• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجناس المحرف في القرآن الكريم (عالمين أو عالم بفتح اللام وكسرها) (ح 5) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الجناس المحرف في القرآن الكريم (عالمين أو عالم بفتح اللام وكسرها) (ح 5)

جاء في معجم المصطلحات البلاغية و تطورها للمؤلف احمد مطلوب: المشبّه بالتّجنيس: المشبّه بالتجنيس هو الجناس الناقص، و قد سمّاه كذلك ابن الأثير الحلبي و قال: (و أما المشبّه بالتّجنيس فهو النوع المسمّى بالجناس الناقص). و قسّمه الى ثمانية أقسام: جناس المغايرة، و جناس المماثلة، و جناس التصحيف، و جناس التحريف، و جناس التصريف، و جناس الترجيع، و جناس العكس، و جناس التركيب. و قسّم ابن قيّم الجوزيّة الجناس الى حقيقي و مشبّه بالتجنيس‌ و يريد بالحقيقي الجناس التامّ، و بالثاني: المماثل و المغاير و التصحيف و التحريف و التشكيل و العكس و التركيب و التصريف و الترجيع.

جاء في موقع ألفاظ القرآن: الْعَالَمِينَ: ملحق بجمع المذكر السالم، واحده عالَم بفتح اللام: اسم جمع لجميع المخلوقات: 61 مرة في القرآن: مرتان في سورة يونس (ربّ العالمين) ثلاثة مواضع وحيدة: (بما في صدور سلام على نوح في على نساء) العالمين + ثلاث مرات (عنِ العالمين) + خمس مرات (مِن العالمين) + ثمان مرات (على العالمين) + 42 مرة (ربّ العالمين): أربع مرات بزيادة اللام (لرب العالمين)، أربع بزيادة الباء (برب العالمين)، وأربع وثلاثون بدون زيادة + لِّلْعَالَمِينَ: اثنتا عشرة مرة = (61+12) = 73 مرة.

جاء في منتديات براق عن الجناس للكاتب وسام اليمني: الجناس المحرف: قوله تعالى يذكر قدرته التامة، وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات على اختلاف أشكالها، وألوانها، وحركاتها، وسكناتها من ماء واحد، فقال: "والله خلق كل دابة مـن ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومـنهم مـن يمشـي علـى أربـع يـخلـق الله ما يشاء إن الله عـلى كـل شيء قدير" فالذي يمشي على بطنه كالحية وما شاكلها، ومن يمشي على رجلين كاﻹ‌نسان والطير، ومن يمشي على أربع كاﻷ‌نعام وسائر الحيوانات، ولهذا قال تعالى: "يخلق الله ما يشاء" أي بقدرته ﻷ‌نه ما شاء كان ولم يشأ لم يكن. وجناس التحريف هنا وقع بين (مـن) اﻷ‌ولى في اﻵ‌ية، وهي حرف جر، وبين (مـن) المتكررة في اﻵ‌ية، وهي نكرة موصوفة المطلقة على من يعقل، ومن ﻻ‌ يعقل، ﻻ‌ختلا‌طها مع من يعقل في صدر اﻵ‌ية، ﻷ‌ن عموم اﻵ‌ية يشمل العقلاء وغيرهـم، فغلب على الجمع حكم العاقل. ومثله أيضا قوله تعالى: "وننزل من السماء مـن جبال" فالجناس بين (مـن) اﻷ‌ولى، وهي ﻻ‌بتداء الغاية، أي ابتداء اﻹ‌نزال من السماء، (ومـن) الثانية للتبعيض، أي بعض جبال منها. ونذكر من أمثلة الجناس المحرف في اﻷ‌سلوب النبوي، قول الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم كما حسَّنت خَلقِي فحسن خُلُقِي). فالجناس وقع بين (خَلقِي) و (خُلُقِي). فالحروف هنا متساوية* في اللفظتين، زفي تركيبهما، ونوعها، ولكنها مختلفة في هيئتها. ومثله أيضا قوله صلى الله عليه وسلم حيث وقع الجناس بين (صلوا) و (صلوا) في قوله أول ما وصل إلى المدينة المنورة ﻷ‌صحابه: (أفشوا السلام، وصلوا اﻷ‌رحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلا‌م).

