• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات مترابطة في القرآن الكريم (الركوع و السجود) (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات مترابطة في القرآن الكريم (الركوع و السجود) (ح 2)

قوله تعالى "وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا" (البقرة 58) أن السجود مظهر عظيم من مظاهر شكر النعم. قوله سبحانه "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (البقرة 34) ان ابليس رفض السجود لآدم عليه السلام عكس الملائكة نتيجة انانيته واستكباره. جاء في كتاب مصباح المنهاج / الصوم للسيد محمد سعيد الحكيم: قوله تعالى: "وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" (البقرة 125)، بدعوى: أن أمره تعالى بتطهير البيت لا يكون إلا لأن يتعبد فيه بطواف أو اعتكاف أو ركوع أو سجود، لا لمجرد اللبث والمكث ولو لغير العبادة من سكنى أو بيتوتة أو بيع ونحو ذلك كما هو مقتضى مناسبة الحكم والموضوع.
جاء في معاني القرآن الكريم: ركع الركوع: الانحناء، فتارة يستعمل في الهيئة المخصوصة في الصلاة كما هي، وتارة في التواضع والتذلل، إما في العبادة، وإما في غيرها نحو: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا" ﴿الحج 77﴾، "واركعوا مع الراكعين" (البقرة 43)، "وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" ﴿البقرة 125﴾، "الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ" (التوبة 112). سجد السجود أصله: التطامن (التطامن: الانحناء) والتذلل، وجعل ذلك عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو عام في الإنسان، والحيوانات، والجمادات، وذلك ضربان: سجود باختيار، وليس ذلك إلا للإنسان، وبه يستحق الثواب، نحو قوله: "فاسجدوا لله واعبدوا" (النجم 62)، أي: تذللوا له، وسجود تسخير، وهو للإنسان، والحيوانات، والنبات، وعلى ذلك قوله: "ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال" (الرعد 15)، وقوله: "يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله" (النحل 48)، فهذا سجود تسخير، وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبهة على كونها مخلوقة، وأنها خلق فاعل حكيم، وقوله: "ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون" (النحل 49)، ينطوي على النوعين من السجود، التسخير والاختيار، وقوله: "والنجم والشجر يسجدان" (الرحمن 6)، فذلك على سبيل التسخير، وقوله: "اسجدوا لآدم" (البقرة 34)، قيل: أمروا بأن يتخذوه قبلة، وقيل: أمروا بالتذلل له، والقيام بمصالحه، ومصالح أولاده، فائتمروا إلا إبليس، وقوله: "ادخلوا الباب سجدا" (النساء 154)، أي: متذللين منقادين، وخص السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة، وما يجري مجرى ذلك من سجود القرآن، وسجود الشكر، وقد يعبر به عن الصلاة بقوله: "وأدبار السجود" (ق 40)، أي: أدبار الصلاة، ويسمون صلاة الضحى: سبحة الضحى، وسجود الضحى، "وسبح بحمد ربك" (طه 130) قيل: أريد به الصلاة (أخرج عبد الرزاق وغيره عن ابن عباس في الآية قال: هي الصلاة المكتوبة)، والمسجد: موضع الصلاة اعتبارا بالسجود، وقوله: "وأن المساجد لله" (الجن 18)، قيل: عني به الأرض، إذ قد جعلت الأرض كلها مسجدا وطهورا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نصرت بالرعب، وأوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتح خزائن الأرض فتلت في يدي).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: وقوله "تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً" (الفتح 29) الركع والسجد جمعا راكع وساجد، والمراد بكونهم ركعا سجدا إقامتهم للصلاة، و "تَراهُم" يفيد الاستمرار ، والمحصل: أنهم مستمرون على الصلاة، والجملة خبر بعد خبر للذين معه. وقوله "يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً" الابتغاء الطلب، والفضل العطية وهو الثواب، والرضوان أبلغ من الرضا. والجملة إن كانت مسوقة لبيان غايتهم من الركوع والسجود كان الأنسب أن تكون حالا من ضمير المفعول في "تَراهُمْ" وإن كانت مسوقة لبيان غايتهم من الحياة مطلقا كما هو الظاهر كانت خبرا بعد خبر للذين معه. وقوله "سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (الفتح 29) السيما العلامة و "سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ" (الفتح 29) مبتدأ وخبر و "مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" (الفتح 29) حال من الضمير المستكن في الخبر أو بيان للسيما أي إن سجودهم لله تذللا وتخشعا أثر في وجوههم أثرا وهو سيما الخشوع لله يعرفهم به من رآهم ، ويقرب من هذا المعنى ما عن الصادق عليه‌السلام أنه السهر في الصلاة. وقيل: المراد أثر التراب في جباههم لأنهم كانوا إنما يسجدون على التراب لا على الأثواب. وقيل: المراد سيماهم يوم القيامة فيكون موضع سجودهم يومئذ مشرقا مستنيرا. والركوع هو الهيأة المخصوصة في الإنسان، ومنه الشيخ الراكع، ويطلق في عرف الشرع على الهيأة المخصوصة في العبادة، قال تعالى "الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ" (التوبة 112) وهو ممثل للخضوع والتذلل لله، غير أنه لم يشرع في الإسلام في غير حال الصلاة بخلاف السجدة. ولكونه مشتملا على الخضوع والتذلل ربما أستعير لمطلق التذلل والخضوع أو الفقر والإعسار الذي لا يخلو عادة عن التذلل للغير.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=182294
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29