• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل يوجد قائم في المسيحية؟ .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

هل يوجد قائم في المسيحية؟

قد تجمعك الصدف في توقيت معيّن ومكان معيّن للقاء شخص شاء القدر ان تُفحمهُ أو تُخزيه ، وهذا ما حصل لي في البصرة قبل أيام اثناء زيارتي إلى خالي القسيس في كنيسة الصخرة الرسولية حيث كان مدعوا إلى احتفال بـ (عيد التقدمة).(1)
فتم في هذا المحفل طرح مسألة الاحتفال بعيد المهدي المنتظر وكيف ان البصرة والشيعة عموما يحتفلون بهذا العيد ويُجلّونه ويُقدّسونه ، فقال القس بهنام امجد ساخرا : عجيب امر هؤلاء المسلمين يحتفلون بولادة شخص لم يروه اختفى منذ اكثر من الف وثلاثمائة سنة. ثم بدأت التعليقات من قبل قساوسة احداث جدد حاولوا جاهدين ان يبرزوا ويستعرضوا عضلاتهم ثم غمز احدهم خالي حيث قال له : وهل أنت تتعاطف أيضا مع هذه الافكار؟ نظرا لأن خالي يحث الشباب المسيحي على مشاركة المسلمين بمناسباتهم.
فقلت لهذا القس الحدث اليافع الذي اصفهُ لربما بالمغرور. هل تؤمن ان يسوع المسيح حي يُرزق؟
فقال : نعم إنه حيٌ وهذه عقيدة مسيحية لا يُمكن انكارها.
قلت له : وهل رأيته؟
قال : لا لم اره فهو غائب منذ الفين عام تقريبا، وسيأتي يوما حسب ما يقوله الانجيل.
قلت له : كيف آمنت به وانت لم تره؟ اضافة إلى إيمانك بأنه حي منذ الفين عام وإيمانك بذلك أيضا.
فقال : هذه عقيدة لا يُمكن النقاش فيها. إن يسوع غاب لهدف حسب تخطيط الرب فهي ليست غيبة عبثية.
فقلت له : أولا انك تؤمن بأن يسوع هو الرب ، فكيف تقول انه غاب حسب تخطيط الرب فمن هو الرب هنا؟ اضافة إلى ذلك أن ليسوع المسيح غيبتان واحدة صغيرة وأخرى كبيرة لا يزال فيها غائبا. فكيف تسخر من عقيدة المسلمين في غيبة قائدهم. علما أن الغيبة هي امتحان للإيمان ، فموسى غاب اربعين يوما ارتد قومه وعبدوا العجل ، وعيسى ارتفع عنهم فاتبعوا بولص اليهودي المارق.
فتعجب الحضور وبدأ اللغط فقال احدهم : يبدو نحن في المسيحية ايضا عندنا غيبة صغرى وغيبة كبرى ولا ندري.
فقلت له : هل تؤمن بالإنجيل ؟ فقال نعم . فقلت له أن الانجيل يذكر أن ليسوع المسيح غيبتان واحدة صغرى استمرت ثلاثين عاما ، وواحدة كبرى لايزال فيها غائبا منذ الفين سنة.
فثاروا في وجهي وقالوا واين ذلك من الإنجيل؟
فقلت لهم : أما الغيبة الصغرى فقد حدثت بسبب مطاردة الوالي الروماني (هيرودس) ليسوع المسيح ليقتله بعد ان علم بولادته كما نقرأ ذلك (ظهر ملاك الرب ليوسف وقال له : قم خذ الصبي وأمه واهرب ، لأن هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليقتله).(2) وهكذا بسبب تهديد الوالي الروماني اخفى الرب يسوع ثلاثين عاما كما يقول الإنجيل (ابتدأ يسوع فكان له نحو ثلاثين سنة). (3) فقد غاب عنهم يسوع بعد ولادته لثلاثين سنة لا يعلم منتظروه اين ذهب. ولذلك نرى الأناجيل تخلو من أي ذكر لطفولة يسوع المسيح وشبابه وسبب ذلك أن الرب اخفى يسوع وجعل أيام غيبته سرّية.
ولكن بعد ظهور يسوع من غيبته الصغرى وشعور الوالي الروماني بخطر يسوع على كرسيه واصبحت حياة يسوع مرة أخرى في خطر قرر الرب اخفائه ثانية ، وهكذا كانت غيبته الثانية التي استمرت إلى هذا اليوم وإلى اليوم الذي سوف يظهر فيه وهذا ما يؤكده الإنجيل : (ارتفع وهم ينظرون، وأخذتهُ سحابة من أعينهم ، إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي).(4)
فكيف يا جناب الأب تسخر من عقيدة قوم عندك مثلها . المسلمون أيضا يقولون أن سبب غيبة القائم الصغرى هو تهديد الخليفة العباسي له بالقتل ولمّا رأى الرب بعد سنين أن نوايا الخلفاء لم تتغير وانهم لازالوا يبحثون عن القائم ليقتلوه قرر اخفائه ثانية إلى اليوم الذي عيّنهُ ليأتي مع يسوع ليُقيما العدل في الأرض.
فقال لي احد القساوسة : ولماذا تطلقين على مهدي الشيعة القائم وكأنك تؤمنين بهذا الاسم؟
فقلت له : يا جناب الأرب أنا اؤمن مثلك ايضا بما يقوله الإنجيل ، والإنجيل يؤكد في نصٍ صريح صحيح لا غبار عليه ان يسوع المسيح في مجيئه الثاني سيأتي مع شخص آخر اسمه (القائم) ولمّا بحثت في كامل الكتاب المقدس وفي كل التفاسير لم اجد غير قائم المسلمين الذي سوف يأتي مع يسوع. ألم تقرأ قوله في رومية : (سيكون أصل يسوع والقائم ليسود على الأمم عليه سيكون رجاء الأمم).(5) علما ان قوله (ليسود على الأمم ، وعليه سيكون رجاء الأمم) يقصد به (القائم) وليس يسوع، وهذا يعني في اغلب التفاسير : سيكون اصل عودة يسوع من اجل القائم لكي يُساعده على السيادة والحكم لأن الأمم كلها سيكون رجائها على القائم ، ولذلك فنحن المسيحيون نؤمن بأنه سيكون لنا حكم ووجود ودور في دولة العدل المستقبلية ولا اقول لكم تحت اي راية او عقيدة.
ثم التفت إليهم وقلت لهم : هل يستطيع احدكم ان يدلني على قائم في المسيحية يأتي معهُ يسوع غير قائم المسلمين؟ لأن النص يقول : (يسوع والقائم) أما يسوع فعرفناه ، ولكن من هو القائم الذي سوف يأتي مع يسوع؟ علما ان النص من النبوءات المستقبلية لأن قوله (سيكون) فيها سين الاستقبال. أي سيكون في مستقبل الزمان في زمن غير معلوم كما يقول يسوع : (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء إلا الله).(6)
فقال احد القساوسة الكبار في السن : يبدو ان هناك تجاهلا متعمدا لشخصية القائم المذكور في الإنجيل ، فيسوع عرفناه ، ولكن من هو القائم لماذا لم نبحث في ذلك. (7)
فقلت له : لأنكم لو بحثتم في ذلك سوف يقودكم إلى نتيجة لا تقبلونها. ثم تركتهم حائرين وخرجت.
المصادر:
1- وهي الكنيسة الأمريكانية للطائفة الإنجيلية في بلاد وادي الرافدين التي ينفق عليها جورج بوش الابن افتتحت بعد سقوط صدام وبدأت نشاطها نهاية سنة 2005.وهي كنيسة الشيطان الراعية لمنظمات المجتمع المدني في المنطقة.
2- إنجيل متى 2 : 13.
3- إنجيل لوقا 3 : 23.
4- سفر أعمال الرسل 1 : 10.
5- رسالة بولس إلى اهل رومية 15 : 12.
6- إنجيل مرقس 13 : 32.
7- يسوع المسيح ليس هو (القائم) لأن الإنجيل نفسه نسب القوامة على الدين لشخص آخر اطلق عليه القائم واخبرنا الإنجيل بأنه سوف يكون في المستقبل.


