• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العمامة الديالكتيكية .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

العمامة الديالكتيكية

( المفروض ) الحالة الطبيعية للمجتمع أن لديه مرجعيات دينية يحترمها ويطيعها، لكنه في نفس الوقت يعرف بوجود حالات تطفل على الزي الديني ونفسيات مريضة تبحث عن طريق مختصر للشهرة.

لذلك تجده مجتمع متوازن يحترم العلماء الحقيقيين ( خيط الوصل بأهل البيت ) ولا يقع فريسة ( النفور من العمامة ) بسبب المفسدين.

يعني باختصار هذا الصنف 👆متجاوز موضوع (الجدل الهيغلي) وميحتاج يمر بي لأنه متوازن أصلاً.

لكن .. الظاهر عدنه صنف ثاني 👇 بعض أفراد المجتمع الشيعي .. لازم يمرون بحالة (جدل هيغلي) في نظرتهم للعمامة .. بعدها راح يفتهمون الواقع.

الفيلسوف الألماني فريدريك هيغل صاحب الجدلية الديالكتيكية يفترض أن التاريخ لازم يمر بحالة من الصراع بين نقيضين حتى يستقر على حالة وسطية.

يعني لما يكون المجتمع بحالة ويريد يغيرها بسبب بعض سلبياتها .. بالعادة سيذهب إلى النقيض تماماً .. وهناك راح يكتشف سلبيات النقيض أيضاً .. فيرجع إلى حالة وسطية تاخذ إيجابيات الطرفين وتترك سلبياتهم.

طبعاً كلامه مو صحيح جداً كقاعدة عامة بس حلو ( فرق بين صحيح وحلو )..

لكن بهاي حالتنه نگدر نعتبره صحيح ..

لان هذا الصنف كان يقدس العمامة تقديس مطلق ( أعمى ) ويتخيل كل من لبس العمامة فهو مقدس .. ومستعد يبذل كل شيء لأي كلمة يقولها معمم.

ثم بدأت عمائم سيئة تظهر على السطح بـ #ثلاثية_الإفساد :

#إفساد_سياسي .. وعبث بالدولة وتدخل في مفاصلها.

#إفساد_أخلاقي .. وعبث بأحكام الحلال والحرام ومقولة الحرية.

#إفساد_علمي .. وإدعاء مقام المرجعية طمعاً بالجاه والمال والأتباع.

وهذا الوضع سبب إنتقال هذا الصنف إلى النقيض تماماً .. ورؤية كل عمامة على أن تحتها شيطان.

ولكن بما أنو المعمم أو بدقة أكثر ( طالب الحوزة ) جزء من المنظومة العملية للدين ( ومن قال لك كلا يخدعك او يخلط بين الدين والمنظومة العملية للدين ) .. 

لذلك .. فهذا الصنف المتحول بين نقيضين .. راح يضطر يفتح عيونه زين ويفكر شنو الوضع الصحيح للتعامل مع رجل الدين ..

ولهذا ..  فالمصير الحتمي لهذه التحولات بين النقيضين أن يصل إلى حالة وسطية يكون فيها توازن .. وتمييز .. وإدراك ..مثل الصنف الاول.

وسيصل المجتمع يوماً إلى حالة وعي يميز فيها بين من يستحق تقديم الأعناق ، ومن يستحق الرشق بالبصاق.

( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

وشكراً.

بس قبل أن أروح أحب أقول للنفايات المحسوبة على الحوزة أمثال رحيم أبو رغيف ومن لف لوفته ..

قصم الله ظهوركم إذا كنتم سبباً في قصم ظهر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام .. الذي يقول:

( قصم ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم اللسان فاسق، ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه، وهذا ينسكه عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين، أولئك فتنة كل مفتون، فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم اللسان)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177935
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 02 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28