• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تعمير النفوس أولا .
                          • الكاتب : عدي المختار .

تعمير النفوس أولا

 أطلال أو خرائب هي تلك النفوس التي ولدت مابين اللون الزيتوني ونواح الفقد ودموع الأرامل والأيتام ,مابين منطق القوة والغاب والانفعال بسب أو غير سبب ,أطلال هي تلك النفوس التي ما هدأت أو استكانت وكل تفاصيل حياتها حروب ودمار غيرت معالم الأخلاق ودمرت روح القيم وحولت الجميع إلى قابيل فتناسلوا وأصبح قابيل محاربا وأخر منافقا وقابيل مختلسا وقابيل وطنيا بالشعارات وقابيل منظرا دون فعل وقابيل متآمرا دون حياء وقابيل صلفا وأخر قاسيا وهذا دكتاتورا وذاك جلاد , وغاب هابيل السلام والمحبة والشجاعة والإخلاص في نفوس البعض تحت سطوة القسوة وعدم الإيمان و(المزامط) الفارغ من عنتريات شعارها ( ثلثين المراجل بالحجي) ,غاب الوئام وحل التفرد والنفرة وعدم الاطمئنان حتى للأخ وليس للصديق هي ذا خرائب نفوس ولدت لتجد نفسه في دولة غير كريمة لا يعز بها العراق ولا أهل العراق الهم كل الهم فيها هو السعي المحموم نحو كسب السلطة والسطوة والمال بشتى الطرق وبأقصرها , فساد الاهتمام بالمظاهر وغاب الجوهر أو ذلك الفهم الذي أسس له نبينا محمد (ص) ألا وهو وئام الروح مع الروح واطمئنان النفس للنفس .
 
أولم يقل سبحانه وتعالي ( يأيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيه )؟ أولم يقل رسولنا الكريم (ص) (أكرمكم عند الله اتقاكم ) ومابين الاطمئنان والتقوى إيمان راسخ وفهم ناضج لتعاليم السماء التي إن طبق نصفها ساد العدل والإحسان والسلام , ولان الدنيا وملذاتها شغلت الناس وملأت الدنيا فان تلك التعاليم فهمت أجزاء منها وغض الطرف عن بعضها وفق ما تتطلبه الحاجة وبراهين من يرون الدين بعين واحدة فراحوا يفسرونها كالأعور الدجال بعين واحدة وليس بعينين ثاقبتين وهو ذا خرائب النفوس التي تأخذ ما تريد من الدنيا والقوانين السماوية والوضعية بما يتلاءم مع أفكارها لا مع ما تتطلبه روح تلك التعاليم ,كيف لنا أن نؤسس أجيالا جديدة بعيدة عن هذه الأجيال التي في فكرها وطريقة تعاملها في الحياة ثمة فيه خلل وجبلوا عليه دون إرادتهم لان آبائهم كانوا على ذات النهج فسار الأبناء على خطى آبائهم إلا الأجيال القادمة التي نريد أن نجنبها ذلك السير على هامش القيم والمبادئ ونعيدها إلى حيث السير في صلب تلك القوانين الفاضلة لنؤسس بجد إلى مستقبل دولة كريمة يعز بها العراق وأهله ويذل بها النفاق وأهله فعلينا أن نبدأ إذن من حيث تعمير النفوس لا تعمير العمران .
 
إن أنشأت ملعبا أو مركزا لاحتضان الشباب والفتية وتلبية متطلبات حياتهم كلها فانك حتما أغلقت ألف سجنا للأحداث والشباب لان عملية الاحتضان والتوجيه إن كانت بإخلاص وتفان وهدف وطني معلن ألا وهو التأسيس لمستقبل عراقي معافى سيكون حتما صمام الأمان للشباب والفتية في عدم الانجراف أو الانحراف في الخطايا والشذوذ والأعمال الجنائية والإرهابية ,إلا إن البنيان وتعمير العمران لا يفي بغرضه ولا يحقق أهدافه ما لم يكن هناك خطط وبرامج كفيلة بتعمير خرائب النفوس برامج نفسية مغلفة بمهارات الشباب لتطبيب جراحات الروح النفسية وتنمية الاكتفاء الذاتي داخل النفوس وتصحيح مسارات السلوك والفكر والنهج والقناعات لديهم .
 
نحتاج أن يسير أعمار العمران والمنشآت الشبابية والرياضية والمراكز والمؤسسات في خط  واحد متواز مع خطط وبرامج أعمار النفوس لتحقيق الاطمئنان وتنمية الثقة لدى الجيل بمؤسساته الحكومية وبث رسائل اطمئنان لهم بأنها ملاذه وحصن مهاراته ومنصة أفكاره لا عبر خطط وبرامج لا تغطي كافة مساحة شريحة الشباب وتنفذ بطريقة (إسقاط الفرض), ولا يقتصر هذا على تعمير نفوس الشباب بل نحتاج لقيادات شبابية تملأ هذه المؤسسات حيوية ونشاط وإخلاص في العمل وتمتلك ما تمتلك من روح الابتكار والإبداع لتغطية طموحات الشباب وان يتم الاهتمام بهم معيشيا ووجاهيا من قبل الوزارة كي يبدعوا أكثر , لا أن تكون القيادات (اكسباير)في الهمم والعطاء فيكونون كالمعلم المريض الذي لا يخرج غير طلابا مرضى للمجتمع ابعد نقطة يصولون لها مستقبلا هي مستشفى الرشاد للأمراض العقلية .
 
وزارة الشباب والرياضة متمثلة بمعالي الوزير ووكلاءه ومدراءه كافة يعون جيدا أهمية تعمير النفوس قبل العمران إن أردنا أن نؤسس لمستقبل شبابي سليم لذلك كانوا ولازالوا يؤكدون على الانفتاح التام على جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات مجتمع مدني وأينما كان الشباب ووجدوا , تعليمات تحتاج لفهم وإدراك عال من قبل الذين ينفذون في عموم محافظات العراق لخطط وبرامج الوزارة لنشرع بجد وبصدق وإخلاص نحو بناء الجيل الجديد بعد أن نخلصه من براثن أفكار الأمس والأخطاء المتوارثة في السلوك والتفكير وجعل الشباب نشيد موحد في الفكر والهدف وتحصين جوهرهم قبل مظهرهم بالتقوى لان في التقوى صدق , والإيمان لان في الايمان عدل وهما أساس المحبة والسلام وكل القيم الفاضلة في المجتمع .... لذا من الآن ...فلنرفع شعار تعمير النفوس أولا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18180
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29