• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : البالغون الفتح .
                          • الكاتب : منتهى محسن .

البالغون الفتح

 عندما تتكاتف الجهود وتتوحد الكلمة يبلغ الفتح بإذنه تعالى، وعندما يحدد الهدف وتتظافر الرؤى يعم الخير وينساب في اروقة الحياة المختلفة .
اتفق شباب منطقة الشرقاط التعاضد لحماية قضائهم وان سفكت  لذلك دماء الخيرة من الرجال ، فإما الموت واما  النصر لا ثالث لهما، وفي صباح يوم مشرق حانت ساعة الصفر وارتدى الابطال اكفان الموت بعدما ثَبتوا ان لا حياة للأنجاس ولا بقاء لهم في اراضيهم  الحرة الابية.
عند مدخل المدينة لاحت اسراب الغرابيب السود تحوم في ارجاء المكان تنعق شؤما وكفرا، وما هي الا لحظات حتى ارتفع صوت القنابل في اشد المواجهات عنفا ، كان التحشد قويا والنيران التي تطلق كثيفة الا ان جنود الرحمن دخلوا القضاء راجلين تحفهم الملائك وتثبت اقدامهم روح العزم والرغبة في الشهادة.
تعالى صوت دوي هائل لعجلة مفخخة وازداد العدو وحشية وتمادى في عدوانه الا ان الراسخون في المبدأ والمعتقد استمروا في التقدم لا يهابون الموت ولا ترهبهم قنابل العدو الموجهة نحوهم بكل لؤم وضغينة .
تناثرت  شظايا العجلة المفخخة على ابطال اللواء الا ان اصراراهم على المضي قدما لدحر اوكار الخبث والرذيلة انساهم حالهم ومالهم  وكان  البطل باسم احد الابطال من سكنة الشرقاط اصيب بالشظايا الا انه لم يلتفت لذلك وهو في حمية الغيرة والشهامة ثائرا ومحررا ومجاهدا 
استمر القتال واشتد وميض المعركة ، ظل باسم يحامي عن بلدته بروحية المقاتل النبيلة وقد امتثلت احلامه وامنياته  نصب عينيه وهو يواجه اشر خلق الله دموية ، طاف في باله ضحكات ولديه البريئتين ، وابتسامة زوجته الحبيبة التي لم يلتق بها  منذ سنين عدة اثر تهجيرهم الى مناطق اكثر امنا واستقرارا.
لم يشعر بنزف دماءه التي  بدأت تتدفق بعنف من مقدمة راسه نتيجة شظايا العجلة المفخخة ، حتى داهمه احد رفاقه بالتوقف او الانسحاب لضمادته لكنه اصر على الاستمرار في طرد اوكار الفساد من مدن العراق الطاهرة .
وفي صولة الحق تخفق القلوب وتنبض بشدة ويستمد الانسان العزم والارادة من وحي حرارة القضية المنشودة ، ظل المقاتل باسم برغم الاصابة جسورا غير مكترث بالنزف ولا مهتما بالدماء التي يمسحها من جبينه بين الفينة والاخرى 
تحدث رفاقه بينهم :
-  اتراه سيموت من اثر النزف
-  انه قوي سيتحمل بعون الله
-  الدماء تنزف من راسه بعنف اراه سيضعف
-  الله خير حافظ وهو ارحم الراحمين
-  عليه ترك القتال والانسحاب للطبابة 
-  سنرى بعد هذا النزال ما ستؤول اليه الامور واحدثه بالانصراف 
-  اللهم افتح علينا باب فرجك واجعل ضربتنا قوية على اعداءك
-  اللهم امين 
كل ما كان يدور بخلد باسم ان  ينجحوا في تطهير مدينته من انجاس هذه الثلة الفاسدة وان يعود الاهالي امنين وتعود الحياة تدب في ازقة المدينة بعد هذا الدمار الذي حل بها من جراء اجرام عصابات الفتك واستباحة الدماء البريئة 
تذكر وجه والديه الحنونين ، والده الذي كان معتادا على الجلوس في باحة الدار كل يوم ، فلما يحين وقت الاذان يمسك عصاه متوكأ بها ويمضي ببطء نحو المسجد القريب لاداء الفريضة من جلوس .
امه صاحبة الابتسامة المطمئنة والوجه الذابل الذي ارهقته السنون ، تدير الرغيف بفن وتلقيه في غياهب التنور لينضج وتفوح رائحته الزكية المعتمرة بعطر الامومة الخلابة
تآوه بشدة واحس بدوار ونحول يتمكن منه لاحظ رفاقه شحوب وجهه واعياءه وسرعان ما نقل الى عجلة الاسعاف وهناك طلب منهم باصرار تضميد جرحه ليعود الى المعركة بعدها،  وما بين الحاح سائق الاسعاف بضرورة نقله الى مستشفى العوجة ورفض الاخير لذلك بشدة عاد الى صفوف رفاقه حاسر الراس واكمل القتال معهم بكل ما تبقى له من قوة .
والامل يكبر في وجدانه بان يستتب الامن في مدينته ويطرد اوباش داعش او يقضى عليهم بالكامل وهذا ما تحقق بالفعل بعد ان شارك الغيارى بالدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم من شباب مدينة الشرقاط تؤازرهم قوات ومجاهدي لواء علي الأكبر والقوات الأمنية .
وبين مصدق ومكذب وفي غضون ثلاثة ايام تحررت الشرقاط من جرذان داعش ، وتعالت اهازيج النصر بين الجنود النشامى الذين هانت ارواحهم في سبيل الهدف الاسمى تلبية نداء المرجعية وتحرير الوطن من قوى الضلالة.

قصة مستوحاة من سيرة الجريح المجاهد:  (باسم خلف احمد حسن الجبوري)
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179249
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19