• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقالات في مناقب المرتضى 31 :الإمام علي «عليه السلام» في القرآن .
                          • الكاتب : حامد كماش آل حسين .

مقالات في مناقب المرتضى 31 :الإمام علي «عليه السلام» في القرآن

مقدمة:

لابد من الإشارة إننا في هذه المقالات ليس الغرض منها أضافة شيء جديد بخصوص المناقب والفضائل الخاصة بالإمام علي «عليه السلام» أو نأتي بقراءة جديدة لها، وإنما الغرض منها هو ذكر وتوضيح وأثبات تلك المناقب والفضائل ورفع بعض الشبهات عنها وكذلك رد من يحاول تفريغ تلك المناقب من خصوصيتها ومضمونها، وذلك بالاستعانة بمختلف المصادر والنقل عنها.

ومن المعلوم ان ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» بلغت من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم كل الجهود التي بذلت في ذلك.

· قال الخليل بن أحمد الفراهيدي وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(1)

· وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي)).(2)

ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ورغم كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، وقد تكلمنا في مقالات سابقة عن:

1. لقب «أمير المؤمنين»

2. لقب «قائد الغر المحجلين».

3. لقب «يعسوب الدين».

4. لقب «أبو تراب».

5. لقب «إمام المتقين».

6. منقبة «وليد الكعبة».

7. لقب ومنقبة وصفه بـــ«السيد».

8. منقبة «قسيم الجنة والنار».

9. منقبة «أول من أسلم».

10. لقب «الصديق».

11. لقب «الفاروق».

12. لقب «سيف الله المسلول».

13. لقب «ساقي الحوض».

14. لقب «ذي النورين».

15. لقب «باب مدينة العلم».

16. لقب «صاحب بيعة الغدير».

17. لقب «حامل لواء الحمد».

18. منقبة «علي مع الحق والحق مع علي».

19. منقبة «ان حب الإمام علي إيمان وبغضه نفاق».

20. لقب «سيد الثقلين»:

21. منقبة «إن الإمام علي بمنزلة الكعبة يؤتى ولا يأتي».

22. منقبة «المبيت على فراش النبي ليلة الهجرة».

23. منقبة «هجرة أمير المؤمنين علانية».

24. منقبة «حديث المؤاخاة».

25. منقبة «حديث الراية».

26. منقبة أنه «قاتل المشركين».

27. منقبة «رجحان ايمان الإمام علي على السموات السبع»

28. منقبة «حديث المنزلة».

29. منقبة «تشبيه الإمام علي بالانبياء».

30. لقب وصف الإمام علي بــ«تاج البكائين».

واليوم نتكلم عن الإمام علي «عليه السلام» في القرآن:

تمهيد:

لقد اختص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» بالكثير من السور والآيات التي بينت فضله ومنزلته وخصائصه ومكارم أخلاقه ووجوب طاعته.

وان الحديث عن الإمام علي «عليه السلام» والآيات التي نزلت بحقه «عليه السلام» حديث طويل وذلك لمكانة الإمام علي «عليه السلام» فهو حافظ سر القرآن الكريم، والمظهر الاسمى لفهم هذا الكتاب الالهي، وانه قرين هذا النداء السماوي، ولسانه الناطق، وارتباطه به ارتباط وثيق لا ينفك، ويظل هذا الارتباط قائماً الي يوم القيامة، والميعاد على حوض الكوثر.

وهناك العديد من الروايات التي تذكر إجمالاً مقدار ما نزل من القرآن الكريم في أهل البيت «عليهم السلام»، منها:

1. ((... عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن القرآن أربعة أرباع، فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع في أعدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، وإن الله أنزل في علي كرائم القرآن)).(3)

2. ((... عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين «عليه السلام» يقول: نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام)).(4)

3. ((... عن أبي بصير، عن الإمام أبي جعفر «عليه السلام» قال: نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام)).(5)

4. ومن طرق أهل السنة والجماعة ما ذكره الحاكم الحسكاني واليعقوبي: ((... عن الأصبغ بن نباتة، عن الإمام علي «عليه السلام» قال: نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القران)).(6)

وعدد آيات القرآن الكريم حدود ستة آلاف آية، وهذا يعني أنه ما بين ألف وخمسمائة آية «ربع القرآن» وألف آية «سدس القرآن» نزلت في حق أهل البيت «عليهم السلام»، وهذا يدل على محورية أهل البيت «عليهم السلام» في الإسلام، حيث إن القرآن الكريم هو الكتاب والمعجزة الخالدة، والله عز وجل لا يحابي أحداً من الخلق، فلماذا هذا الاهتمام الكبير بهذه الصفوة من الخلق «عليهم السلام»، وتعبير الرواية بـ«عدونا» أيضاً يشير إلى أن القرآن يعتبر أعداء أهل البيت «عليهم السلام» أعداء للإسلام.

