• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رجل تداعى له أركان الأدب الليبي . .
                          • الكاتب : سالمة الحسن القذافي .

رجل تداعى له أركان الأدب الليبي .

لقائي اليوم مع أديب عاصر الماضي والحاضر شملت أحرفه عبق الماضي المنصرم وتنوير الحاضر القادم ، لربما لا تكفينا أحرف اللغة لوصف جزء مما قدمه وفي شخصه الكريم الذي عصى الكلم عن تعبير مايحوية فكره.

هو الشاعر و الأديب الليبي عمر رمضان الجمالي الورفلي مواليد 1953م ولد في مدينة بنى وليد انتقل إلى مدينة سرت الأبية كان في عمر مايقارب من 6 سنوات وفي النجع سرت تولى جده عم والده هو الفقيه الشاعر الكبير الغناي عمار اغنية تعليمه مع جمع من أطفال النجع.

بدأت حواري معه وفي رأسي عدة أسئلة دأبت على تجهيزها حتى لا أفقد أي نقطه أو تسأل لدي أو لدي المتابعين والمهتمين بالأدب الليبي أو عامة الناس أمام هذه القامة الكبيرة .

س/ حدثني عن بدايات حياتك العلمية ؟

انا تتلمذت على يد جدي ، عم والدي يرحمهما الله ، حفظت القرآن الكريم في مدينة سرت في مدرسة أبوالرويم القرأنية إنذاك ، ومن تما إلتحقت بمعهد " القراءات " في البيضاء وهو معهد متوسط وفيه درست القرآن وعلوم اللغة كاملة وهي النحو والصرف والبلاغة ومفردات القواميس والشريعة وتخرجت عام 1976م مدرسا.

س/هل بدأت الكتابة منذ الصغر أم بعد الدراسة في المعهد وكيف كان تقبل الأهل لهذا الأمر هل هناك دعم لك؟

كانت بواكير الكتابة في المعهد ، هناك عرفنا "النشاط المدرسي" وعبر هذا النشاط بدأت الكتابات الشعرية والمسرحية البسيطة ثم كانت لنا صحف "حائطية" وعبرها تفتحت مواهبي قليلا قليلا

في المعهد تعرفت على طالب أكبر مني ، وسبقني في الدفعات التي قبلي كان يحب القراءة والكتب والثقافة ، وهو كان له الفضل في تعريفي على دنيا المعرفة والكتاب وهو المرحوم الشيخ محمد محمد المحروق من مدينة الزروق في مصراتة.

س / طيب ، كيف كان تقبل من حولك ام كان هناك فرد في الأسرة له تجربه سابقه مع الكتابة يعنى هل نقدروا نقولوا إنك من أسرة لها باع في الكتابة أو كان الأمر متروك لك ، ولك حرية الأختيار ؟

شوفي أنا من عيلة بسيطة جدا .. وربما كانوا ينظرون إلى الكتب التي كنت أكدسها في غرفتي وأنا طالب نظرة السخرية وواجهوني أكثر من مرة بترك (هالورق اللي تعرم فيه ) ولكني أدمنت الكتاب والكتابة في بواكير عمري.

س / ماهي معزوفته الأولى اي ( الشيخ محمد المحروق ) التى اخذت انتباهك وجعلتك أيضا تعرف بما لديك وجعلتك تبدأ معها عالم الكتابة ؟

الشيخ محمد المحروق كان يكتب بحوثا علمية عن معاني القرآن وعن الفقه الإسلامي .. ودراساته في غالبها كانت تعتمد على النقل وشرح وتفسير ماينقله وحتى في السنوات الأخيرة قبل وفاته كان يقدم برنامجا عبر الإذاعة المحلية في سرت ومصراتة بعنوان "من وحي الذكر الحكيم" لهذا ثأترت كثيرا بما يكتبه .

س / أول كتابة أدبية لك مانوعها وهل قمت بتوثيقها في عمل تلفزيوني أم عمل صحفي أو في كتاب ، وفي أي عام ؟

في بواكير بداياتي كنت أمارس الخطابة الدينية في الجمعة ، وفي الأعياد ، وتوليت إمامة صلاة العيد في سرت مرات عديدة ، ومنها عرف الناس إسمي وموهبتي ، وتعرف علي أهل المشورة والرأي في المدينة فألحقوني إجباريا بالإذاعة عام 1980م متعاونا.

أنا / جميل ذاك الإجبار ، اسعدني ذاك فعلا كي نرى هذا الابداع اللامتناهي ...

شوفي يابنتي يمكننى قول إن بدايات الإنسان طفولة وهي "جنة عمره" ولكنه لايتذكر تفاصيلها فقد كان مشغولا بممارستها عن توثقيها وكان قليل العقل فياض الروح ومن هنا نبعت سعادته ، وطفولة الحروف الأولى التي نبدأ بها كتاباتنا تشبه طفولتنا حتى إننا حين نذكرها أو نسترجع بعض أطرافها نضحك من "بلاهتنا" و"بساطتنا" ومن "طفولة حروفنا".

س/ ماهو أول عمل لك في الإذاعة ؟

كانت بدايتي مع الإذاعة عبر برنامج بعنوان "من أجل الإيمان" وكان يتناول "الوعي الديني" والابتعاد عن الخرافات وما دخل عقولنا من " الإسرائليات " التي تسربت في كتب القصص الديني مثل كتاب "عرائس المجالس" وغيرها من كتب قصص الأنبياء والصالحين

وكان برنامجا تلفزيونيا يقدمه الأستاذ عبد الله عبد السلام ، ويقوم بإخراجه الفنان بالقاسم القط ، وجعلته أنا يتكون من فقرات ولكل فقرة تمهيد وتقديم ، حيث كان يحوي فقرة النغم ، وفقرة التمثيل ، وفقرة الفكاهة ، وكلها كنت أعتمد فيها على مكتبة التلفزيون ، وهذا جعلني أحتك بالمكتبة المرئية ، وأعرف محتوياتها، وأتعرف من خلالها على أعلام الكتابة والفن.

س / هل تراها بداية ناجحة ، ووقتها قلت كان قراري صحيح حين وافقت للدخول في معترك الاذاعة وترك قلمي يصدح في العلن

لان قلمك كان لايكتب مجرد كلمات بل كان هادف يفتح آفاق المجتمع عن أشياء تكاد تكون مغيبه وصورة باهته لديهم هل كان الأمر فعلا كما أردت له أن يكون ؟

نعم ، وتلقيت العديد من التهديدات من شيوخ ودعاة صلاح.

س / هل فكرت في التراجع ؟

لا ، ولكن البرنامج أرهقني في تجميع مواده ، وترتيبها وليس في كتابته ، فتركته بعد سنتين من الكتابة ، وهو في الحقيقة أكسبني تمرينا صالحا ، وتجربة خصبة ، وجعلني أعكف على القراءة أكثر ، وأخوض نقاشات عديدة ، كان لها الفضل الكبير في تطور اسلوبي وتطوير معارفي.

س / إذا كان نقله نوعية في خطوط قلمك ، لذا في اي اتجاه وقتها اتخذت ، يعني الي ما تطرقت في طرح مواضيع كتاباتك سواء كاسيناريوا أو كتابة صحفية ؟

وقتها وجدت نفسي أتوجه إلى المسموعة وعبرها كتبت برنامجا ، "ناقدا" في شيء من العنف للأغنية الليبية ، التي كنت أراها تغرق في ماضيها ، ولاتتخطاه في صورها ، ولغتها ومضامينها ، فنحن في عصر التواصل والمواصلات ، مازلنا نشكو بعد الديار ، وغياب الحبيب ، ونحن في زمن الاستقرار ، مازلنا نتكلم عن الرحيل والديار الخالية ، ونحن في زمن المعرفة ، مازال شعراؤنا يتغزلون بالمذكر ، وهم يقصدون المرأة إلخ ، وكان عنوان البرنامج "في الصميم" ، قدمه الأستاذ سالم ارحيم ، وأخرجه الإذاعي القدير جمعة بن تاهية.

