• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ازدواجية الغرب تجاه الإسلام  .
                          • الكاتب : علا الحميري .

ازدواجية الغرب تجاه الإسلام 

 

"حرية الرأي وحرية التعبير" وغيرها من المفردات والمصطلحات التي طالما تغنى الغرب بتطبيقها، ورددها على مسامعنا كثيرًا لدرجة التشدق، وطالب غيره بتطبيقها. 
مصطلحات ومفردات رنانة أبهرت المعجبين بالتجربة الغربية، وصدقها كثير من الباحثين عن الحريات، لكن هل يطبق الغرب هذه المصطلحات بحذافيرها ويمنحها للجميع! ام إنها لفئة معينة او شعب بعينه او قضية معينة دون غيرها!


نلاحظ ازدواجية الغرب في تعاملهم مع بني البشر ولاسيّما المسلمين حيث جبلوا على معاداتهم للإسلام والمسلمين، ومظاهر هذه الازدواجيّة كثيرة ومتنوعة – نذكر هنا على سبيل «حرية الرأي والتعبير» التي يتشبث ويتذرع بها الغرب و يسيئ إلى الإسلام ومقدساته – ولكنه يتجاهلها تمامًا عندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى الديانات الأخرى – فهو لا يحتملها بأي شكل.

يتعرض المسلمون اليوم لشتى أنواع المضايقات بسبب القوانين الجارية في البلدان الأوربية، فهي تناقض نفسها من جهة تدافع عن حرية التعبير وحرية الاديان واحترامها لكافة المعتقدات، وعندما يصل الامر لإهانة وانتهاك مقدسات مليار مسلم، تشيح النظر، وما جرى أخيراً في السويد من موافقة حكومتها على انتهاك حقوق المسلمين وعدم احترام معتقداتهم والسماح لمعتوه بانتهاك حرمة القرآن الكريم، ماهو إلا دليل على ازدواجية الغرب تجاه المسلمين وسياسة الكيل بمكيالين بالمقارنة مع تفاعله مع أمور اخرى، فعلى سبيل المثال عندما يقدم احدهم على حرق علم إسرائيل او حرق علم الشواذ او شيء اخر يتعلق بديانة أخرى نجد دفاع الغرب المستميت واداناتهم للفعل لكن ماذا لو تعلق الامر بالإسلام!

التاريخ والواقع المعاصر يذخران بالعديد من الأمثلة التي تترجم حجم التناقض في المواقف لدى الغرب وخير مثال على ذلك ما حدث إبان أزمة الرسوم المسيئة لخير خلق الله محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث اعتبر البعض أن للصحفي وللصحيفة التي نشرت هذه الرسوم مطلق الحرية في التعبير عن رأيهما، ولم تعتبر أن تلك الرسوم المسيئة قد تكون عنصرية وبمنزلة التمييز ضد  المجتمع المسلم الذي يوقر نبيه وتنجرح مشاعره من الإساءة له!
لكن الغرب في موقف أخر مشابه لا يعترف بحرية الرأي والتعبير ويتجاهلها تمامًا، فعندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى عيسى المسيح – عليه السلام – فهو لا يحتملها بأي صورة؛ فالجريدة “Jyllands Postery” التي نشرت صورًا كاريكاتيرية مسيئة إلى نبينا محمد – صلى الله عليه و آله - كانت قد رفضت عام 2003م كاركاتيرًا يسيء إلى المسيح – عليه السلام – وكان محرر الجريدة  “Christoffer zieler” بَرَّرَ رفضه له قائلاً: إنه لا يعتقد أن تلك الصورة مضحكة فقط؛ بل هي مسيئة للمشاعر الدينية للمسيحيين.

واخيرا لو كان الغرب يدعون فعليا تطبيق حقوق الإنسان،  عليهم أن يسنوا قوانين تحترم جميع الأديان والمعتقدات، وتجرّم التعدي عليها، بدلًا من النيل من المسلمين تحت ذريعة حرية التعبير، كما خاطبتهم المرجعية الدينية العليا (ادام الله ظلّ سيدها علينا) برسالته للأمين العام لمنظمة الامم المتحدة إبان حادثة الاعتداء على نسخة من القرآن الكريم بترخيص من الشرطة السويدية حيث نوه سماحته إلى " إن المرجعية الدينية العليا إذ تبدي إدانتها واستنكارها لما وقع تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات فاعلة بمنع تكرار أمثاله ودفع الدول الى إعادة النظر في التشريعات التي تسمح بوقوعها، وتدعو الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين الجميع."




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=183840
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5