كافة التعليقات (عدد : 5)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2023/04/28 .

سليمان علي صميدة حياك الرب / السرقات التي قام بها المستشرقون طيلة مئآت السنين للمخطوطات والاثار وغيرها والتي لازالت تقبع حبيسة في دهاليز المتاحف واقبية الفاتيكان ولا يُسمح لاحد الوصول إليها ، هذه المخطوطات فيها كل الاجوبة التي دونها الأولون عن الكثير من العقائد التي لا زالت تُثير الكثير من لاسئلة لدى الناس. تحياتي

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2023/04/01 .

سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب محمد حياك الرب .
عيد التقدمة وله اسماء اخرى هو احتفال سنوي بمناسبة تقديم يسوع المسيح الطفل إلى شعبه بني إسرائيل . اقرأ هذا البحث
https://www.vatican.va/content/francesco/ar/messages/consecrated_life/documents/papa-francesco_20140202_omelia-vita-consacrata.html

• (3) - كتب : محمد ، في 2023/03/23 .

ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

• (4) - كتب : محمد ، في 2023/03/21 .

ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

• (5) - كتب : سليمان علي صميدة ، في 2023/03/11 .

بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها :
( كل الدنيا سلام من جديد,
وكل الدنيا دار الكخباد
والمسـيح اراد ربه ان يعود)
و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي .
الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179178
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28