س / بنظرك هل لازالت الثقافة أو الكتابة الليبية خجله ومقيدة ، أو دعنا نقول هو تحفظ في حبر الأ قلام الليبية في غير محله ؟

مازلنا نكتب عن "تجاربنا" بلغة من "الذاكرة" فنحن نصف حياتنا وحبنا بلغة نستلفها وصورة نستعيرها .. كأننا نكتب مانحفظ ولانكتب مانحيا.

س / فعلا نكتب ونخفي مانكتب في مطوية نخفيها حتى عن أعيننا، لم نصل لثقافة التى تجعلنا صاريحين فيما تنقش أقلامنا، كتباتنا باتت كالإلهام تختفي إن لم نسرع في رسمها أحرفا على ورق وبعد حين نستغربها ( طبعا اقصدنى بعض الأحيان ) ، عداك أنت تظل مختلف عمن حولك ،، ما رأيك ؟

الصدق الفني أن تقول شعورك في لحظة الكتابة .. فأنت في لحظة تكره القمر وفي لحظة أخرى تغازله .. تحب الليل ثم تلعنه .. هذا لايعتبر تناقضا ولاكذبا بل هو "صدق فني" يرسمه الكاتب في لحظة كتابته .. وهو غير "الصدق الواقعي" الذي يظل ثابتا على وجه واحد لايتغير ولايتبدل .

فمثلا كتابتي في برنامج " الصميم " فرضت علي بعض النقاط

أولا : أن أتعرف على المكتبة المسموعة أستمع وأعيد الأستماع وأفتش الأغاني وهي تجربة كان لها الفضل في معرفتي بالأغنية الليبية وتاريخها وأعلامها في الكلمة واللحن والغناء

ثانيا : فرض علي البرنامج ، أن أكتب ما أكتبه من أغان بشكل يختلف عن السائد ، ومن هنا كانت محاولات تجديدي للأغنية رغم تعثرها وبساطتها.

س / لو تذكرنا دفاتر ذاك الزمن من تذكر لنا من إعلاميين تتمنى وجودهم الأن وكان بقائهم سيغير الحاضر وكان لهم أثر لا تمحية السنين ؟

كثيرون ، كانوا رواد للنهضة الثقافية ، ومنهم الشاعر الكبير "عمر المزوغي" ، والملحن المبدع "نور الدين المهدي" ، والكاتب الجميل "أحمد الحريري"، والمسرحي الكبير " الأزهر بوبكر حميد" ، والناقد الممتاز "عمر السنوسي" ، وغيرهم كثير في مجالات الإعلام والثقافة .

س / لا أعلم لكن طاف في بالي المذيع الشهيد بإذن الله عبدالسلام بلحاج ، كيف تعبر عنه ، أعلم أنه وجعك العميق ؟

نعم ، بعد استشهاده يرحمه الله وجدت نفسي أغني لنفسي

( ياشايلني وشايل ثقلي

ياميزان صوابي

يا اللي بيك ندوزن عقلي

في ساعات خيابي)

كان بسمة الحياة حين تلطمني وكان راحة النفس حين ترهقها المشاوير ، " عبد السلام بالحاج " كان رفيقا وصديقا وأخ غالي وأمانا لي من الخطر والكدر ، وهو قدم التراث الشعبي، بشكل متطور وبلغة العصر يعرف به الشباب وينقله في طرافة إلى جيل اليوم.

س / هل فكرت أن تكتب عنه (المرحوم عبدالسلام بلحاج ) في سلسله النجع أو أن ترسل ماتكتبه لتوثيق في عمل فني سواء عنه أو عن اي عمل تكتبه ؟

فكرت .. بس ما اقدرت ، بعض المواضيع في حياتنا تظل هاجسا فينا لفترات طويلة ثم تولد متى شاءت هي .

س / لما أبتعدت عن سلسله النجع ؟

لا ، لم أبتعد في كل مواسم النجع كنت موجودا لكتابة المادة الأدبية ولكن ظروفي الصحية وضيق التنفس عافاك الله جعلني أكتب 15 حلقة فقط من 30 ، قد أصبحت الإطالة في الكتابة تزعجني نتيجة لضيق التنفس الكريه الذي أعاني منه .

أضحت الحياة بالنسبة لي هي زهوتي بأحفادي وتراب بلادي وأحبابي حرفي وكتابي .

س/ سمعت أن جامعة (التحدي سرت ) العام المنصرم طلبت من خلال عميدها الدكتور "أحمد الشاطر " أن تاخد أعمالك للثوثيق ، فهل وافقت ؟

نعم هذا صحيح وأخذوا مني رواية بعنوان "أطلال" لطباعتها ولكن "الحكومة احبالها طوال" وشكلوا لجنة لتجميع قصائدي وهم يتعاونون في ذلك مع أولادي والله تعالى هو الموفق .

"مانيش طالب شي * غير جلسة اصحاب

وصفحة كتاب * زنقة حياتي لاطمة

ولاشيء بين يدي * غير ذكرى شباب

ولمعة سراب * ويحسن الله الخاتمة .

س /. أطال الله بعمرك وبارك لك فيه ، بشكل مختصر عما تدور أحداث الرواية ؟

هي رواية تدور أحداثها بين حكاية " ألف ليلة وليلة" ، و"خرافة قرزة" وتجولت بشخصياتها بين وادي "زمزم" و"بزرة" ، و"بونجيم" وجمعت بين حكاية شخصية "شهريار" ، بعد موت حبيبته"شهرزاد"، وشخصية بقيت من أهل قرزة ، وهو فتى اسمه "حالم بن سهران" ، تحولت حبيبته إلى "حجارة" ، حين قرر والدها الملك أن يتزوجها فأنزل الله السخط على قرزة فتحولت كلها حجارة ، هكذا تقول أمهاتنا وجداتنا في حكاية "قرزة"

انا / نعم اذكر أمهاتنا يقولن ربك رحم قبل يطيب اللحم .

بضبط نعم ، وبين الحكايتين نسجت أنا رواية" أطلال".

س / كيف تجد الفرق بين الشعر وغيره؟

لاشك أن الشعر "تعبير"

ولكنه تعبير يقال للمتعة والتأمل بينما التعبير العادي هو تعبير غريزة تشترك فيه المخلوقات

والإنسان كلما أرتقى في تعبيره فهو يرتقي في إنسانيته .

* الكلام تعبير غريزي

* الشعر تعبير فني

وربما كان الفرق بينهما كالفرق بين المشي و الرقص فكلاهما حركة ولكن الرقص "حركة فنية" محسوب فيها كل عنصر من عناصرها ففيها حساب حركة الراقص وحركة غيره من رفاقه ومحسوب فيها حركة الإيقاعات والوقفات والتغييرات إلخ

* المشي وظيفة غريزية

* والرقص متعة فنية

س / ماهو الغالب على شعرك ؟

لا أدري .. شعري كـ أولادي ، لا أجيد التمييز بينهم ، هم لايكرر بعضهم بعضا ، ولكنهم جميعا أبنائي ، ومن هنا يستحيل علي التمييز بينهم ، ولكني أقول على وجه التقريب ، إن أكثر شعري يغلب عليه التأمل ، وتسود فيه الفكرة ، والتأمل والفكرة ، ربما يكون النغم والبساطة ورشاقة ، الصورة أول ضحاياها ، ومن هنا ، فلن له تجد "روادا" كثيرين ، وربما هذا هو السبب في قلة الأغاني التي كتبتها، وتغنى بها المطربون ، ويضاف إلى ذلك طول بعض النصوص ، طلبا لاستقصاء الفكرة مما يتناقض مع الطرب .

