• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح29 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح29

سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{255}
يطلق على هذه الاية الكريمة ( آية الكرسي ) , ويروى ان لها فضل كبير ,  وخواص عجيبة , 
وقيل ان اسم الله الاعظم فيها , فهنيئا لمن توصل اليه ! . 
للتأمل في هذه الاية الكريمة وجوه كثيرة , لا يمكن ان تحصر في عدة نقاط : 
1-    اسماء الله الحسنى : من المعلوم ان اسماء الله تعالى تقسم الى ثلاثة اقسام : 
أ‌)       اسماء الذات : وهي الاسماء التي تشير الى الذات الالهية مباشرة , مثل ( الله , هو , رب ... الخ ) . 
ب‌)   اسماء الصفات : وهي مجموعة لا حد لها من اسمائه عز وجل تدل في مجملها على صفاته عز وجل , ومن ابرزها ( الحي ) . 
ج) اسماء الافعال : وهي مجموعة الاسماء التي تدل على افعال الله عز وجل , ومن ابرزها 
    ( القيوم ) .   
(  اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) الملاحظ في هذا النص , انه احتوى اسماء الذات ( الله – هو – اله ) واسما من اسماء الصفات ( الحي ) , واسما من اسماء الافعال ( القيوم ) , في واقع الحال , ان كافة اسمائه عز وجل تعود الى هذين الاسمين الجليلين ( الحي القيوم ) , وبدورهما يعودان الى اسم الذات المقدسة , مثلا , اسمه تعالى ( الرزاق ) , لا يمكن ان يكون الرزاق رزاقا ما لم يقم بالرزق , فلابد للرزاق ان يقوم بعملية الرزق كي يكون رزاقا , فيعود هذا الاسم الى اسمه تعالى ( القيوم ) , أي القائم بأعمال اسماء الافعال , وبالتالي فأن ( القيوم ) لا يمكن ان يكون قيوما ما لم يكن يتصف بالحياة ( الحي ) , فينتج ان كافة اسماء الافعال تعود الى الاسم الجليل ( القيوم ) , والذي بدوره يعود الى اسمه تعالى ( الحي ) , وبالنتيجة نفسها يحتاج ( الحي ) الى الذات , فيعود ( الحي ) مع كافة اسماء الصفات والافعال الى اسماء الذات , التي تجمع في اسمه تعالى ( الله ) , لذا يعرف لفظ الجلالة ( الله ) بأنه الاسم الجامع لكافة اسماء الله ( اسماء الذات - اسماء الصفات – اسماء الافعال ) . 
يلاحظ المتأمل المزيد من الملاحظات ومنها ( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ) , بعد ان عرفنا ان لفظ الجلالة يجمع كافة اسماء الله تعالى , فماذا نفهم من قوله تعالى ( لا اله الا هو ) ؟ , نفهم منها انه لا يستحق ان يعبد الا من احاطت اسمائه وصفاته بكل ما في الخليقة , حيث ان اسمائه عز وجل محيطة في كل حركة وسكون في هذا الكون , فلا توجد ظاهرة او مظهر الا ووجد اسما من اسمائه عز وجل محيطا به ومسيطرا عليه ! . 
ونلاحظ ايضا في هذه الاية العظيمة القدر , انها ذكرت جملة من اسمائه عز وجل بشكل صريح ( الله – اله – هو – الحي – القيوم – العلي – العظيم ) , واسماءا اخرى من حيث الفعل والصفة من قبيل : 
1-1-       ( لا تأخذه سنة و ولا نوم ) نستنتج منها ( السميع – البصير ) , فأن من لا يسن وينام , فلابد ان يكون سميعا بصيرا . 
1-2-       (  لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ) , يشير هذا النص الى اسمائه عز وجل ( الملك – مالك الملك ) . 
1-3-       ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) : يستدل من هذا النص المبارك على اسمه تعالى ( الشفيع ) . 
1-4-       (  يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) , يشير هذا النص الكريم الى اسمائه عز وجل ( العالم – العليم ) . 
1-5-       (  وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ) , وهذا النص الكريم في اشارة الى اسمه تعالى ( المحيط ) . 
1-6-       (  وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) , في اشارة الى اسمه تعالى ( الواسع ) . 
1-7-       (   وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) , من الواضح في هذا النص الكريم اشارة الى اسمه تعالى ( الحفيظ ) .                                     
من ذلك كله نجد ان هناك سبعة اسماء كانت بشكل صريح , وسبعة اسماء ذكرت على شكل افعال او صفات , فتأمل ! . 
