• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سؤال وجواب ... .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

سؤال وجواب ...

 سؤال :
حينما يظهر المهدي (عج) ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ماذا عن الناس التي عاشت وماتت تحت الظلم ؟ اليس ظهوره في فترة محددة يستمتع بها اناس في زمن معين دون اناس فيه شيئا من عدم الانصاف ؟ لماذا اعيش انا تحت الظلم وغدا يستمتع غيري بالعدل والانصاف والرفاهية ؟
هل يأتي بقوة خارقة ؟ ام قوة طبيعية ؟ اذا كانت طبيعية فكيف سيستطيع ان يملأ الارض عدلا ولم يستطع بقية الائمة ذلك ؟ وان كان بقوة خارقة للطبيعة فلماذا لم يمنح بقية الائمة هذه القوة الخارقة ؟

🔷 الجواب :

ج١ : بالنسبة لمن مات قبل زمن الظهور ضع أمامك مبدأ مهم يجب أن تعود كل الخيوط إليه وتتصل به.

وهو أن الفارق بين الناس يتحقق بحسب منازلهم الأخروية لا الدنيوية .. وإنما نقول هذا أفضل وأحسن حالاً من ذاك بناء على ما حاله في الآخرة.

إذا عرفنا فهذا .. سنعرف أن الفارق بين قوم وآخرين في الأفضلية ليس هو العيش في دولة الظلم أو دولة العدل بل فارق الأفضلية هو الإيمان بالظلم أو العدل

فقد تجد من يعيش في دولة الظلم ويرفضها بقلبه أو لسانه أو يده فيحشر يوم القيامة في منازل المؤمنين.
وقد تجد من يعيش في دولة العدل لكنه جاحد معاند فيحشر مع المنافقين.

فالمهم هو الإيمان وليس مجرد العيش في ظل دولة معينة.

ولدينا روايات أن أجر المنتظرين له في غيبته كأجر أهل زمانه وزمان دولته .. فعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال ( من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة ).

وأما أن تعيش أنت في عناء ويأتي غيرك من بعدك ويعيش برفاهية .. فهو أيضاً يعود إلى نفس المبدأ .. وهو أن مقامك في الآخرة يحدد بحسب ما عانيت في الدنيا وما بذلته من جهود لتحقيق هذه الرفاهية .. مما يعني أنك لم تخسر شيئاً ربحه غيرك في زمن آخر .. ومعاناتك مقابل رفاهيته داخلة ضمن الحساب.

ج ٢ : الأئمة كلهم صلوات الله عليهم كانت لديهم قوى كونية ( ما سميته خارق للطبيعة أو معجزة ) وكذلك لديهم وسائل طبيعية في هداية الناس وتنظيم مجتمعهم واستثارة طاقاته .. والفرق بينهم وبين الإمام المهدي عجل الله فرجه .. أن الظروف في عصره تساعد على استخدام هاتين الوسيلتين بشكل مزدوج أكثر من غيره من الأئمة.

لذا نجد أن الكثير من هذه الخوارق .. كانت ( مدخرة ) للإمام ليستخدمها .. ليس لعجز الأئة السابقين عن ذلك .. بل لأن الظروف لم تكن تسمح باستخدامها بموازاة الوسائل الطبيعية .. أما مع الإمام فهي تنفع.

مثلاً القوة التي تمنح لأصحاب الإمام .. أو تأييده بالملائكة .. أو بالرعب .. كلها كانت متاحة للأئمة وبعضها عرض عليهم بشكل صريح ولكنهم لم يستخدموها لأنهم أساساً لم يكونوا بصدد التحرك العسكري لإقامة الدولة حتى يحتاجوا لهذه الوسائل .. ولذا ادخروها للإمام الذي سيحتاجها في حركته.

الخلاصة أن الفرق في الظروف وليس الوسائل.

والسلام عليكم ورحمة الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179417
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28