س / ماذا تقول عن الكلمة ؟؟

الكلمة كانت أكبر فتح في تاريخ الإنسان ، فلولا الكلمة ، لبقيت حياة الإنسان حياة خرساء ، تموت بمجرد موته ، وربما هي ميتة حتى أثناء حياته .

الكلمة تعبير والتعبير هو الوجه الثاني للحياة ، فالحياة في حقيقتها فعل ، وتعبير عن فعل ، والتعبير عند الإنسان كلمة ، ورسم ونغم إلخ ، وهو يطور ويلون ، ويعدد فنونه التعبيرية ، طلبا للمتعة، وطلبا لتعبير نادر وغريب ،والتعبير كائن حي ، ويبدأ "طفلا" فيه مافي الطفولة ، من قصور وبساطة ، وبراءة ، وعبث وحلاوة ، ثم يظل يتطور ، ويتطور حتى يصبح "فنا راقيا" ، تتعدد جوانبه وتتفق غاياته .

س / هل أعطيت كل نصوصك حقها كاتقديمها كاأعمال درامية أو ماتغنى منها ، واختيار بعض الفنانين كافاطمة وذكرى وغيرهم هل كان أدائهم في محله وأعطيت كلماتك حقها أم هضمت كلماتك ؟

الخطأ في الاختيار وارد ومحتمل ، فالعمل الفني ، كأي واحد من أبنائي ، قد أنجح وأفلح في تربيته ، وفي تمهيد مستقبله ، وقد لاأنجح ،( وعلي أن أسعى وليـــس علي إدراك النجاح ) ، فهذا النجاح في "ضمان المستقبل " ، تحكمه عوامل كثيرة ، منها الصدفة والتوفيق الرباني ، والظروف الطارئة ، التي لم تكن في الحسبان ، وتطورنا نحن بعد إنجاز العمل ، وخروجه و"الكمال البشري"، مصحوب بالندم دائما ، فالإنسان دائما يجد نفسه بعد الفراغ من عمله ، يقول لوفعلت ، ولو أضفت ، ولو اخترت ، فلانا بدل علان ، ولو أني غيرت هذا مكان هذا ، لكان أفضل وتلك هي "وساوس الكمال، " وعلامات "النقص البشري" ، الملازم لنا في كل أفعالنا .. ولكني ، بشكل عام راض عن كل أعمالي ، وأعرف أن "النقص البشري" ، هو أحد علامات التطور فينا ، الذي لايرضى عن "شيء سابق " ، أبدا ولو رضينا عن " إنتاجنا" ، السابق لاأنتهى فنينا حافز الجديد ، ومبرر الإبداع ، ولكننا نبدع باستمرار ، طمعا في الجديد الجميل الذي لم نصل إليه بعد.

س / ماهي المناصب التى تقلدتها ، وهل طمحت للوصل لها ، وهل أنت راضي عن فترة تقلدك لتلك المناصب ؟

عام 1978م تم تصعيدي أمينا للجنة الشعبية للعدل ببلدية سرت ، وفي عام 1980م ، إلتحقت بالإذاعة كاتبا متعاونا ، وفي منتصف الثمانينات تم إختياري أمينا للإعلام والثقافة ببلدية سرت ، وبعدها تم تكليفي مديرا عام للبرامج بالإذاعتين ، وفي عام 1995م تم تكليفي بتكوين مكتب الإنتاج المرئي ببلدية سرت ، وبعدها تم تكليفي بتكوين وتأسيس إذاعة سرت المحلية، ثم تما تكليفي بتأسيس فرع شركة إستقبال وإعادة البث المرئي في بلدية سرت، وهي شركة (شاع ) حتى تمت إحالتي على التقاعد ، مع ملاحظة ،،، أن علاقتي بالإذاعة والتعاون معها ظلت قائمة، لم تنقطع خلال كل هذه التكليفات، والمسئوليات وبقي إنتاجي مستمرا ، ومتواصلا مع الإذاعة ، أما من حيث الطموح فلو كنت أطمح إلى وظيفة ما لتمسكت بها ، ولمابقي تواصلي مع الإذاعة متواصلا اثناء تقلدي لوظيفة إدارية قيادية ، ولكني كنت أرى في "الوظيفة عملا" ، وفي تعاوني مع الإذاعة "حياة"، و"طموحا"، و"رغبة نفسية" ، و"تعبيرا عني" ، فالوظيفة "عمل" ، وتعاوني مع الإذاعة "رغبة " ، و"طموح" فني في النفس .

س / هل أقمتم صالونات أدبية " السجال " وطرح الأفكار ، وإن كانت موجودة ، لما الضعف في إقامتها ، لأننا نادرا مانسمع عن أصبوحة مكتضبة ملتقي ثقافي في إحدي قاعات الجامعة أو قاعات الإجتماعات ، ءأنتم فعلا مقصرين في نشر الأدب الليبي في الداخل والخارج ؟

نحن مقصرون ، جميعا في حق أنفسنا ، نحن لا نجيد ، ولا نحسن تسويق أشيائنا ، ونفشل حتى في تصدير البرتقال الممتاز، في ليبيا ، وفي تصدير أفضل أنواع التمور ، التي نتمتع بها في بلادنا ، بل ونحن نفشل حتى في تصدير نفطنا ، إلا عن طريق الوسيط، والسماسرة الأجانب ، نحن بشكل عام نجهل مباديء الدعاية ، والتسويق والعرض حتى لإنتاجنا البديع في الفن والأدب .

إن الصناعات التقليدية ، ومافي بلادنا من خيرات طبيعية ، ومع ذلك ، فقد كنا نقيم معارض للكتاب ، وملتقيات للفنانين ، ومهرجانات للشعر الشعبي ، والفروسية والفنون الشعبية ، ومهرجانات للمواهب ، ومن الصعب جدا أن نحاكم الماضي ، بمقاييس الحاضر ، ثم ننسى أن الزمن يتطور ، ونحن ننسى التطور الطبيعي حين نحاكم الماضي .

س / شكل الكاتب الصادق النيهوم نقلة نوعية بين جيل الشباب في فترة الثمانيات فما الذي شكله عمر رمضان ،، مع حفظ الألقاب طبعا ؟

الصادق النيهوم ، خليفة التليسي ، خليفة الفاخري ، علي مصطفى المصراتي إلخ ، هؤلاء وغيرهم، رواد نهضة فكرية ،وأعلام حركة أدبية ،، أما أنا فلست أكثر من عاشق لهؤلاء الأعلام ، وغيرهم ممن تركوا بصمات ، وبسمات ، وشقوا لنا طريقا نسير فيه ، ونترك لغيرنا أن يرى ويقدر خطواتنا .

