• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المهدي ، المعتقد والمستند / ٨ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

المهدي ، المعتقد والمستند / ٨

[ ومما يجدر أن نذكره في هذا الصدد ونذكر أنفسنا به أنه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ (المهدي) ، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم ، وما يجب عليهم من نصرته والجهاد في سبيله والأخذ بأحكامه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية ، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) . فلا يجوز له التأخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي ، فإن هذا لا يسقط تكليفا ، ولا يؤجل عملا ، ولا يجعل الناس هملا كالسوائم ] . عقائد الامامية ص٨٠

انتظار الإمام المهدي هي الوظيفة الشرعية الملقاة على عاتق المسلم في زمن الغيبة ، ولهذا لا يُفهم من الانتظار المفهوم السلبي الذي يشلّ حركة المكلّف ويعطلّ فيه طاقاته ، وإنما العكس من ذلك ، فقد رتّب الانتظار عليه تكاليفاً إضافية ومهامّاً ومسؤوليات جديدة فوق تكاليفه الإسلامية الأخرى .

الانتظار هو دور المسلم في ملفّ تعجيل ظهور الإمام المهدي ، وهو الأسلوب الذي يحافظ به على عقيدته في هذه الفترة ، وهو كذلك الطريق الوحيد الموفِّق للالتحاق بقيام المهدي والفوز بكرامة دولته .. فعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : ( من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجرِ من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة ) البحار ج٥٢ ص١٤٠ .

الانتظار وفق أسسه وشروطه هو أفضل العبادة كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : ( قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : أفضل العبادة انتظار الفرج ) كمال الدين واتمام النعمة ج١ ص٢٨٧ . وعن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنه قال : ( من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأُحد ) كمال الدين للصدوق ٣٢٣ / ح ٧

ولو أردنا إعطاء بعض أهم تفاصيل أداء هذه العبادة وهذا الدور المهم من أدوار القضية المهدوية نقول :

١. التمسك بالعقيدة وتعزيز الإيمان والثبات على المذهب الحق المتمثل بولاية محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعا .
٢. التزام لباس الورع والتقوى وعدم الانجراف وراء مزالق الشيطان وغروره .
٣. أن تكون لنا مع الامام المهدي علاقة خاصة ، على المستوى الفردي أو الجماعي ، أن ننظر بقضيته ونتسلح بالثقافة المهدوية الحقة والموثوقة المصدر وأن لا ننجرف وراء الدعوات المهدوية المشبوهة ، أن ندعوا الله له بالفرج وأن يكون الامام عليه السلام حاضراً في جميع أعمال الخير التي نوفق لها ..
٤. أن نتوقع الظهور المقدس في أي لحظة وأن نكون على أتم الاستعداد لذلك .
٥. التمسك بالعلماء الربانيين العاملين ، والرجوع الى الفقهاء بكل صغيرة أو كبيرة ، فهم حجة الله علينا في زمن الغيبة والامام المهدي حجة الله عليهم كما ورد في التوقيع الشريف .

يتبع




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=191328
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 25