• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حُجُب النور .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

حُجُب النور


{ إلهي هَب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حُجُب النور ، فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا مُعلقة بعزّ قدسك .. } المنـاجـاة الشـعبـانيـة .

وظيفة الحجاب - اي حجاب - هي ستر الشيء ومنعه عن نظر شيء آخر الى ذلك الشيء ، بينما النور وظيفته الكشف عن الأشياء وزيادة قابلية النظر اليها .. أما أن يكون الحجاب مصنوعاً من نور ..! فهذا من جمع الضدّين ويحتاج الى تأمّل ..!

للنور درجات ، بعضها أقوى وأكثر كاشفية من البعض الآخر ، بحيث تكون درجاته الضعيفة بالنسبة الى القوية كأنها ظُلمة .. فالنجوم لها ضوء وموجودة في النهار ولكن نور الشمس وضياءها الساطع حجب نور القمر والنجوم في النهار وكأنه أطفأها ..

وضحت الفكرة كمثال ، أما المعنى الذي ينبغي الاستفادة منه في هذا الدعاء الشريف هو أن هناك بعض الأعمال رغم أنها حسنة ونورانية وأن فيها طاعة لله وعبادة وتقرب له تعالى .. الا أنها تكون سبباً لحرمان صاحبها من أعمال وعبادات وقربات أعظم منها ونورانيتها على صاحبها أكبر وأكثر فائدة ..

ولهذا نجد أولياء الله وخلّص عباده لا تقف عبادتهم عند حدّ ولا يرضون من أنفسهم الاكتفاء بمستوى معين ، فهم في ارتقاء مستمرّ على سلّم الدرجات والكمالات ، ورد عن أمير المؤمنين ؏ : ( من تساوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون ، ومن لم يرى الزيادة في دينه فهو إلى النقصان ، و من كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة ) .

في الكافي عن الامام الصادق ؏ : الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب والحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور الستر ..

نحن أمام هكذا مسيرة نورانية ، تنتهي عند بداية حدودها ظلمات المعاصي والذنوب ، وتتعطل اثناء المسير فيها مراكب بعض الطاعات وتصبح غير قادرة على المواصلة ، ونحتاج عندها الى نواقل عبادية أكثر قابلية للسير وأدوم مواصلة على الطريق وإلا توقفنا إن لم نتقهقر الى الوراء ..!

بعض الأزمان وبعض الأماكن وبعض الأعمال فيها خاصية طوي الطريق واختزال المنازل ، كليلة القدر التي تطوي مسير ألف شهر ، و كمرقد ابي عبدالله الحسين ؏ الذي تصف بعض الأخبار زائره بأنه كمن زار الله في عرشه .. وها نحن على أعتاب هكذا خوارق للنور ، زيارة الحسين ؏ في النصف من شعبان ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين(ع) يقول : مَنْ أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ ، فليزر الحسين (ع) ليلة النصف من شعبان ، فإنّ الملائكة وأرواح النبيّين يستأذنون الله في زيارته فيأذن لهم ، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه ، منهم خمسة أولو العزم من المرسلين ..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179102
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28