• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الامامُ الجواد(ع) وَمَوْهِبَةُ القِيادَةِ .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

الامامُ الجواد(ع) وَمَوْهِبَةُ القِيادَةِ

القائِدُ إِمّا أَنْ يكونَ موهوباً، أَو مصنوعاً ، أَو أَنْ تَأتِيَ بهِ الظروفُ الى السلطةِ وموقعِ القيادَةِ والمسؤولِيَّةِ ، من خلالِ إِنقلابٍ عسكريٍّ أَو حتى عن طريقِ الانتخاباتِ وصناديقِ الاقتراعِ ، كما حدث لهتلر.
والقائِدُ الموهوبُ تَتَمَثَّلُ مصادِيقُهُ في الانبياء والائِمَةِ ، والقياداتِ الكارِزمِيَّةِ التي تُولَدُ بمواهبِ القيادةِ وَملكاتِها ، ولاتحتاجُ الى دراسة القيادَةِ من خلال الدراسةِ والتدريبِ والتأهيلِ. والقائِدُ المَصنوعُ هو مَنْ يُعَدُّ وَيُدَرَّبُ وَيُدَرَّسُ اُصولَ القِيادَةِ وَأسالِيبَها.
الكثيرُ من قادَةِ الشَّرِكاتِ والمُؤَسْساتِ هُمْ قِياداتٌ مصنوعَةٌ ، درسوا كثيراً وَحازوا على أَساليبِ القِيادَةِ وَطُرُقِها. أَمّا قادةُ الصُّدَفِ فهم القادَةُ الذينَ لايمتلكونَ موهِبَةَ القِيادَةِ ، ومَلَكاتِها الذاتِيَّةَ، ولم يدرُسُوا ويكتسِبوا مهارات القِيادَةِ واساليبَها. هؤلاءِ القادةُ، انما جاءت بهم الصُّدَفُ والظروفُ لِيُصْبِحُوا قادَةً ، وحينما يسقطون عن عروشهم يَتَّضِحُ أَنَّهُم لايمتلكونَ موهبةَ القِيادَةِ ولا صنعةَ القيادَةِ ، كما حصلَ معَ صدّام والقذافي .
الامامُ الجوادُ(ع) ، يُمَثِّلُ النَّوعَ الأَوَّلَ منَ القِيادَةِ ، وهي : " القِيادَة المَوْهُوبَة" ، حيثُ تَصَدّى للقيادَةِ في سِنٍّ مبكرة ، وهذه الظاهرةُ " ظاهرةُ الامامة المُبَكِّرَةِ بَدَأتْ بالامامِ الجوادِ(ع) حيثُ كان عُمُرُ الامامِ (ع) ثمانيَ سَنَواتٍ ، وظهرَ عِلْمُهُ الغزير من خلالِ المناظرة التي أجراها معه يحيى بن أكثم ، قاضي قضاة المأمون.
الدورُ القِيادِيُّ للامامِ الجواد(ع)
------------------------------
برزَ بشكلٍ جَلِيٍّ دورُ قيادَةِ الامام الجواد(ع) الموهوبَةُ في عهدِ المأمونِ والمعتصم اللّذينِ عاصرهما الامامُ من الحكامِ العباسيين. في عهد المأمونِ والمعتصم ، كانت الاضطراباتُ والتقلباتُ والهياجُ السياسيُّ يعصفُ بعمومِ الأُمَّةِ الاسلامِيَّةِ حيثُ الحُروبُ ، ومقتلُ الأمين ، وسياسةُ المأمونِِ المُراوِغَةُ.
وهذهِ الاحداثُ عاصرَها الامامُ الجوادُ(ع) بكلِّ تفاصيلِها . أَمّا الدورُ القياديُّ الذي اضطلعَ بهِ الامامُ(ع) فهو اثباتُ قدرتهِ وامكاناتِهِ في قيادَة المسلمينَ ومواجهةِ النظامِ الحاكمِ آنَذاك. هذا النظامُ كان يعملُ على التسقيطِ وتشويه صورة اهل البيت (ع) ، وكانَ دَورُ الامام الجواد(ع) هو ترسيخُ عقائدِ المسلمين والدفاعُ عنها ، ومواجهةُ التَّياراتِ المنحَرِفَةِ والبِدَعِ المختلفة التي كانت تعمل السلطةُ على تغذيتِها واشعالِ فَتيلِها. والدورُ الاخر الذي قامَ بهِ الامامُ (ع) هو بناءُ الجماعَةِ الصالحةِ واعدادها ثقافِيّاً وتربوياً وتهيئتها لدور الغيبة.
يذكرُ بعضُ المؤرخينَ ان العمر المبكر للامام (ع) أحدثَ حالةً من الحيرةِ لدى البعض ، حتى أنَّ البعضَ اتجَهوا الى عبدالله بن موسى أخ الامام الرضا (ع) ، ولكن بعد الاختبار وعجزه عن الاجابة عن الاسئلة ِ تبين لهم أنَّهُ ليسَ الامام ، أَمّا أغلبُ الشيعةِ فقد قبلوا بامامة الجواد(ع) لَمّا رَأَوا اهليتهُ وقدراته وموهبتهُ القياديَّةَ رغمَ صغر سِنِّهِ واحتجوا لذلك بيحيى بن زكريا الذي آتاهُ اللهُ الحكمَ صبيا ، وبعيسى بن مريمَ الذي آتاهُ اللهُ الكتابَ وجعلَهُ نبيّا ، كما جاء في القُرآنِ الكريم. ولتعاظمِ دورِ الامامِ(ع) القياديِّ وبروزِ مواهبهِ وملكاتِه ، قرر المعتصمُ أن يُصَفِيَهُ بطريقةٍ لاتحدثُ ضَجَّةً ولاضجيجاً فَاوكَلَ هذهِ المهمة الى ابنَةِ اخيه أم الفضل " زوجة الامام الجواد" التي دست اليه السم فقضى الامامُ شهيداً صائماً في آخر ذي القعدة سنة 220 هج ، وكان عمرُهُ الشريف خمساً وعشرينَ سنةً وَأربعةَ أشهرٍ ، ودفن (ع) في مقابرَ قريشٍ معَ جده الامام الكاظم (ع) . وبهذا انتهت حياةُ أَحد القادة الالهيين الموهوبين الذين اختارهم الله لقيادة الامة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177876
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28