفة بتوجهاتها ومتبنياتها!!)، أو مرتبطة بـ(مركز البحوث) الفلاني، او (مركز الدراسات) العلاني، أو (منتدى الشباب) الكذائي، او (رابطة المثقفين) او (تجمع الفنانيين) الشبابي.. ولا تنسوا ابداً ان الدعم المالي (لأبطال التفاهة) لا ينقطع، على الاقل عبر شركة (اليوتيوب) بالظاهر، و(المساعدات والمكافأة المالية من الجهات التي ذكرناها) بالخفاء، وما خفي كان أعظم.

و ينبغي أنْ لا يفوت على أرباب عوائلنا أنْ يعلموا أنَّ أمثال هؤلاء يأتمرون بأوامر وتوجيهات وايعازات (اسيادهم) -وان كانوا لا يدركون ذلك أحياناً-، لانهم مرتبطون بالوسطاء وليس بالمباشرة في أحيان.. فترى الوسطاء(سواء شركات او اشخاص) يُمَوِّلُون منشورات هؤلاء، ويوزعون روابطها شمالا ويميناً، فترى منشوراتهم ومدوناتهم ونتاجهم الفيديوية (التافهة) وقد أصبحت (ثيمة) او (ترند) او (حالة) او سوى ذلك.

فليس بخافٍ أن الغاية الاساسية من (كارتلات الحرب الناعمة بقواها الناعمة غير الاسلحة التقليدية) والتي تشنها قوى الاستكبار( اميركا، اسرائيل ، بريطانيا، الغرب، ومعهم بعض القوى والساسة المغرضين في الخليج يلعبون دوراً كأدوات تنفيذ)، فضلاً عن المتواطئين معهم من بعض (قوى الداخل المشبوهة) ، وكل هؤلاء بمن فيهم المغفلون، والمُستَدرَجُون، أو المُستَغلَون، والمتورطون، كلهم هدفهم واحد لا غير، هو اشاعة (التفاهة) في اوساط الجيل والشبيبة والنشء الراهن، وذلك كي يفقدوه ارتباطه الصميمي بتأريخه، وبتقاليده، وباعرافه، وبثوابت مجتمعه، والعمل بجدٍ كبيرٍ لفك اندكاكه بالدين، والمذهب، والشعائر، والأصول، والثوابت المجتمعية، والقيم الحقة، والاصول العشائرية الحقيقة (التي انقرض معظمها) وبقيت منها الشكليات والخزعبلات والفخفخات، والمضايف الفارهة والفارغة من الحكمة الحقيقية والجاه الواقعي والنصيحة والوعظ وسواها.. فبات شبابنا وبناتنا نهباً لكل الأمواج العاتية لـ (الحرب الناعمة) العظمى التي تشن علينا عبر الانترنيت (وبجميع ما فيه) من مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر الفضائيات المسمومة التي تنفث ريحَها العقيمة العجفاء في اوساط عوائلنا ومجتمعاتنا دون حسيبٍ او رقيب.

و في وسط كل هذه الأمواج العاتية من الحرب الناعمة التي تــُشنُّ علينا، بات نسيجُنا المجتمعي منخوراً مهزولاً فاقداً لثوابته الاصيلة، وباتت أُسرنا وعوائلنا مفككة متناثرة ، مجتمعة نسباً، ومتفرقة الاهواء والمذاهب والمشارب، كُلٌّ منشغلٌ بهاتفه الذكي، او التاب، أو الستلايت، وحتى اجهزة الألعاب (الگيم) المتصلة بالانترنيت.

إنَّ امثال هؤلاء من (مشاهير التفاهة) و(أبطال المسخرة) و(يوتيوبرية التسطيح) و(صناع المحتوى الهابط)، و(مبلغي الألفاظ المنحطة) و(ناشري الاسفاف) و(مروجي البذاءة) و(مهدمي القيم) و(محطمي الثوابت) و(مغيري الأعراف).. إن هؤلاء من (الباحثين عن الطشه)، هم في الحقيقة - علموا ام لم يعلموا - هم الأدوات الفاعلة للأعداء في حربهم الناعمة الكبرى التي تُشنُّ علينا بشراسةٍ وضراوةٍ وقوةٍ عظمى وبإصرار اميركي اسرائيلي بريطانيا غربي لا يَكِلُّ ولا يَمِلُّ.

ومن يَشُكُّ في هذا الكلام، فليعد بفكره، ويرى كيف استطاعت (قوى الاستكبار الأميركي الإسرائيلي الغربي) في غضون (حفنةٍ من الأعوام) ان يَخلقوا لهم جيلاً تابعاً ذليلاً يُحَرِّكُوهُ ويُسَيِّرُوهُ حسبما يريدون ووفقَ ما يشاؤون. كما رأينا في ارهاصات (تشرين) وما اعقبها، وكيف ركب هؤلاء موجة التظاهرات الحقيقية، وقادوا التظاهرات لجهتهم، وما ظاهرة (تشرين) عنكم ببعيد.

وبازاء كل هذا، مطلوبٌ مِنّا جميعاً، كـــكُتَّابٍ، ومفكرين، طلاب، اساتذة، تدريسيين، اعلاميين، مبلغين، علماء، حكماء، ادباء، ربات بيوت، وكلِ المخلصين مِمَّنْ يُريدونَ خَلاصَ هذا الجيل من براثن هذه الهجمة الاميركية الاسرائيلية البريطانية الغربية، والنجاة من أوار هذه (الحرب الناعمة/ الشرسة) ان يحصنوا بالمقام الاول عوائلهم واسرهم وانقاذ ابنائهم وبناتهم من ويلات هؤلاء، ويرشدوهم أنَّ :كُلَّ (لايكٍ) ، وَ كُلَّ (شير/مشاركة) ، وَ كُلَّ (تصفحٍ)، وَ كُلَّ (مشاهدةٍ) لمنتجات ومنشورات وفيديوهاتِ أمثالِ هؤلاء من (مشاهير التفاهة) و(النماذج التافهة) هو في الحقيقة (تعزيزٌ) لهؤلاء النكرات، و (تأييدٌ) لهم، و(تغذيةٌ ماليةٌ) و(مؤازة معنوية) لهؤلاء التوافه.. فالحذرٌ كُلَّ الحذرِ من الوقوع في (أفخاخ) هؤلاء، والتيقظ التيقظ من الانخراط معهم في (برامجهم الموضوعة لهم)، والحرص الحرص على عدم مساندتهم في مسعاهم ومبتغاهم، فنحن شعبٌ عمره سبعة آلاف سنة، ونحن صناعة الحضارة، ونحن اول من خط بالقلم، ونحن أول من وضع المدونات واللوائح القانونية، ونحن اول من صنع العجلة، ونحن عَرَّفنا العالم اجمع معنى (كيف ان تكون جاداً)، ونافعاً لمجتمعك وبيئتك، على الرغم من اننا شعبٌ مرحٌ و ودودٌ وممازحٌ ، ولكن بحدود اللياقة والأدب والأعراف ودون الخروج على التقاليد.. فنحن (عراقيون).. والله من وراء القصد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177410
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28