• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : اغرب وصية من مقاتل .
                          • الكاتب : نعيم عبد علي الصياد .

اغرب وصية من مقاتل

 كنت اتمنى  ان اتفرغ  يوما لأكتب  عن سنوات الحرب  ، بعض الاسئلة تستفحل في  رأسي ، هل خفت يوما في الحرب ، ولماذا خفت وانا اعرف مسبقا اني ذاهب الى الموت ؟ هل من حق المقاتل  ان يخاف  ؟ربما مثل هذه التساؤلات لاتطرح والحرب قائمة ،كون كتابات الحرب هي تعبوية  والخوف من الامور غير  المحبوبة  وغير المبررة ،  انا ارى  ان الكتابة  عن تجربة الخوف  عند المقاتل هي تجربة انسانية ، تقدمه  للناس بآدميته ، منذ اليوم  الأول  لدخولي الجبهة التقيت برجل  مقاتل يُعدُّ من ابطال الميدان ، هو عقل الحرب أوصاني صديقي زكي أبو الجون ، عليك ان تحترم خوفك ،  لاتخف منه ، هو حقيقتك  الانسانية  والاعتزاز بالخوف  ليس جبنا ،  انا عشت  الحرب منذ جذوتها الاولى   وانا اقاتل وعيني  على الحضيرة واصحابي  الموضع والسرية والفوج اخاف على الدين والعراق  اخاف على بلدي  ،ماذا لو خسرنا الحرب لما بقى لنا دين ولا وطن. ومن يومها اعتبرت  هذه النصيحة  كنز  ، البعض  يسميه  يقظة مقاتل  ، والا فخوف  الجبن تجاوزناه  منذ مجيئنا  وتطوعنا  لأننا  نعرف  ماذا  سنجد  في ميادين  القتال ، عصابات  متمرسة  تعمل على زيادة القتلى ليزداد كسبها المادي ،  الخوف في الحرب ترقُّب ، يقول صديقي "ابو الجون" انتم لم تجربوا حرب الخوف من طرف واحد ،  واقصد سجون النظام العبثي ودوائر الامن  والمنظمات الحزبية   والساعين لزراعة  الخوف  فينا لكن  كان  الممول الحقيقي للشجاعة  عندنا هو  الحسين عليه السلام ، كلما تشتعل الحرب  وتصل الى قمة  اليأس  تصل  بالانسان الى  ذروة الشجاعة  ،  كما يقول صديقي ابو الجون ان الشعور بالنصر اسمى عند التضحية ، دوائر الامن الطاغوتي  اشعلت الحرب ، لايمتلكون احزابا ولا سرايا  قتال  ولا اسلحة صمودنا بالتعذيب نصر ، ، خوفهم منا نصر ، حب الحسين نصر ،  ان نتنفس نصر ،ان نعيش  نصر، ان نتحدث عن موتنا بنكهة المنتصرين ، كان الخوف  الحقيقي  ليس من داعش او من القوى المستوردة والمرتزقة كان الخوف  ان  يعم  هذا الشر  ليصل  الى قناعات لافطنة  لهم بأمرها  وفعلا كان هذا الخوف  هو دليلنا  الى امور  كثيرة  كنت أحرص  ان اسمع  عن كل شيء،  قال انظر الى شخصية  السيد السيستاني  ، فهو يخاف  علينا  مرتين  ،مرة  ان لانذل  واخرى  ان يقودوا  البعض الى أذية الناس ،النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهي عن المثلة  و قتل  الاطفال والاسرى وقطع الأشجار ، وما الذي يخافه من له يقين باستشهاده  كنت اخاف ان لااموت ، وهنا اقضي لحظاتي الاخيرة وانا اضع راسي في حضنك يا صديقي ومتيقن ان جرحي كبير والطبابة  ستصل متأخرة  وما زلت اخاف ان ينسى الناس تضحيات الشهداء  وان يقصروا  بابنائنا واهلنا  ، هم انتصروا  بنا وليس علينا ، هل كان على الشهداء ان يأخذوا ابناءهم معهم ؟ ما تقصرون




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179845
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28