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن كلمة عالمين أو عالم بكسر اللام في القرآن الكريم "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ" ﴿الأنعام 73﴾ عالم اسم، والله سبحانه هو الذي خلق السموات والأرض بالحق، واذكر أيها الرسول يوم القيامة إذ يقول الله: (كن)، فيكون عن أمره كلمح البصر أو هو أقرب، قوله هو الحق الكامل، وله الملك سبحانه وحده، يوم ينفخ المَلَك في (القرن) النفخة الثانية التي تكون بها عودة الأرواح إلى الأجسام. وهو سبحانه الذي يعلم ما غاب عن حواسكم -أيها الناس - وما تشاهدونه، وهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها، الخبير بأمور خلقه. والله تعالى هو الذي يختص بهذه الأمور وغيرها بدءًا ونهاية، نشأة ومصيرًا، وهو وحده الذي يجب على العباد الانقياد لشرعه، والتسليم لحكمه، والتطلع لرضوانه ومغفرته. قوله عز من قائل "قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ" ﴿يوسف 44﴾ بِعَالِمِينَ: بِ حرف جر، عَالِمِينَ اسم، قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها، وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين.

ان العلم يذهب بذهاب اهله كما قال الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العلماء لكن يقبض العلم بقبض العلماء). فالكتاب الذي يحمله الطالب ويأتي به الى المدرسة لا قيمة له بعدم وجود معلم. وقد شبه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم العلماء كالنجوم فعندما تذهب يضل من يهتدي بها كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة).

جاء في اذاعة طهران عن الجناس في نهج البلاغـــة – القسم 3: وقد جيء بالتجنيس الناقص بين لفظتي (نومكم) و (يومكم) علي أساس التشابه في رسم الخط لحروف اللفظتين، وذلك في قوله موصياً بالتقوي: " أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ... أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ، واقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ. ولاشك في أنّ لكلّ تلك العناصر أثرها الواضح في إغناء العبارة بالجرس وتقويته إمعاناً في شدّ المتلقّي للتأثير فيه وبلوغ المراد من الهدف الأهم من الخطابة وهو الإقناع، لأنّ أكثر مظاهر الجناس في كلام الإمام عليه السلام جاءت في فنّه المسموع وهو الخطابة، وقلّت في فنّه المقروء وهو الكتب والرسائل. وقريب من جناس التصحيف نوعٌ آخر من الجناس اصطلح عليه علماء البلاغة باسم جناس التحريف، وهو أيضاً يعدّ من أنواع الجناس الفنيّة التي تُظهر براعة المتكلّم والأديب في التصرّف بفنون الكلام وإخراجه علي قدر كبير من الطرافة والتأثير، وممّا جاء من هذا الضرب من التجنيس في نهج البلاغة قول أمير المؤمنين عليه السلام: " فإنّ التقوي في اليومِ الحِرزُ والجُنَّةُ، وفي غدٍ الطريقُ إلي الجَنّة. فالجُنَّة وهي ما يتّقي به من درع ونحوه، تماثلُ الجَنَّةَ في الحروف ولكن تختلفان في تشكيل حرف الجيم فيهما. ومن الأمثلة الجميلة والطريفة الأخري لهذا النوع من الجناس في النهج، قوله في خلقة الطاووس: فإن شبَهتَه بما أنبتت الأرضُ قلتَ جَنَيً جُنِيَ من زهرة كلِّ ربيع. فالجَنَي هو الثمر الذي حان قطافُه و (جُنِيَ) فعل مبنيّ للمجهول، ومن البيّن أنّ هذه التجنيسات كانت من آليات التنغيم في كلام الإمام عليه السلام وأسباب تقوية جرس ألفاظه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192663
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 25