ماذا تعني حرية المرأة؟ و هل لها حدود؟ وكيف تكون؟
أسئلة تتردد كل يوم عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة والنسوية وغيرها، وكل يفسرها بحسب ماتهواه نفسه...
يُتهم الدين الإسلامي بأنه بخس المرأة حقوقها، ولم يعطها حريتها الكافية لممارسة حياتها الطبيعية، والهدف من التركيز على هذا الاتهام هو تشكيك المرأة المسلمة بالمكانة التي وضعها فيها الإسلام، ولغرض نشر أفكار شاذة عن المجتمع الإسلامي، ومن المؤسف وجود قسم من النساء المسلمات ذهبن خلف هذا الرأي بصورة مبالغة بها، فوقعن في مصيدة المطالبة بالتحرر بدلا من نيل الحرية، فهنالك فرق كبير بين التحرر والحرية، فالحرية هي التخلص من دائرة قيود المعتقدات الخاطئة والوقوف أمام كل الأفكار والأقوال التي تحد من تطوير المرأة في بناء شخصيتها ومستقبلها وكيانها.
أما التحرر فهو الخروج من دائرة الحرية إلى طريق لا عودة منه، وهو الميل عن طريق الحق والمطالبة بأمور بعيدة كل البعد عن الحرية.
الحرية التي يريدها الإسلام للفرد المسلم بصورة عامة هي- ان تراعي قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
فالحرية التي أعطاها الإسلام في إطار المعقول وليست حالة من حالات انعدام المسؤولية، أما حرية مطلقة فتعني فوضى مطلقة ولا يقبل بها عاقل متدبر، ونجد الكثير ممن يحاول أن يستغل مفهوم الحرية ويسخرها لأجل مصالحه وأهوائه، فيعطي بعض الألفاظ البراقة لأجل أن يحرف ذلك المفهوم ويفرغه من معناه الحقيقي.
وما نلاحظه اليوم من انتشار بعض الأفكار والسلوكيات المبتذلة والبعيدة عن مبادئنا وقيمنا مثل إقامة علاقات غير مشروعة دينيا وأخلاقيا، وهتك الحرمات، وتفكك الأسر، وهدم العلاقات الاجتماعية باعتبارها حرية فهل
هذا حرية أم فوضى ؟!
وقد أصيبت بعض النساء بهوس المطالبة بالحقوق والحرية، ووصل الهوس بهن إلى المطالبة بأمور تفقدهن حريتهن وتقيدهن أكثر من دون شعور؛ وذلك لكونهن يطالبن بحريتهن من دون معرفة معنى الحرية بالصورة الصحيحة، فيقعن في فخ عبودية التحرر.
إن معنى الحرية للمرأة هو أن يكون لها شخصيتها المستقلة في المجتمع، وأن تعيش حياة كريمة، وتختار حياتها وشريك حياتها بنفسها من دون أية ضغوط، وأن يكون لها دورها الفعّال في المجتمع سواء في البيت أو في العمل، وتكمل تعليمها وتحظى باحترام الجميع، لكن هذا كله يكون وفق قوانين يجب أن تطبق، فكلما كانت هذه الحرية مصانة، ومضمونة، كان عطاء المرأة أكبر وازدهارها.
|