أنا / هذا تواضع الكرماء ،،،

أعود لأقول إننا لانجيد التسويق ، ونجهل الدعاية ولانحسن ، "شكر العروس" ، ومدح محاسنها بمافيها ، وحتى ماليس فيها

فــ التسويق ، لايعني ذكر خصائص ، وخصال ومحاسن الشيء ، وإنما يعني تعظيمه ، وتضخيمه ، وزرعه في العقول ، وبذره في النفوس ، فالزرع الناهض الباسق ، ليس أكثر من بذرة صغيرة .. أعني لو كنا نحسن التسويق ، لكنا زرعنا البذرة في العقول ، ليقوم الناس والجمهور بالباقي ، فالدعايات الشعبية ، والخيال الشعبي إذا أحب أحدا جعله "هرما" ، وعلما يهذي بمحاسنه ليل نهار ، و"الشهرة تصنع العظماء ، ولايقال إن العظماء يصنعون الشهرة .. وتأملي "الشخصيات"، التي بذر الناس فيها خيالهم ، فجعلوها علما مثل "جحا" ، و"بوزيد الهلالي" ، و"غومة" ، و"عبد السلام الأسمر" إلخ .

س / بنظرك في أي فترة كان فيه الإعلام الليبي ذو قيمة وهادف، وماسبب ركوده اليوم ؟

الإعلام صنعة ، ومزاج وتقنية وعلم ،، وهذه عوامل تختلف ، لتتفق وتتناقض لتتوحد ،، ولكن المنافسة و الاستثمار ، هما دعامة كل شيء في هذا ،، و الاستثمار يعني القطاع الخاص ، الذي يستثمر جهد الرياضي ، ليؤسس به رياضة رابحة ، و صفقة مغرية ، ينفق عليها ، ثم يسترجع أضعاف ما أنفق من "رقاد الريح " ، وهم المعجبون وعشاق هذا الرياضي ، أو الفنان أو الكاتب إلخ ، ولكي يصبح الرياضي ، والفنان ، و المفكر مصدر ربح ، فإن المستثمر ، ينفخ فيه كل صفات الحلاوة ، والعظمة ويبهرجه ، ويلمعه ويزوقه "يمكيجه" ، بالدعاية والإعلام والإعلان والتسويق .

* سؤال للشاعر القدير " يونس بن نيران "

هل عمر رمضان راضي عما قدمته له الدولة أو الأصح ماقدمته له الإذاعة والتلفزيون بعد هذه الفترة الطويلة وهذه الابداعات وهذه الروائع التى كتبها عمر رمضان سواء في الدراما أو سواء في الأعمال الرمضانية وهذا الابداع ؟

الحكومات يا رفيقي وأخي يونس ، ليس من شأنها أن تفعل هذا ، فالحكومات تلمع وتمكيج نفسها وتزوق مشاريعها وتقوم بالدعاية، لبرامجها ، لاتسألني عن الإعلام فالإعلام "ولد الحكومة "، والحكومة لايعنيها شيء ، إلا الداعاية لنفسها ، ولبرامجها ، وللسادة فيها ، أما الفن والرياضة ، فلا تنبت بذرتها إلا في حدائق الاستثمار ، والقطاع الخاص ، الذي ينافس بعضه بعضا ، بالإنتاج الفني والأدبي ، ولكي يمتلك السوق ، والعقول فهو يمارس كل ألوان الدعاية لمطربيه ، وفرقه ، وملحنيه وكتابه وشعرائه ، الذين هم الأعلام ، وملوك الكلام ، وسادات النغم ، وعباقرة الرواية إلخ ، وينشر إنتاجهم ، وصورهم ولقاءاتهم ، ويضيف إليهم ماليس فيهم ، وينشر أخبارهم الخاصة ، بل ويصنع لهم أخبارا ، وحكايات إلخ ، وهو يزوق الأندية واللاعبين العباقرة ، وتتنافس الأندية تنافسا رهيبا ، وكذلك الحال في الأندية الأدبية ، فالفن والرياضة شأن إنساني ، ولا علاقة للحكومات بالإنسانية والمزاج الشعبي.

* سؤالين للكاتبة " نعمة الفيتوري "

س / قد نشعر أحيانا أننا نرغب في أن نرسل رسالة لجهة ما فإذا أردت أن ترسل رسالة لوزارة الثقافة ماذا ستكتب فيها ؟

عندما تكتب إلى من لايقرأك ، أو هو يقرأك ولايشعر بوجودك ، أو هو يشعر بوجودك ، ولكنه لايقيم لك وزنا ، فـ أنت غبي وتستحق عدم رده ، ولـ هذا فلن أكتب شيئا إلى وزارة "الثقافة" ، حتى لايتهمني أحد بالغباء ، لأنني أخاطب من لايقيم للثقافة وزنا .

س / أين يقف الشاعر عمر رمضان الآن ؟ وهل يمكنك القول أنك حققت كل ما تمنيت؟

أقف على ضفاف السبعين من عمري ،، وأتجرع كثيرا من خيباتي التي صنعتها بنفسي .

يقول شاعر قديم

( تموت مع المرء حاجاته

وتبقى له حاجة مابقي ) .

فــ مادمت حيا فأنا لم أحقق كل ماتمنيت ،، فالحي لامعنى لحياته إن خلت من الأمنيات .

* سؤال للكاتب" أحمد يوسف عقيلة "

س / لما لا توثق كتابتك في ديوان وصفحات ومنابر عربية كي يكون لك الحق الأدبي في التوثيق وتحفظه من الضياع ؟

انا أكتب الشعر والأدب لـ يحفظني ولا أكتبه لأحفظه ،

لكن الآن أولادي يقومون بتجميع بعض قصائدي لنشرها في ديوان أو أكثر بمشيئة الله.

* سؤال الإعلامي "عطيه باني "

س / الكثير من الشعراء يضمن أشعاره تجاربه ومواقفه وعاطفته ولكنه يخفيها ..فهل أغانيك فيها جزء من حياتك العاطفية و الانسانية ؟

صحيح ، فالشاعر يغزل حروفه بخيوط نبضاته ، ولا أظن أنني غزلت حرفا واحدا، لست فيه ،، نعم حروفي فيها عواطفي ، وحكاياتي وتألقي وخيباتي ،، ولكنها مغزولة غزلا وليست شعر بوجهه ،، فالشعر مرآة للشاعر ، والمرآة تجد فيها صورة الشاعر، ولكنك لاتستطيع القبض عليها ، وفي شعري حكاياتي، ولكنك لاتستطيع إمساكها باليد ، وتلك هي روعة الشعر .

س / لمن يقرأ الشاعر عمر رمضان ؟

القراءة ألوان وكل لون له بواعثه ، عندما أقرأ بحثا عن معلومة ما، فإن المعلومة التي أبحث عنها تحدد لمن سأقرأ ، وعندما أقرأ لـــ متعة القراءة ، فإن اللحظة التي أنا فيها بظروفها ومشاعرها ، هي التي تحدد لمن سأقرأ وماذا سأقرأ ، وخارج المعلومة والمزاج ، فإن قراءة القرآن الكريم تعبد، ومعلومات ومزاج روحاني رفيع ، ولهذا فلابد من قراءته في اليوم مرات ، أو على الأقل مصبحا وممسيا . أنا يستهويني " الجاحظ"، بحلاوة صياغته ، ولطف روحه ، وريادته في كثير من فنون الأدب ، والبلاغة وحتى العلوم أحيانا ، ولهذا فــ كثيرا ، ما أنكب على قراءته ، أطرد به الضجر ، وأقتل تعكير المزاج .

س/ أين يجد الشاعر عمر رمضان نفسه ؟

النفس تمر بها مشاعر مختلفة ، ولحظات متغايرة متعددة ، وحسب "مزاجها" ، تفرض علينا في لحظتها أن جد أنفسنا ، في سياحة أو قراءة أو جلسة عائلية ، أو جلسة أصدقاء ، أو ربما لحظات من العزلة ، والانطواء والخلوة ،، وفي كل هذا أجد نفسي ، وذلك حسب اللحظة التي أنا فيها .