كما وان هناك اسماءا اخرى وردت في الاية الكريمة بشكل مضمر , لغرض الوصول اليها , نحتاج الى مزيد من التأمل ! . 
بقي ان نقول , ان علم اسماء الله تعالى من اوسع علوم القرآن الكريم .
رأي شخصي
ان قبل فخير على خير , وان لم يقبل فيرد عليّ , ان اسماء الذات المقدسة خاصة به عز وجل , اما اسماء الصفات , فكان افضل تجسيد لها في النبي محمد (ص) , حيث انه (ص) كان يعطف بعطف الله تعالى , وكان يرحم برحمة الله تعالى , وكان يرأف برأفة الله تعالى , والمعروف عنه (ص) انه لم يقتل بشرا رغم خوضه المعارك , ولم يقتل او يذبح حيوانا , كونه (ص) مجسدا( ممثلا ) لاسماء الصفات , اما افضل من جسد اسماء الافعال فكان الامام علي بن ابي طالب (ع) , حيث لم يبطش الا ببطش الله تعالى , ولم يضرب او يقتل او يفعل الا لوجه الله تعالى , ومن ابرزها قصة قتله (ع) لعمر بن ود العامري , حيث لم يقتله (ع) لغضبه عليه , بل تراجع قليلا , حتى سكن غضبه , ثم قتله لوجه الله تعالى , وايضا قلعه (ع) لباب خيبر الشهير ! . 
اشارة 
ان الاسم الاعظم موجود في هذه الاية الكريمة , في مكنون استيعاب فهم ادراك مضامين تسامي معانيها !! . 
    
2-           من الملاحظ  في هذه الاية الكريمة ايضا , انها تفردت بذكر الله تعالى وصفاته وافعاله , فنحن لا نعرف شيئا عن الله تعالى سوى ما عرف به نفسه جل وعلا . 
3-           الكرسي : لابد للملك من عرش , ومن الضروري ان يكون في ذلك العرش كرسي يجلس عليه الملك , اما الملك الجبار , فلابد ان يكون له عرش وكرسي , ولكن ليس بالمعنى المتعارف عليه , بل تعبير مجازي لتقريب المعنى الى الاذهان . 
4-           ذكر الكرسي جاء مرتين في القرآن الكريم , الاولى في اية الكرسي من سورة البقرة الشريفة , حيث اشار الى كرسي الله عز وجل , والثانية في سورة ص  {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }ص34 , حيث اشارت الى كرسي ملك سليمان (ع) . 
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{256}
تذكر الاية الكريمة مواضيع مهمة , لابد للمؤمن ان يتمسك بها في كل زمان ومكان : 
1-    (  لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) : اشارة واضحة الى ان الاسلام لا يجبر احدا على اعتناقه , ويترك الحرية الكاملة لكل شخص في ان يعتنق الدين او المذهب الذي يريده , في حين اننا نرى اليوم تيارات اسلامية تحاول اجبار الناس على اعتناق الاسلام بكل الوسائل المتاحة , من ارهاب وقتل وتفجير , ليس ذلك فحسب , بل يحاولون اجبار المسلمين انفسهم على اعتناق مذهبهم الخاصة , مخالفين بذلك نص هذه الاية الكريمة . 
2-    (  قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) : بعد نزول القرآن الكريم على النبي محمد (ص) , حيث تبين فيه الرشاد ( الايمان بالمنهج الصحيح ) والغي ( الكفر والشرك ) , فكل فرد له ان يختار بين هذين الطريقين بحرية تامة , ونستفاد ايضا من هذا النص المبارك , ان القرآن الكريم كتاب ( توجيه وارشاد ) وما لا يتفق معه فهو ضلال وبدعة . 
3-    (  فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ) : يذكر النص الكريم ضدان لا يتقابلان , يتصارعان منذ ان هبط ادم (ع) على الارض , او ربما ابعد من ذلك , الكفر والايمان , الحق والباطل , يتمثلان في 
أ‌)       الطاغوت ( الكفر ) : انصار الطاغوت موجودون في كل زمان ومكان , يؤمنون به , ويعملون بأمره , اما اليوم , يتمثل الطاغوت على شكل مؤسسات و حكومات ذات سطوة وايد طويلة , يرفعون شعارات ورموز ترمز الى ترابطهم وأخويتهم في نهج هذا الطاغوت . 
