• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حينما يصاب المثقف بالخرف .
                          • الكاتب : حميد الحريزي .

حينما يصاب المثقف بالخرف

المثقف وكما يعرفه البعض ((المثقف الحقيقي هو من تتحول عنده الأفكار (Ideas) إلى نماذج ومُثُل ومبادئ (Ideals) لا تفرق بين عقيدة وعقيدة، أو لون ولون، أو جنس وجنس، أو توجه سياسي وآخر؛ بمعنى أن المثقف هو ضمير المجتمع، وهو المعبّر عن آلامه وآماله، وحامل مشعل النور في سبيل البلوغ لنظام سياسي واجتماعي أكثر إنسانية وعقلانية((. هو الانسان الذي تمكن خلال حياته الحافلة بالبحث والدراسة والتقصي ، وخلال النبش في رفوف الكتب وقاعات المكتبات والاصغاء الى ماتنطق به أفواه العارفين والعلماء  وما تجود به عقولهم المترعة بالمعرفة ، تمكن ان  يمتلك خزينا معرفيا كبيرا في مختلف شؤون الحياة ، ومختلف العلوم ... وليس بالضرورة هو حاصل على تعليم أو تحصيل أكاديمي عالي...
عاش وتعرف علىأسماء المئات من العلماء والمفكرين الكثيرين  وقد يكون قد زامل بعضهم او عايش البعض الاخرواكتسب محبة الكثيرين منهم ، كما انه اطلع  وطالع  ربما الالاف من الكتب  وحفظ على ظهر قلب الكثير من المقولات  العلمية والفلسفية  ووو.
مما يكسبه رصيد معرفي كبير في مختلف مجالات المعرفة العلمية والثقافية والأدبية تتم عملية التحكم في تناسقها وتنسيقها والاستفلدة من خلال النشاطات المختلفة للمثقف فلا تحدث فوضى معلوماتية ولا تقاطع في المعلومات والاسماء والمفاهيم  مما يجعلها تصل الى المتلقي بشكل منتظم ومنتج مما يعزز مكانة المتحدث عند المتلقين بمختلف مستوياتهم وتخصصاتهم المعرفية ....
ولكن في حال يصاب دماغ المثقف بالخرف وفقدان القدرة الخلاقة على التنظيم والاختيار الصحيح للمعلومة وأسم العالم والمعلومة  ومن ثم الارسال الى المتلقي فوضى معلوماتية وخلطة عجيبة غريبة  متناقضة من المعلوات وأسماء الاعلام والعلماء والمفكرين لارابط يربط بينها.. مما يجعله يعيش حالة من الارباك وفوضى المعلومات والخلط المتناقض بين الابيض والاسود والحقيقي والخيالي، والعلمي والخرافي ، كالخلط بين الديمقراطية والديكتاتورية ، وبين الاشتراكية والرأسمالية وووو، مما يثير استغراب المتلقي ومن ثم الاستخفاف بما يتحدث به هذا المخرف الذي يسيء لنفسه وللمعرفة وللثقافة وللذوق السليم ، الأمر الأخطر ان هذا المثقف الخرف لا يتزحزح عن قناعاته فيما يخرف فهو العالم العارف والعلم المعروف صاحب المؤلفات وفارس المنصات والمؤتمرات ، حيث يعيش وهم ماض كان يشهد له بالعلم والعلمية والثراء المعرفي ولكنه لايدرك معنى أن يصاب الانسان بالخرف
مما يستوجب بذل جهد كبير من قبل علماء النفس والاجتماع  لأقناع هذا  المثقف  بما هو عليه ، حتى لايصيب  بتخريفاته الكثير من  معجبيه ممن يقدسون النص والشخص ويفقدهم توازنهم  الفكري والسلوكي ومدا خطورة هذا الحال على الفرد والمجتمع ....
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179069
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19