س / ماهو اللانجاز الذي تفخر به؟

أنجزت كثيرا من الأشياء ، إما لأنني أحبها ، وإما لأن ظروف الحياة فرضت علي إنجازه ، وفي الحالتين فلا أفاخر به ، فهو إنجاز يخصني فـ كيف أفاخر به غيري !

س / من قدوتك في الحياة ؟

سأقول لك شيئا ، الإجابة تختلف ، باختلاف اللحظة التي نقرأ فيها السؤال ، ونكتب فيها الإجابة ، فالإنسان يعيش لحظات متقلبة ، وهو لايثبت على شيء ، لأن الثبات إما عقيدة ، وإما موت ، أعني أن الحياة الدنيا ، لا ثبات فيها ، إلا للعقيدة ، لأنها إلهية لادخل لنا فيها ، فنحن نطيعها ونخضع لأحكامها ، تعبدا واستسلاما وطاعة ، فأما "الثبات في غيرها ، فهو سكون ، والسكون موت ، فالإنسان متحرك ، ومتقلب ، وتختلف إجابته ، باختلاف لحظة الجواب ، ولاتوجد قدوة ، واحدة في الحياة، فهي متعددة ، فلربما نحن نقتدي في كل لون من حياتنا ، بقدوة ما من معارفنا ، ومع ذلك يظل والدي يرحمه الله تعالى من أقرب النماذج إلى نفسي في كثير من جوانب الحياة .

س / ماهي المدرسة الأدبية التي ينتمي إليها عمر رمضان ، وهل لازلت تتأثر بكتاب كما المحروق ؟

أنا أحترم كل المدارس ، وأقدر جهد منظريها ، ومؤسسيها ، ولكني لاأنتمي إلى أي مدرسة ، ومن يسألني إلى أي مدرسة تنتمي، هو كمن يسألني ، من هو الذي ترك بصمته فيك أكثر ، والدك أم والدتك ، أم هو شارعك ، ورفاقك أم هي المدرسة ومعلموك ؟؟ والحق أن كل هؤلاء تركوا في نفسي تأثيرا واضحا ، وعن طريقهم تهجيت "معرفة الحياة" ، ولكني لست واحدا من هؤلاء أنا تأثرت بهم جميعا ، ولكني لست تكرارا لأحد منهم ، على الإطلاق ، فأنا لست تكرارا حتى لنفسي ، فأنا في اللحظة التي أخط فيها حرف (الهاء والألف)، من كلمة (فيها ) السابقة غير أنا بعدها ، ومع كل نبض يتجدد الكائن الحي الذي يعيش حياته حقا .

وهذا الجواب ينسحب على الكتاب الذين تأثرت بهم ،

فأنا تأثرت بكل كاتب قرأت له ، في القديم والحديث ، وأعجبني في هذا مالم يعجبني في غيره فالكتاب كالربيع ،، كالطبيعة ، ككل شيء يتعدد في الحياة ، ولايغني بعضه عن بعض ،، أنا تأثرت بهم جميعا وفي بداياتي، قلدت هذا ، ثم ذاك ، ثم قلدت غيرهما ثم ، وجدت نفسي ، لا أقلد حتى نفسي ، فالحياة تجدد ، وتغيير وتنوع والسكون ، فيها موت ، والثبات فيها دين ، والدين مصدره إلهي ، نؤمن به ، ولاندعي تقليده ، ونقدسه ، ولانتطلع إلى تكرار صياغته.

س / هل تتقيد في الكتابة بالنقذ الادبي وهل تراه يعطي مجالا ومساحة للكاتب كي يبدع ؟

المناهج والقواعد النقدية هذه المناهج والقواعد ، التي يتقيد بها الكتاب للرواية والقصة والشعر إلخ ، ويحرصون على تطبيقها هي مناهج ، وطرق تم تعبيدها للمرور عبرها ، وهي علامات ونجوم يهتدي بها السائرون ، في قوافل الإبداع في ليل الهواجس ، ولكن الذي أعتقده انا أن القواعد لاتصنع إبداعا ، والإبداع يصنع قواعد ،

وكثير من الإبداع الذي نرفضه بحكم القواعد ، والمناهج قد يفرض نفسه ، مع الزمن مؤسسا مناهج جديدة ، وقواعد لم تكن من قبل، فالإبداع الحقيقي هو الذي يلد قواعده من صلبه ، ومن رحم إبداعه بينما القواعد صلب عقيم، ورحم لا حياة فيه .

س / هل تعرضت للنقذ في احدى كتاباتك ؟

لالا ابدا ، بالعكس روايتي"اشباح الحرف" أخذتها طالبة ماجستير من صفحتي بعد استئذاني وقدمت عنها وعني رسالة ماجستير أجيزت بدرجة امتياز وأوصت الأكاديمية بطباعة نص الرواية .

س / هل الإلهام حين نقشه في احرف يخضع للقيود من زمن لزمن ؟

مهما هربنا فسيظل الفن له قيوده رغم أنوفنا فــ الجمال في أي شيء لايكون من غير قيود تمنحه جمالا وجلالا.

فالوجه الجميل ليس إلا مجموعة من المساحات والقياسات بين الأنف والجبين وبين الأنف وبقية التكوين ، وهو توافق الألوان والظلال ،والمساحات التي تفصل العينين عن الخدين ، والخدين عن الفم ، لا احد يتصور كرة القدم بدون قيود تمنحها حلاوتها .

س / هل ظلمك الإعلام الليبي في الإنتشار خارجيا أم ظلمت نفسك؟

أظن أن أصدق إجابة أن أقول لك (كلاهما) ، فــ أنا أعترف بأني أبتعد عن الأضواء ، واللقاءات ولا أجد فيها راحتي ، بينما في خلوة حروفي أمارس وجودي ، ووجود حرفي بكل أريحية .

أنا / إذا اعتبر نفسي محظوظة بإنك شرفتنى بهذا اللقاء الذي هو إضافة إلي مسيرتي ووسام اتقلده بحضورك .

س / هل شاركت في عمل أمانة أو رابطة الأدباء لليبين ، فمثلا

دار الجماهيرية للنشر ، شارك فيها العديد من الأدباء لنشر أفكارهم ، أو روايتهم ألم يكن لك النصيب منها ، كما الدار العربية لكتاب المشتركه بين ليبيا وتونس ، وعدة دور نشر ليبية كانت لتسهم في انتشارك أكثر ؟

كلا .. لم أقترب ولامرة من إحدى الدارين ، بالرغم من علاقة المودة العالية الغالية ، التي كانت تجمعني بالدكتور خليفة التليسي ..

س / إذا لما ، فأنت لن تظهر إعلاميا ، فقط ترسل ماتكتبه لتوثيق وحفظ حقوقك الأدبية ،. هذا يعنى فعلا أن الكتابة في ليبية غير متواصله اي كل جيل مقطوع عن سابقه يعنى لا تجد أثره على عكس باقي الدول المجاورة ؟

دائما أحس أني أكتب لي ، أحس أن ما أدونه ينبغي أن يدونني بعدي ، ومن غير تدخل مني أنا ، فهو إن كان قابلا للحياة سيعيد حياتي ، وسيحملني كما حملته أنا ، وسينشرني كما نشرته أنا ، ولو على صفحة الفيس .

