• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على غير العادة في العراق ، جامعة أهلية توزع مقاعد مجانية ! .
                          • الكاتب : ستار الدراجي .

على غير العادة في العراق ، جامعة أهلية توزع مقاعد مجانية !

 بينما عج الفرح وسط بيوت منطقتنا الفقيرة بنجاح أولادهم من السادس الاعدادي ، وتطايرت على اعتابها حبات الحلوى المصنعة منزلياً ، ابتهاجاً بتحقيق احلامهم ، خَيَّم الحزن على دار ( ام علي ) تلك المرأة الخمسينية التي فقدت زوجها شهيداً ، وهو يقاتل دفاعاً عن وطنه وأهله ، أم علي التي أثقلها الزمان بتربية أولادها الخمسة بعد استشهاد والدهم ، كانت تعول على ان تكون ابنتها الوسطى ( ز . م ) صيدلانية المستقبل ، لعلها  تعيلهم بعد جولات من العوز والحرمان ، تقول(  ام علي ) انها كانت توفر مبالغ الدروس الخصوصية لابنتها من وجبات الطعام ، فهي باحترافية الأم الفقيرة التي لاحول لها ولاقوة ولا معيل، استطاعت ان تجعل اولادها يعيشون على وجبتي طعام فقط في اليوم الواحد ! في سبيل تحقيق حلم ابنتها ( ابنة الشهيد ) 

وبينما جاءت النتائج ، كان معدل ( ز،م ) ليس كافياً لدخولها الى كلية الصيدلة في أي جامعة حكومية ، لا في بغداد ولا أي محافظة اخرى ، لأن امتحاناتها تزامنت مع ايام شهادة والدها الذي رحل ولم يترك لهم سوى خربة صغيرة يعيشون فيها ، لاتحميهم حر الشمس صيفاً ولا والبرد والمطر شتاءً ، 

ضاعت الآمال ، وراحت الأحلام هباءً منثوراً ، وباتت ( ابنة الشهيد ) وعياله وزوجته تحت خيمة الحزن وخيبة الامل ، يندبون الحظ تارة ، ويلطمون الوجوه حزناً على ماحل بهم تارة اخرى ، قلوبهم تتفطر قهراً وألماً ، وأيديهم وقلوبهم مفتوحة الى الله صابرين محتسبين رحمته ولطفه ، 

لم يكن أمام ( ابنة الشهيد ) سوى الدخول الى جامعة أهلية لتحقيق حلمها بالحصول على شهادة كلية الصيدلة ، وهذا يتطلب اموالاً لاتستطيع وفق حال عائلتها المبكي ويدها القصيرة التي لاتقوى ان تمتد لتنال ماتحب وتحقق فرحة اهلها ، 

لكن يد الله ممدودة ، اذا اراد شيئاً ان يقول له "كن فيكون " وصلت اخبارها عبر "فاعل خير" الى جامعة البيان الاهلية وسرعان ما جاءت التلبية ( مبروك تم قبول ز.م في كلية الصيدلة بجامعة البيان بمنحة مجانية ) 

سمع جميع الجيران اصداء الافراح ، وتغير الحزن الى بهجة وسرور ،  وتعالت  الهلاهل وسالت دموع الفرح ووزعت الحلوى ابتهاجاً بتحقيق الحلم ، نعم هو الله المستجيب ، يسبب الاسباب ويسخر برحمته من يشاء ، تلك هي قصة من مجموعة قصص لطلبة تقطعت بهم السبل قبل الوصول الى تحقيق حلمهم ، لكن جامعة البيان المملوكة لرجل الاعمال أحمد أسد تحرص على توزيع عشرات المقاعد الدراسية المجانية سنوياً الى الطلبة المستحقين من اولاد الشهداء والعائلات المتعففة وذوي الاحتياجات الخاصة وممن ترشحهم المؤسسات الخيرية المعتمدة بتوجيه مباشر من مالكها احمد اسد ، وهي بذلك تقدم درساً انسانياً قبل ان تقدم دروسها العلمية ، 

( ز،م ) الان طالبة في كلية الصيدلة بجامعة البيان تخطو خطوة بعد اخرى لتحقيق حلمها ولتقول بعد ذلك ، انا ( ابنة الشهيد ) أنا صيدلانية .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177638
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29