• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ( تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ) 14 : ( الدروس الجوهرية  للامام السجاد عليه السلام)  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ) 14 : ( الدروس الجوهرية  للامام السجاد عليه السلام) 

استيلاء الأمويين على الخلافة  ، وقتل أهل  بيت النبي  "صلى الله عليه وآله وسلم" ،  و عاثوا فساداً ، صار لابد للإمام السجاد" عليه السلام " أن يدبر الخطة الإصلاحية  لجمع القوى ؛ بعد انهيار الأخلاق . لابد اولاً من ابقاء  ثورة الحسين  "عليه السلام" حيوية  فاعلة  في ضمير أجيال الأمة ؛ لهذا سعى الإمام السجاد الى  تربية وتهذيب  الأمة .  أن يربي  جيل من المؤمنين على الأخلاق القيمة ، وأن يواجه الطغيان  بدروسه التربوية ؛ من أجل أعادة  الفطرة  السليمة  للأنسان  ؛ لكي لا يجعلوا  منه آلة طيعة للخراب .  ركز "عليه السلام" على تربيتهم روحياً وتعليمهم الإسلام بترسيخ الإيمان  في نفوسهم ،  وترابط أسس العقيدة ؛ لهذا كان جهد سماحة السيد أحمد الصافي واضحاً  للتسلسل في الدروس الجوهرية التي  التي أعدها ، في وقت تفرق الناس عن أئمة أهل البيت " عليهم السلام" و اعدها الإمام الصادق "عليه السلام" بالارتداد فقال ـ أرتد الناس بعد قتل الحسين "عليه السلام" ؛ لهذا نرى بيان ظرف تلك التوجيهات الساعية لبناء الأنفس وقت انفراط  أمر الشيعة وتشتيت قواهم ، لهذا كانت تعمل على الإعداد  النفسي و العقيدي  وأحياء الأمل بالقلوب ، تأسيس بناء جديد أسهل و أمتن من ترميم بناء متهرىء ، قال  "عليه السلام "( ولم تبد سوءاتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي ). يرى سماحة السيد الصافي إن القضية قضية الحسد ، وهي من الصفات الرذيلة ،  والإمام له روايات كثيرة في إحترام الجار  وأهميته و مستحبات التعامل مع الجار ونحن مأمورون  شرعاَ بمداراة الجار وعدم ايذاءه  ؛ لهذا لم يصرح  بالحسد ، بل عبر الإمام "عليه السلام" ب( يلتمس ) يراها  سماحة السيد أحمد الصافي ، إنها إشارة  الى مقدار الإلتحاق والاقتراب  كأنه  لا يكتفي  بأن يفتش عن العيب و أنما يحاول أن يضع يده على عيب ،  نجد عدة نقاط مهمة  منها 

 اولا :-

إن الحسد صنف في الكثير من الكتب الدينية والنفسية والإجتماعية باعتباره مرضاً  اجتماعياً  ونفسياً  يؤثر  في أفراد المجتمع  ويصيب  المجتمع  بالتفكك .

 ثانيا :-

الازدواجية  الشخصية ، صدور بعض التصرفات المتناقضة  أي بمعنى أن يكون المريض ذو شخصيتين  متناقضتين  فهو يحضر مجلس عزاء الحسين  ويبكي  بكاءاً مراً اثباتاً لولائه  للحسين" عليه السلام" ؛ لكنه لا يراعي  قيمة  الجار

ثالثاً :- الأنانية   التي تعني حب الإنسان  لنفسه وعشقه للسيطرة والتملك ، ويرى سماحة  السيد الصافي عن حالة الأنانية  التي لا تحب عمل الخير وتكون دائماً عقبة لعمل الخير ، فاذا كان هناك جار يسعى لقضاء حوائج جيرته ومن يستشعر اللذة بمقدار ما يخدم  أهل  محلته ويخدم جيرته  . هناك  من  يقف ضده ويبين وكأن فعل الخير غير صحيح ،  وعند  الدخول  الى مكنونات  النفس ، نراه يخشى  أن  يطالبه بعض الجيران  بمثل ما يفعل الجار  صاحب  العمل الخيري ، وهذه  الحالة يفسرها  السيد الباحث الأنانية  المفرطة  ، والمرض المفرط . بالمقابل  هناك الإنسان  الطيب السريرة  ، وهناك أحاديث  كثيرة  وردت  في مدح طيب السريرة  ،  الإمام "عليه السلام " يعني بها صحة الضمائر ، وطيب السريرة  تحتاج الى سلامة النية ، وسلامة النية  تنبع من قلوب خاشعة للرحمن .  وطيب السريرة  وحسن  النوايا  لا تشمل  السذاجة  ، لكن  النوايا  الحسنة  تكون منطلقاً  لحكم الانسان على الآخرين   . وهناك  لمحات فطنة داخل  البحث  لها أهمية  في تفعيل  مرتكز النوايا  ، سماحة السيد أحمد الصافي ينظر الى موضوع  النوايا  عبر رؤيتين   الأولى  صريحة   يرى بها نحن في هذا الوقت  نحتاج  الى العودة  الى الأخلاق  الرفيعة و العتبات السليمة  حتى يرفع  الله تعالى  البلاء عنا، و الرؤية  الثانية هي المضمرة ، والتي تعني  إن أسباب  البلاء  الذي  نعاني  منه  اليوم ، هو بسبب  فقداننا الى النيات السليمة ، وبسبب  سوء  علاقاتنا فيما بيننا .