س/ إعذرني لكنك منذ أمسكت قلمك لم تعد ملك لنفسك انت ملك لناس لشعب للأجيال القادمة ،كلنا خلقنا لأداء رسالة واجب وانت دورك كبير قلمك كأحد السيف فلما كل ذلك ؟

سيدتي ، أنا مهمل جدا لــ حروفي بعد كتابتها ، أعقلها و أركض وراء شواردها ، وأسهر الليالي بحثا عن صورة ، أو عن فكرة ، فإذا إستقامت ، ودونتها ألقيت مركبي في البحر ، وتركتها هي على الشاطيء ، وطبيعة الإهمال واللامبالاة تتملكني ، في كل شيء حتى في هندامي ، وواجباتي العائلية والاجتماعية ،، فأنا قد أنطوي على نفسي أياما طويلة بين كتاب وقلم .

س / لكنك ملهم كلنا نشعر بتشتت ولكن يظل لنا خط نسير عليه أليس ظلم وإجحاف أن تركن ما كتبته في رف وتتركه ؟

لاتخافي ،، إن كان ما كتبته صالحا فسيتحدى كل الظروف ويتم نشره ، في عام 2013م كتبت رواية سميتها "أشباح الحرف" ، وفحواها أشباح حروفي التي كتبتها ، ثم رميتها للنسيان ، تخرج لي في ظلام ، غرفتي كل ليلة وتحاكمني وترعبني ، وفي الرواية تفسير لكل ماتسألين الآن عنه ، من الإهمال واللامبالاة وأسبابها النفسية في تكويني ، أنا يابنتي أمارس هذا الإهمال بعفوية وليس من باب القصد .

س / سابقا الأستاذ " سالم العبار " يقوم بتقديم برنامج مايكتبه المستمعون كان برنامج هادف وشيق ، ويساعد الكتاب الصاعدين على الانتشار والظهور للعلن ، فلما لا تنشر ماتكتبه حتى يتعلم منه شباب اليوم ويستنيرون به للمستقبل ؟

بمشيئة الرحمن سيتم نشره . الآن أولادي يقومون بتجمعها كما أخبرتك سابقا ، واستخراجها من الصفحة لتقديمها للنشر .

س / هل ترى أن المرآة في ليبيا أخذت حقها كاكاتبة وأديبة ؟

لا المرأة و لا الرجل ، أخذ حقه في الفن والثقافة والرياضة ،، لأن هذه لاتنمو إلا في حضن الاستثمار ، والقطاع الخاص ، في دور النشر ومعارض الفنون وشركات الإنتاج التلفزيوني.

س / لكن بالمقارنة أليست حكرا على الرجل ، ألا توافقنى الرأي أنها ترجع لثقافة المجتمع المتشدد ؟

نعم ، وتوجد اشياء كثيرة تحتاج المراجعة في ثقافتنا وحتى في لغتنا .

س / كيف كانت فترة توثيقك لاحداث التى مرت بها البلاد عامة وسرت خاصه 2011 وهل كان للأدبك الدور البارز في نشر الوعي الوطنى بين عامة الشعب وخاصه إن كلماتك قريبة للشارع الليبي وسهلة الوصول لهم ، يعنى هل كانت هناك اشعار وملاحم كتبت لذلك كي تؤرخ هذه الفترة ؟

نعم ، كتبت ملحمة لحنها الموسيقار المرحوم محمد حسن ، وتغنى بها مجموعة من الفنانين ، بعنوان (ترنيمة حب ) ، تجدينها في اليوتيوب ، وكتبت ملحمة اخرى بعنوان (كلمة خير ) ، لحنها رحمه الله وتركها جاهزة للتنفيذ ، والتنفيذ يحتاج تمويلا ، والتمويل يحتاج "واسطة واكتوف" ، فبقيت من عام 2016م حتى الآن رهينة الأدراج ، وغالب شعري الذي أنشره في صفحتي يدور حول المصالحة والتعايش والمحبة والمودة وعشق الوطن .

س / هل لديك روايات وقصص مطبوعه وكم تجاوز عدد ماكتبت ؟

انا غالبا يسرقني الشعر ،، وهو شعر يغلب عليه التأمل ، حتى يكاد به عن حلاوة الشعر ، ولكني كتبت مجموعة من " الحكايات" ، وأقول حكايات عامدا قاصدا لأني لاأكتب الرواية وفقا لمناهج ، السادة النقاد ، ولأني مؤمن أن لكل مجتمع أسلوبه وطقوسه ، وطريقته في "القص" و"الحكي" ، فكتبت الرواية مزيجا بين الحديث وبين "حكاوي هلنا" ،حتى يكاد يخرج به عن حلاوة الشعر .

من الحكايات أو "الروايات" التي كتبتها

ـ أشباح الحرف

ـ نقارش

ـ الليل والمزمار

ـ نزف منفرد

ـ بقايا سؤال

ـ لسان البحر

ـ زهرة الياس

ـ أم السرايا

ـ هروب

ـ أطلال

وهي تجمع بين لون "القص الشعبي" ، عند جداتنا وامهاتنا ، وبين جنون الحاكي ، وعصريته ، ويظل "الشعر" بكل ألوانه جزءا لايغيب عنها ، وفيها كثير من خصائص سلسلة على هامش التاريخ ، من حيث إستغلال الشخوص للحديث بها ، وليس للحديث عنها وللكتابة عنها وليس للكتابة بها.

س / كتبت في الشعر وتغني بها الفنانون ،، فما نصيب الدراما من فيض قلمك ؟

في عام 1980م وبعد إصرارمن الفنان المرحوم "عمران المدنيتي"، وإغراء من الفنان الكبير" عياد الزليطني" ، بـ أن أجرب الكتابة الدرامية للإذاعة المسموعة ، بدأت التجربة على حذر وخوف شديد ، بكتابة سلسلة بعنوان "على هامش التاريخ" ، أتناول فيها حكايات من قديم الأدب العربي ، عن "شخصيات مشهورة ومعروفة ، وأعيد صياغتها بما يتلاءم مع إحساسي أنا بالحدث ، وبتتابع الحلقات ، ومعايشتي لها واندماجي فيها ، وإلهامي النفسي الذي حدث ، لا شعوريا ، بيني وبين شخوصها ، وجدت نفسي ، نعم وجدت نفسي .

كنت قبلها أكتب من ذاكرتي ومحفوظاتي ، فصرت أكتب من نبضي و حياتي ، بدأت هذه السلسلة أكتب عن "شخصيات"، حتى وجدت نفسي ،فجأة ، أكتب بــــ الشخصية ، ولا أكتب عنها ،، فأنا لا أكتب تاريخ ، "أبي فراس الحمداني" مثلا ،، كلا فتاريخ الرجل مشهور مسطور في مراجعه ، ومصادره وشعره وحكاياته ، وإنما أنا أكتب بــ أبي فراس الحمداني ، فأبوفراس هو مفردة ، مشحونة بالمعاني ، تحمل كل مايضاف إليها من رموز وتضمينات ..

في "على هامش التاريخ" ، أنا لا أتحدث عن "ابي فراس الحمداني"، بل أنا أتحدث بـ أبي فراس ،، وباختصار شديد ، أنا لاأكتب عن أبي فراس. لأتحدث عنه بل أنا أكتب بـ أبي فراس ليتحدث هو عني ، وذلك هو معنى "على هامش التاريخ" ، فهي هوامش عن زمني ، وبيئتي ، وبلادي ، وأمتي ، ومعاناة زمني وجيلي ، أكتبها هوامش على سيرة شخصية معروفة ، تصلح أن تكون لغة فنية ، يقال من خلالها مالايقال ، مجردا بلا حمالة ، واقية وافية واعية ، وفي "على هامش التاريخ" ، أنا لاأكتب سيرة ، بل أكتب صورة ، والفرق بينهما أن السيرة معلومات بالأرقام والمعلومات الثابتة التي لاتتغير ، ولاتدل على شيء ، فهي أسماء وعناوين وأرقام ، كالتي توجد في سجلات الشرطة ، والسجل المدني ، تميزنا ولاتميزنا ، فهي تميزنا بالأرقام والأسماء ، وكفى ، بينما الصورة ، هي ملامح نفس وبصمة روح ، تستقريء البواطن ، وتستجلي السرائر ، التي يستحيل أن تتكرر في غير صاحبها ، فهي غامضة ، ولكنها على غموضها قاطعة الدلالة .

