• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مرحبا يا مصارعَ الشهداءِ  .

مرحبا يا مصارعَ الشهداءِ 

مرحبا يا مصارعَ الشهداءِ 
طهّري ذُلّنا بفيضِ الدماءِ
❖┈┅✦❂✦💠✦❂✦┅┈❖

كتبت هذه القصيدة تحية للدماء الطاهرة التي اراقها جلاد العراق المقبور في الوجبة الاولى من شهداء العقيدة ابناء واحفادالمرجع الديني الأعلى  الامام الحكيم  كتب الشاعر السيد مصطفى جمال الدين مرثيته العصماء

مرحبا يا مصارعَ الشهداءِ 
طهّري ذُلّنا بفيضِ الدماءِ

عطِشت ( كربلاءُ ) من
 كثرة الدمع 
، وغصت جراحها بالرثاءِ

فتفجّر يا حقد فيها وروّي 
بالنجيع القاني جُذور
 الفِداءِ
وتَمَلّي يا رملة
 ( النجف الأشرف ) 
وردَ الجنينةَ الحمراءِ

والغراسُ الذي تفتّق عِطرا 
بين أوراقها دمُ الأنبياءِ

رَوِيتْ من دما ( عليٍّ )
 بكوفان 
ورهطِ ( الحسين ) في
 كربلاءِ
والدماءُ التي
 صَبغنَ ( بـباخمرا )
و ( فخٍّ ) جدائل الرمضاءِ

علويون ما ترنّح يوما 
جِذعُ ( زيدٍ ) إلا بوجهٍ
 مُضاءِ 
وعروقُ ( النفس
 الزكية) ما زالت 
تغذّى بأنفسِ الأزكياءِ

( بحُسينٍ ) و ( صاحبٍ )
 و ( علاءٍ ) 
ورعيل من فتيةٍ أُمناءِ

خضّبوا مَفرق الصباح بما
 يَسوَّدُ 
خزيا به جبينُ المساءِ

واعصفي بالذحولِ يا
 ( عبدَ شمسٍ ) 
فمصابيحنا لغير انطفاءِ

***
مرحبا يا أبا عليٍّ
 وأهلا 
بدمٍ قد بذلت جمِّ العطاءِ
 
ظلّت الأرضُ ، وهي
 عطشى إليهِ 
يتلوى بها خضيلُ الرجاءِ

فعسى أن تستفيق ثاراتُ
 شعبٍ 
مَرَنَتْ عينُه على الإغفاءِ

وعسى يُدركُ السُراة بأن 
الليل لا ينجلي لفرطِ الدُّعاءِ

تُولدُ الشمسُ حيثُ يحتدمُ 
الأفقُ ، ويُحمى بالغيظ وجهُ المساءِ

أفأنتم : يا سادة النجف
 الأشرف  
أهدى .. أم رهطُ
 عاشوراءِ ؟!

أسرجوا الليلَ بالدماءِ
 ، وأنتم  
تُطفئون الضحى بليل
 البكاءِ !

فمتى ـ يا دمُ الشهيد ـ
 تُباريك 
مِدادا محابرُ العلماءِ  ؟!

أرماحُ الحسينِ صرعى
 وأقلام  
بنيهِ تَضِنُّ بالإفتاءِ ؟!

وخيامُ الحسينِ نهبٌ
 وحُراسُ 
حماها يبكونها كالنساء

وقُصارى ما يرتجي أهلُ
 هذي  
الدار غوثُ الجيرانِ
 والأصدقاءِ

***
أين مِنّا سناكِ يا ( ثورة العشرين ) 
يجلو غياهب الظلماءِ 

أينَ منا رأيٌ كمبلج
 الصبحِ ، 
وعزمٌ كالزعزع النكباءِ

و ( شيوخٌ ) أقلامهم
 وسيوفُ  
الهند سِيّان في الشبا
 والمضاءِ

أينَ ولّت عن شواطيها
 غرر الخيل 
فتِهنا في طخيةٍ عمياءِ

تنتشي كالعبيد من سكرةِ
 الذُّلِّ ، 
ونهتزُّ للخنا كالإماءِ

لا نرى في متيهنا غير
 ومضٍ 
شاحبِ الضوءِ موغِلٌ في
 الخفاءِ

وعلى جاثمِ الصخورِ
 ضحايا 
التيهِ من قومنا لَقَىً في
 العراءِ

كلما أوغلتْ خُطانا تراكمنا
على بعضنا من الإعياءِ

وبنو عمنا تصفق ـ عن
 عمد ـ 
لتيهٍ نسري به وبلاءِ

ونُغني لفارس العُربِ ؛ كي
 يُجلي 
دجأها بفكرهِ الوضّاءِ
و
 ( يُصفى ) شعبُ العراق ،
 فتمحو 
يعرُبٌ عارها على سيناءِ

***
يا لَبؤسِ العراق ..
 ما سار في 
الحلبة إلا وشوطه
 للوراءِ ؟

رُبع قرنِ مضى ( وتموزُ )
 ما زال 
رمادا بأعينِ البؤساءِ

وسنينا من الشواظِ تآكلنا
عليها ، ونحن صرعى
 انتشاءِ

وأناشيدنا ( لوحدة )
 شعبٍ 
لم تُحققْ حتى من
 ( الرُّفقاءِ ) !

ونُغني ( حرية ) لم نذق
 منها 
سوى ذل قيدنا ..
 والغناءِ !

و( اشتراكية ) طحنا بها
 الأجيال 
فارفضَّ طحننا عن هباءِ

ثم عدنا ، بعد النضال ، إلى 
جنات عدنٍ أنهارها من
 دماءِ

وكرومِ مُعرشاتٍ دواليها 
بقايا أعضائنا البتراءِ !!

وعراقٌ أبناؤه غرباءٌ
وحماهمْ والأهلُ للغرباء




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178827
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28