علي الخباز, [27/06/2023 02:45 م]
الله سبحانه  ينظر لها ،  ومسألة أذى الجار هي أيضاً من ملحقات البلاء ، ليصل  بنا البحث الى اننا نحتاج  أن نتثقف بثقافة  جديدة  ،ونحتاج أن نستنطق روايات  الأئمة  ، ونتعلم  هذه الأخلاق  كون أهل البيت "عليهم  السلام" رسموا  المنهج  الصحيح  فيما يخص  التربية  ، لهذا نبحث  بحاجة  ملحة الى اتباع  النهج التربوي  المستنبط  من فكر أهل البيت  "عليهم السلام" ، وفكر الإمام  السجاد  عليه السلام ، رسم  لنا المسار الصحيح للتربية ،  وحدد معالمها ووجه الجهود من خلال الإرث الاخلاقي ، ويرى السيد الباحث أننا  نعيش الغفلة عن أهوال  يوم القيامة  ، والغفلة  أضر الخصال بالإنسان ، الغافل لايرى  كبوته  ليصلحها  لذلك هي أصل كل شر  ، ويرى أيضاً  في محو اليقظة انها تعني  أن يدرك  إن آيات  العذاب  ليست كلها  من أجل فرعون  ، ولا من أجل  نمرود ،  فنحن فينا فراعنة  وفيها  نمرود  لو متاح لبعضنا  ما أتيح  لفرعون  لفعلنا أكثر من فعل فرعون ، أنتهاك  أي حرمة  تعني كسر المؤمن  ، لابد من  جبره ،  ولهذا على كل واحد منا  أن لايغفل حق  الجار حتى لو كان  يهودياً  . نجد أن أساليب  الإمام الساعية  الى أعادة  الصلة الحقيقية  بين المسلمين  فيما يحصن عقيدتهم  وهذه  بحد ذاتها  تعد ثورة  عند السلطة  الحاكمة ، اليوم  نجد تفشي  سوء الخلق ، الحلف بالله صار بضاعة سوق والاعتراض على الله سبحانه  ، والحسد  ، والإمام  "عليه السلام " كان يهدف  الى ترسيخ أو بناء  مفهوم جديد للعلاقة  مع الله تعالى إملاء الفراغ  الروحي ، يجعلنا نرى سماحة  السيد علينا مراجعة  النفس ويركز على معنى  جميل لابد أن ننتبه اليه  ، بعض الناس يبرر أن الأئمة عاشوا  في زمن غير زمانا  ، فكان  الوضع  الإنساني  بعبارة أن الحياة  البسيطة  في زمانهم  كان يمكن  ان يكون  التمسك  بالأخلاق  أهون ، ويعتبرها  في تشخيصه الفطن  إن هذه تسويلات الابالسة  . التكليف واحد ولابد من إشاعة  روح المحبة  وروح الأخلاق  العالية عند الأئمة ، سعى الامام  السجاد  عليه السلام  الى الارتفاع  بالنفس  المؤمنة في  مدارج الكمال عبر بلورة المفاهيم الأخلاقية التربوية  فهو" عليه السلام  " عبر عن الرجوع  الى المعصية  بالجريان  وحالة من حالات  اللهفة  والسرعة ، سماحة السيد أحمد الصافي  يركز على مضمون  اليقين  الذي لايجعل الإنسان متذبذباً  في مبادئه  ويكون  في  الضيق عابداً وعند الفرج يبحث  عن لذائذ  الحرام .  ويركز على الحلم  الإلهي  الذي يرى  التناقضات العجيبة  في سلوكياتنا  ومع ذلك لايفضحنا  ويست

علي حسين الخباز




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179988
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19