وبهذا الفهم كتبت سلسلة "على هامش التاريخ " ، للإذاعة المسموعة ، فاستمر معي لمدة 30 سنة ، خلال شهر رمضان قد أكتب 30 حلقة ، وفي بعض المواسم أكتب 60 حلقة ، حسب ضخامة الموضوع وشخصيات الموسم ، وتناولت فيه كثيرا من شخصيات التاريخ ، الفاعلة والمتغلغلة في حنايا الناس ، من مثل "هارون الرشيد" ، و " حنا بعل " و" بوزيد الهلالي " إلخ ،وأعترف لك أن هذه السلسلة هي أقرب شيء كتبته إلى نفسي ، وهي تمثلني لمن أراد أن يقراني ، وهي موجودة في مكتبة الإذاعة ، وفي الإمكان للدارس نسخها ومتابعتها ، وهي "بطاقة تعريف" ، بين أدباء وكتاب بلادي ، وحتى خارج بلادي ، فقد أذيعت منه حلقات عبر إذاعات الكويت والجزائر وسوريا إلخ ، وشاركت به الإذاعة في مسابقات الإذاعات العربية ، فكان يحصد الجوائز والتقدير .

س / ما الذي يميز عمر رمضان عمن سواه ، أي ماالطابع الغالب على كتاباتك وقصصك ؟

مؤخرا نبهني أحد الأصدقاء الأفاضل إلى ظاهرة قال هو بتعبيره إنها "تكتسح كل رواياتي " ، وهي ظاهرة وجدتها حقيقة حين رجعت ، فطالعتها واستذكرت غالبها من غير مطالعة ، فلقد اكتشفت كما يكتشف الغريب أن في كل رواية من رواياتي

1 ـ الشعر بمختلف صياغاته، يتناثر فيها على ألسنة شخوصها .

2 ــ في كل رواياتي ، يوجد مكان فسيح لــ "درويش" على نحو ما من أنحاء الدروشة ، وهو يشكل ثقلا وجوا خاصا في كل رواية .

3 ــ بروز "الجنوب الليبي" في شخوص وفي أسماء مدن وفي حوادث ،، ومن غريب ماوجدته بعد مراجعة أن رواية "نزف منفرد"، وهي رواية تدور حول شخصية " إبراهيم بن المهدي" ، وهو أمير عباسي فأبوه هو الخليفة المهدي بن الخليفة ابوجعفر المنصور وأخواه هما موسى الهادي الحليفة وهارون الرشيد الخليفة ، وإبراهيم ، هذا أمه نوبية ، على الأغلب واسمها "شكلة" فكان إخوته يعيرونه باسم أمه، وكان هو يدرك أنه لامطمع له في الخلافة ، فقد كان كما يقول المؤرخون "شديد السواد" ، ولكنه كان أكثر بني العباس وقارا وعلما وحسن تدبير ، فاتجه إلى تعلم الموسيقى ، والتلحين والشعر ، فبرع في ذلك حتى صار سيد الملحنين ، والمطربين وله شعر جميل ، يتغنى به عفوا ، أردت القول إنني حتى في هذه الرواية ، وهي تستند في (عظمها) و(هيكلها) على تاريخ ، إبراهيم بن المهدي في (العراق وماجاورها) ، وجدت نفسي أزرع في الرواية شخصية (من الطوارق) ، بل هي من (مرزق) من (فزان) يتغنى في سوق بغداد بالأغاني الفصحى ، التي بنيت على أوزان ليبية ، من (المرسكاوي) أو (المرزقاوي) ، وعبره هو سرحت كثيرا في مواقف كثيرة مع الجنوب ، وليبيا ونحن بشكل غير مباشر ولكن "سليمان العفريت" ، هذا هو اسم الشخصية التارقية ، يستذكر اهله ويتغنى بهم في السوق ويصر على أن أم إبراهيم "تارقية" وليست "نوبية" ومن هنا كان مدخله في الرواية وطريقه إليها .

4 ــ في الروايات نزعة "روحية" ، تتوقف في بعض شخصياتها أمام بعض آيات القرآن ، وتستوحي منها رؤية ، يغلب عليها طابع الصوفية النظيفة ،وهذه "الطوابع" في حكاياتي ، قد تكون عيوبا وتكرارا أو حتى عجزا ،، ولكنها من وجهة أخرى ، قد تكون "لوازم نفسية في "الكاتب" فرضت نفسها رؤية تتكرر شكليا ولكنها تختلف في جوهرها في كل مرة عن سوابقها ، فلا تتماثلان إلا في الظواهر التي ربما شكلت "ظاهرة" تستحق الدرس .

س / ماذا يعنى لك لقب شاعر الوطن ؟

لايليق إلا بشاعره " أحمد رفيق المهدوي"

س / لما انت لا ، لكل شاعر زمنه ونصيبه من الألقاب ؟

هو أقاله مناضلا مكافحا ، وتحمل في سبيله النفي والعقوبات في زمن كان فيه الشعر الفصيح في ليبيا ، قليلا وغير معروف ولاشعبية له ، أما انا في زمن يعرف ويعترف بالشعر الفصيح والدارج وأقول شعري غير خائف من عقوبة.

س/ قرأت ذات مره أنك كتبت عمل وطنى، من أجل لم شمل شتات الوطن ، متى كان وهل حققت الغاية منه ؟

نعم عام 2011م كان للإصلاح بين قبائل في سرت حدثت بينها بعض الشروخ وسوء الفهم وخاصة شبابها ، طبعا لم أحقق ما أريده وسيبقى عندي شيء لم يتحقق طالما نبضاتي لم تسكن.

س / هل هناك علاقة شخصية تربط الشاعر عمر رمضان ومايكتبه ؟

تربطنى به نبضاتي .

س / ايضيع هذا الارتباط حين يختفي الإلهام ؟

الإلهام في الحنايا .. والحنايا تستحضر الأشياء الممكنة والأشياء المستحيلة ، ماليس ممكنا في الواقع هو ممكن في الروح سيدتي.

س / لكنه يضمحل بتوقف المدد ؟

الاضمحلال في حد ذاته إلهام فنجن نكتب عن الحب حين نغرق فيه ونكتب عنه حين نفتقده ،ونكتب عن الوطن كمانراه ونكتب عن الوطن كما نريده لاكما نراه.

س / أحدث يوما لم تجد ماتكتب أدبيا ، فالجئت إلى كتابه السياسة ؟

كان شيخي الذي علمني يقول لي يرحمه الله ( من الكياسة .. ترك السياسة) والسياسة اليوم عندنا اليوم لم تعد سياسة بمعنى المسايسة والملاينة والملاطفة والجذب بل صارت مشاتمة وخطاب كراهية والعياذ بالله .

