• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحجر الأسود : جوهرة الجنة في الأرض / ٥ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الحجر الأسود : جوهرة الجنة في الأرض / ٥


وثمة مقاربة كبيرة بين ( الحجر الأسود ) في العقيدة والتاريخ الإسلامي من جهة وبين ( حجر الزاوية ) في العقيدة والتاريخ المسيحي ..
فقد تكرر في كتبهم المقدسة ( العهد القديم والجديد ) مصطلح حجر الزاوية ، وهو تعبير كنائي بالنسبة لهم .. فلما كان حجر الزاوية عند البنّائين من أهمّ عناصر البناء القديم ، وينبغي أن يكون حجراً قوياً تتم من خلاله عملية ربط جدارين بإحكام ، فإن نفس هذا المعنى عندهم فيه إشارة الى دور ومكانة المسيح عليه السلام ، وأنه حجر الزاوية الذي يربط بين الناسوت واللاهوت .. أي بين الأرض والسماء .
وتشير بعض نصوصهم المقدّسة الى أن البنّائين قد رفضوا هذا الحجر وأهملوه ولم يضعوه في ركن البناء ، إشارة الى علمائهم الذين فرّطوا بالمسيح عليه السلام ولم يحافظوا عليه ..
فمن نصوصهم المقدسة : [ قالَ لهم يسُوع : أَما قرأْتُم قطُّ في الكُتب : الحجر الَّذي رفضَهُ الْبنَّاؤونَ هو قد صارَ رأْس الزَّاويةِ من قبل الرَّبِّ ، كان هذا وهو عجيبٌ في أعيننا ! ، لذلك أَقُولُ لكم : إِنَّ مَلكُوتَ اللهِ يُنزَعُ منكم وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تعملُ أَثماره . ومن سقط على هذا الحجر يترضض ، ومن سقط هو عليه يسحقه ] .

وربط الحجر الأسود في الإسلام مع حجر الزاوية في المسيحية يمكن أن يكون بعدد من الجهات :

١. الحجر الأسود موضوع في إحدى زوايا وأركان الكعبة المشرفة ، فيمكن أن نسمّيه حجر الزاوية بالنسبة للكعبة .
٢. العلاقة بين الحجر الأسود وائمة الحق وخلفاء الله الشرعيين - كما ذكرناها - تشابه عملية الربط الكنائي بين حجر الزاوية والمسيح ع .
٣. الحجر الأسود يمثل يمين الله في الأرض لمن أراد تجديد العهد والميثاق والبيعة لله جل وعلا - كما ذكرت الروايات - ، وكذلك حجر الزاوية عندهم يمثل حلقة الوصل بين الناسوت واللاهوت .
٤. عدم معرفة قيمة الحجر الأسود من قبل خلفاء وائمة الجور كما ذكرت الروايات تشبه فكرة رفض البنائين لحجر الزاوية وأنهم لم يضعوه في مكانه المخصص وأنهم قد فرطوا به .

ولا بد من الإشارة الى أن الحجر الأسود موجود منذ أبينا آدم عليه السلام ، وعلاقته بالانبياء والرسل هي بلا استثناء بحسب ما نفهم من إطلاق النصوص الشريفة والتي ذكرنا بعضها في هذه السلسلة ، وعليه فإن تكرار فكرته في أكثر من دين هو دليل على صحّة وأصالة العقيدة وقِدمِها ، لأنها لا تخص ديناً دون آخر .. فلا يأتي شخص ويتندر ويقول أن فكرة الحجر الأسود من الاسرائليات أو أنها قد تسربت لنا ديانات أخرى .. بل توجد الكثير من العقائد والأفكار المشتركة بين جميع الديانات السماوية . قال تعالى ( ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ ) الشورى ١٣




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194234
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 24