ب‌)   العروة الوثقى ( الايمان – حبل الله المتين ) : لا يكاد زمان او مكان يخلو منها ومن انصارها , ويمثلون الند الكفوء بل الجانب الاقوى ضد الطاغوت واعوانه , و للمتأمل وجهات نظر مختلفة في من يمثلهم , لكن من يتأمل بالشكل الصحيح , يصل اليهم بلا ريب ! .                 
اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{257}
بعد ان اشارت الاية الكريمة السابقة الى الطاغوت والعروة الوثقى , تبين هذه الاية الكريمة ان الله عز وجل يؤيد من كان في جانب العروة الوثقى , وسوف يخرجهم من الظلمات , هذه الظلمات تحتمل عدة معاني , نذكر منها : 
1-    الكفر والشرك بالله تعالى . 
2-    درن المعاصي و الذنوب . 
3-    حبائل الشيطان الرجيم . 
4-    البدع . 
5-    الافكار والنظريات الهدامة . 
6-    مناهج ومسالك السوء . 
7-    او كل ما تقدم واكثر .
8-    وقد تكون الظلمات مصطلح يمثل كل انواع الرذائل .    
الجميل في مضمون النص الكريم , ان الله تعالى يخرج الذين امنوا به من الظلمات ( والتي هي كافة الرذائل ) الى النور , والمراد بالنور يحتمل اشياء كثيرة , في مجملها هو كل ما يقف بالضد لما تمثله ( الظلمات ) , فمثلا , الكفر ظلمة , اذا الايمان نور , المعاصي والذنوب ظلمة , فلابد ان تكون التوبة والاستغفار نور , أي النور خير الى الخير , خير في خير , خير من خير . 
بالتأكيد ان الذين كفروا سيكون وليهم الطاغوت , حيث سيعمل على اخراجهم من خيرات النور , ويرميهم في ظلمات الكفر والعصيان , وسينتهي هذا المصير الى عذاب ابدي سرمدي (  أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .    
بقي ان نقول , يرى البعض من العلماء ذوي الاختصاص , ان تلحق ذينك الايتين الكريمتين ( 256 و 257 ) مع اية الكرسي , فتكون اية الكرسي عبارة عن ثلاثة ايات , لما لهما من خصوصية تندمج مع اية الكرسي من حيث المعنى والتخصص . 
  
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{258}
كأن هذه الاية الكريمة تضرب مثلا , او تذكر نموذجا لولي من اولياء الله تعالى , ونموذج من اولياء الطاغوت , فيمثل ابراهيم الخليل (ع) ولي الله عز وجل , ويمثل النمرود ولي الطاغوت , فيجادل النمرود ابراهيم (ع) في امر الربوبية , فينتصر الله تعالى لأوليائه , ويدحر اعدائه واعدائهم (  فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .     
يكتشف المتأمل ان موضوع الطاغوت والعروة الوثقى من المواضيع المهمة في القرآن الكريم . 
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{259}
هذه الاية الكريمة هي بمثابة امتداد لموضوع الطاغوت والعروة الوثقى , فتضرب مثلا على قدرته عز وجل , مثلا للعضة والعبرة موجه الى كلا الطرفين : 
1-    الطرف الاول : المؤمنون بالله تعالى , حيث يبين لهم قدرته عز وجل , فيزدادوا ايمانا مع ايمانهم , ويدركون انهم في الجانب الصحيح , ذو الركن الوثيق . 
2-    الطرف الثاني : اولياء وعباد الطاغوت , فيبين الله عز وجل لهم قدرته , القدرة التي تعجز عنها اوثانهم وما يعبدون , لعلهم يدركون انهم في الجانب الخاطئ , ذو الركن الهش .  
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{260}
يستمر موضوع الطاغوت والعروة الوثقى , فتضرب هذه الاية الكريمة ايضا مثالا اخرعلى ذلك , موجه لكلا الطرفين السابقين , على نحويين : 
1-    المؤمنون بالله تعالى : حيث يبين لهم قدرته عز وجل على البعث والنشور , وانه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء . 
2-    عباد الطاغوت : حيث يثبت لهم الله تعالى عدم قدرة اوثانهم وما يعبدون من دونه جل وعلا على احياء الموتى , والبعث والنشور , فحري بهم ان يعبدوا من يقدر على كل ذلك واكثر !.   
من هذه الايات الكريمة يتبين للمتأمل مدى اهمية وخطورة موضوع الطاغوت والعروة الوثقى , وما له من تأثير على الامة في الحياة اليومية ! , فقد يصبح الشخص عبدا لله تعالى , ويمسي عبدا للطاغوت , او يصبح عبدا للطاغوت , ويمسي عبد لله تعالى . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28