س / هل كل ماكتبته في مستوى واحد؟

إن الإبداع إبن لحظته ، فـ اللحظة هي التي تختاره ، وتفرض صياغته ولحظاتنا في حياتنا ، ليست سواء ولاهي "بالمسطرة" ، ففي حياتنا مزح وفرح وجرح وخيبة ، ونجاح وراحة وتعب ، وفيها جد وفيها هزل إلخ ، وهذه كلها ألوان تلون تعبيرها بلونها هي ، فلايستوي تعبير الجد وتعبير الهزل ، ولا يلتقي فن الجرح وفن الفرح إلخ ، والمبدع كالبحر فيه الجواهر ، وفيه "الفضلات" والتفن ،، ولكن البحر لايكون بحرا حقا ، إلا بها جميعا ، والمبدع كالوادي فيه الصخر القاسي ، وفيه الرمل اللين وفيه النوار والأزهار ، وفيه الشوك والحنظل ،، ولايكون واديا إلا بهذه جتمعة متناقضة ،، وكذلك المبدع تتناقض "لحظاته" و"دوافعه" ، فيولد تعبيره متناقضا ،، يسمو حتى القمة في الفكرة والصياغة ، والإيحاءات ويسهل حتى يكون "كلاما " وكفى .

س / هل يتنصل المبدع من ألوانه ، التي تختلف عن لونه الأصيل ، الذي يتميز به بين المبدعين جميعا ؟؟ وكيف يتنصل من إبداعه لورفضه النقاد وهاجمه الجمهور ؟؟

أن المدرسة قد تطرد طالبا ما لأنه مشاغب أو متخلف ولكن الوالد لايستطيع طرده من بيته ونسبه ،، فهو إبنه حتى ولو كان مجنونا ، وفي تاريخ الأدب شواهد كثيرة ، فالشاعر بشار بن برد وهو من كبار الشعراء في العصرين العباسي والأموي ، روى له شعر كثير يصفه "النقاد بالإسفاف والركاكة" ومنه قوله مثلا :

( رابة ربة البيت * تبيع الخل بالزيت * لها عشر دجاجات * وديك حسن الصوت ) ، وحين عابه الأدباء والنقاد قال هذا الشعر عند العجوز ربابة أجمل من شعر المعلقات عندكم ، يعني بذلك مناسبة الإبداع للحالة التي قيل فيها ، والمتنبي على روعته التي ملأت الدنيا ، وشغلت الناس ، له شعر كثير تغلب عليه الركاكة والغموض والتعقيد في صياغاته ، وفي معانيه ومنه مثلا قوله :

(وقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا * قلاقل هم كلهن قلاقل ) وحين واجهوه ، بأن هذا الشعر من لغة الدجاج قال (ألاترون أني قلته تحت وجع خوازيق الهم ..! فهل يقول الطاحون بالهموم كلاما سليما مستقيما ؟ وكاتب هذه الحروف تأتيني حالات تنتزعني مني، وتفرض علي أفمارا وصياغات ، أعود إليها فأتعجب منها ، ولكني لاأنكرها ولاأتنصل منها ، وربما كانت هذه النماذج الغريبة ، في كتاباتي تمثلني أكثر ، مما تمثلني كتاباتي التي تعجب الآخرين ، ومن ذلك مثلا ، رواية"لسان البحر" ، فهي رواية تاريخ متخيل ، وقد كتبتها عامدا متعمدا بلغة السجع ، على نسق مقمات الحريري والهمداني ، لأن التاريخ في تلك الفترة التي تخيلتها لايكتب ، إلا بتلك اللغة ، ومنهاأغنيتي (صقع عليك) التي غنتها الفنانة"زهور نبيل" ،

وقد كتبتها برؤية شبابية غريبة على "شايب" ،مثلي ، ولكن لغتها وفكرتها كانت ضرورة ، يفرضها محتواها ومن ذلك أيضا انني قد أكتبها للممازحة ، ومن ذلك أني كتبت في صفحتي مرة ( الضي اليوم "دارها" ، والكلمة محبوسة في "دراها" ، والكبد جدا "دارها" ) فالكلمة بين الأقواس يتفق لفظها وتختلف معانيها وهو مايعرف بالجناس ، ولاتكون الممازحة لطيفة لو كتبتها بلغة أخرى.

س / هل ستكتب درما في القريب القادم على مائدة رمضان ؟

الدراما تكلف الكثير ونحن في دولة لاتدفع القليل لمن لاتعرف ولاتحسب الكثير لأحبابها .. ثم إن الوقت لم يعد يسمح بالكتابة والتنفيذ والشهر الكريم على الأبواب .

س / ماالذي تمنى عمر رمضان عودته يوما ؟

حين كنا في عمر الشباب ، كانت أمانينا عريضة ، ولكننا كلما تقدمنا في العمر ضاقت مساحات الأماني ، لأن بعضها صار في اليد وبعضها اقتنعنا باستحالته ، وتدخل العقل في كل شيء في حياتنا ، والعقل يصادر فينا مساحات الأماني ، وعمر الشيخوخة يغلبنا فيه العقل بحكمته ويغيب عنا الطيش بلذته .. وعمر الشيخوخة لارصيد له إلا ماهو في اليد .. ولكن أمنية الشاعر الذي يقول

( ألا ليت الشباب يعود يوما ، فأخبره بمافعل المشيب ) تعجبني وتوجعني حتى أراها من "تخاريف الشيخوخة ، والمرء حين يتمنى مالا يكون يفتح على نفسه نيران الوجع أرأيت ؟ أسمعت الآن كيف يتكلم العقل بلساني فيستكثر علي أمنية عابرة.

س / مالذي تريد ختام به الحوار ؟

في الختام .. ولكل بداية ختام فاللهم امنحنا حسن الختام

أحب أولا أن أشكرك شكرا لاحدود له لأنك تحملت صعوبة مزاجي وتقلبات طقسي النفسي وتيارات أمواجي .. فأنا أذكر هذا وأسجله لك تقديرا واحتراما ودليلا قاطعا على عشقك للصحافة والحرف والمعرفة

وثانيا كوني على ثقة أن كثيرا من إجاباتي هي بنت لحظتها فيما عدا الحقائق الثابتة كالاسم وتاريخ الميلاد ودراستي وبعض عناوين كتاباتي .. فأما غالب الإجابات التي تحكمها اللحظة التي كانت فيها فكوني على ثقة أني لو عدت لقلت لك إجابة أخرى قد تخالفها تماما وهذا لايعني أنني كذبت عليك في الإجابة الأولى ولكنها كانت الإجابة التي كنت ممتلئا بها لحظة الإجابة.

كما أقدر أتعابك وحسن تنسيقك ومتابعتك للأدباء والكتاب والصحفيين تستأنسين برأيهم ورؤيتهم وذلك دليل عشق لمجالك ودليل على اهتمامك به

و أرجو لك التوفيق والسداد ومن يدري فلقد تجمعنا لقاءات أخرى بمشيئة الله.

اشكرك على الخاتمة وهذا شرفي لي وتاج على رأسي أن اتشرف بقامة كبيرة مثلك لطالما حلمت بهذا اللقاء معها سعيدة جدا بك وخاصة حين تنادينى ياأبنتى لك جزيل الشكر واكيد لنا لقاء اخر بإذنه تعالي ، تحياتى لك .

هذي حروفي

ترسم ظروفي

أمني وخوفي

فيها تصاويري وتعابيري

مرات عاشق الدنيا

ومرات زاهد صوفي

ومرات في عز التعب

نضحك ويادنيا تعالي وشوفي

ومرات في خلوة بروحي بروحي

ومرات كل الكون يبدا ضيوفي

وهذي حروفي

حطيت فيها روحي

و ناديتها ياحروف بيها طوفي (عمر رمضان).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178847
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19