البعض صارله يومين محترگ ذيله ويدافع بكل قوة عن أدعياء الفقاهة والمرجعية!
وهنا نسجل بعض النقاط :
١ - نحن - كأتباع المرجعية - لا نرفض كل مَن أُشير إليه بمقام علمي وديني ما (حتى لو كنّا نختلف معه ببعض الجزئيات)، ولكن بشرط أن تكون المثبِتاتُ لذلك المقام مثبتاتٍ شرعية وعقلائية، وليس مجرد حشو وادّعاءات على طريقة التعريف بالأخفى!!
٢ - لا أحد ينكر وجود المزيفين ممن يدّعي المقامات العلمية والدينية، ووفق ذلك لا بدّ من التثبّث والتحرّي عن ذلك وبأقصى مستويات الدقة، إذ لا يخفى خطر وحساسية الموقف من هذا الأمر، فلا يلام المتحري المدقق، بل اللوم يقع على التائه المتخبّط الذي يقبل كلّ دعوى.
٣ - إنّ بعض (المحترگة ذيولهم) قد تكون نواياهم حسنة، لكنهم تائهون، لم يميزوا بين الفقيه الصالح والمدعي الطالح، ولعل بعض العواطف غلبت عقولهم فاختلطت عليهم الأمور، وإن زوّقوا بعض تلك الاختلاطات ببعض التعابير والمصطلحات.
٤ - إنّ طرق إثبات الفقاهة والمرجعية واضحة في الوسط العلمي ووسط المتدينين، فإنّ من لا يسعه التقييم العلمي (وهذا شأن عامة الناس) فعليه الرجوع لذوي الخبرة والعلم المأمونين، ورأيهم واضح جداً في بعض الأسماء المطروحة، وما حصل في اليومين الفائتين وتفاعل الحوزة مع أحد الأعلام دون تفاعلها مع غيره دليلٌ واضح على قبول الوسط العلمي للعالم دون غيره (وقد رأينا من شيّع العالم الفاضل ومن شيّع غيره وصلّى عليه).
أما كون فلان لديه دورة فقهية أو دورة أصولية أو تفسير أو ما شاكل ذلك فهذا لا يُقدّم ولا يُؤخر من حيث إثبات الفقاهة لدى عامة الناس، بل إنّ بعض المعروفين بالانحراف والدعاوى الفارغة لديهم دورات ودورات، فليس كل مكتوب ذا قيمة ما لم يشهد برصانته ذوو العلم والخبرة.
ثم ليس العلم كل شيء في المسألة، فهناك شيء اسمه الاستقامة والتقوى والاتزان والزهد بالمقامات وعدم اللهث خلفها.
٥ - على أتباع المراجع العدول أن يعرفوا ممن يأخذوا ثقافتهم الدينية والحوزوية ولا يركنوا إلى أي متحدث (حتى لو أعجبهم طرحُه بدواً) إلا بعد معرفة :
تأريخه من حيث الاتّباع (هل يتّبع مرجعاً حقيقياً؟)
وحاضره (هل له علاقات ببعض الأدعياء للمرجعية؟)
هل هو معروف بالوثاقة لدى الأساتذة المعروفين في الحوزة؟
وهكذا من الأمارات التي لابد من تحققها لكي يكون موثوقاً ويصح أخذ الثقافة الدينية منه وتطمئن له النفس عندما يُقيِّم حوزوياً (على قدره)، فقد يأخذ الشخص شوطاً طويلاً في الطرح الجيد ثم بعد أن تطمئن له نفوس الشباب يبدأ بالترويج لمتبنياته الخاصة والتي قد لا تنسجم مع القواعد العلمية والدينية.
فيا إخوتي مهلاً مهلا.
|