وكما ان هناك مجموعة من الروايات تؤكد أنه لم ينزل في أحد من الصحابة شيء كما نزل في الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام»، منها:

- ((... عن يزيد بن روان قال: ما نزل في أحد من القرآن ما نزل في علي بن أبي طالب)).(7)

- ((... عن ابن عباس: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي «عليه السلام»)).(8)

وهناك عدة روايات تحدد مقدار ما نزل في الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» خاصة دون اشتراك أحد معه:

- ((... عن مجاهد: نزلت في علي «عليه السلام» سبعون آية ما شركه في فضلها أحد)).(9)

- ((... عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزلت في علي «عليه السلام» ثمانون آية صفوا في كتاب الله ما شركه فيها أحد من هذه الأمة)).(10)

- ((... عن ابن عباس قال: نزلت في علي «عليه السلام» اكثر من ثلاثمائة آية في مدحه)).(11)

وبعد فأنه من كل هذا يتأكد لنا ان الإمام علي «عليه السلام» مذكور في القرآن الكريم بكثرة، ونزول هذه الآيات الخاصة في الإمام علي «عليه السلام» تؤكد محورية الإمامة في القرآن الكريم كما يراه الشيعة.

بالإضافة إلى ما تقدم من عدد ما نزل من آيات في حق الإمام علي «عليه السلام» فقد وردت روايات أن الإمام علي «عليه السلام» هو أمير كل آية تبدأ بــ(يا أيها الذين آمنوا):

- روي عن ابن عباس عن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»: ((ما أنزل الله تعالى آية «يا أيها الذين آمنوا»، إلا وعلي رأسها وأميرها)).(12)

- في تفسير فرات الكوفي وابن مردويه عن ابن عباس قال: ((ما نزلت «يا أيها الذين آمنوا» إلا كان علي بن أبي طالب «عليه السلام» رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب النبي «صلى الله عليه وآله» فما ذكر علياً إلا بخير)). (13)

وهذه الرواية مروية بطرق مختلفة من طرق العامة عن الإمام علي «عليه السلام» وابن عباس وعن حذيفة كلهم عن النبي «صلى الله عليه وآله»، وبتعابير مختلفة، وهذه الروايات تثبت اللقب الخاص للإمام علي «عليه السلام» وهو «أمير المؤمنين»

وبعد:

فقد عرفنا أن للإمام علي «عليه السلام» حضوراً في القرآن الكريم، وهذا الحضور لا يمكن تفسيره أنه مجرد مدح من القرآن له، بل للإشارة إلى مقامه «عليه السلام» في الإسلام ومنصبه من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وتكفي آية واحدة لبيان ذلك فما بالك بمئات الآيات المشتركة والخاصة، وهي آيات متفق على ثبوت كثير منها، وواضحة المعنى لمن صفا قلبه وكان منصفاً.

وحقيقة ان الآيات النازلة بشأن أمير المؤمنين علي «عليه السلام» كثيرة لا يمكن إحصاؤها إلا بتأليف كتاب مفصل، وقد اهتم قدامى المحدثين والمفسرين بإفراد موضوع ما نزل من القرآن في الإمام علي «عليه السلام» بالتصنيف والتأليف، فقد أّلف جماعة من علماء أهل السنة كتباً تحتوي على الآيات النازلة بحق الإمام علي «عليه السلام» أو بحق أهل البيت «عليهم السلام»، مثل كتاب « شواهد التنزيل » للحاكم الحسكاني، وكتاب « ما نزل في علي «عليه السلام» من القرآن» للحافظ أبي نعيم الاصفهاني وغيرها الكثير ...

وسوف نذكر في عدة مقالات متتالية باقة من الآيات التي نزلت في الإمام علي «عليه السلام» حيث لا يسعنا ذكر جميع الآيات التي نزلت ..

وختاماً:

فان هذا التمهيد قد خصص للحديث عن السور والآيات النازلة في حق الإمام علي «عليه السلام» اجمالاً قبل الخوض بشكل مفصل عن بعض السور والآيات المختارة والنازلة في حق الإمام علي «عليه السلام» ونختم هذا التمهيد بقول الشاعر وهو يشير بأبيات له إلى عدة مناقب وفضائل العترة الطاهرة مما نزل به القرآن الكريم في سورة الشورى وهل أتى والأحزاب ...

هم العـــــروة الوثـــقى لمعتصم بها ...

مناقبـــــهم جـــــاءت بــوحي وإنزال

مناقب في الشورى وسورة هل أتى ...

وفــي سورة الأحزاب يعرفها التالي

وهــــم أهل بيت المصطفى فودادهم ...

على الناس مفروض بحكم وإسجال

فضـــــائلهم تعـــــلو طـــــريقة متنها ...

رواة عـــــلوا فيـــــها بشـد وترحال

وسوف نتاول في المقالات القادمة بعض السور والآيات التي نزلت في الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» بشيء من التفصيل ان شاء الله ...

الهوامش:

(1). تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.

(2). فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.

(3). تفسير فرات الكوفي ص249، شواهد التنزيل ج1 ص5.

(4). الكافي، للكليني ج2 ص627.

(5). الكافي، للكليني ج2 ص628.

(6). شواهد التنزيل ج1 ص57 ، تاريخ اليعقوبي ج2 ص136.

(7). تفسير الثعلبي ج2 ص279، شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص54، العمدة لابن البطريق ص350.

(8). مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص217، شواهد التنزيل ج1 ص52.

(9). الخصال للصدوق ص581، شواهد التنزيل ج1 ص52، المناقب لابن مردويه ص217.

(10). الخصال للصدوق ص592، شواهد التنزيل ج1 ص55.

(11). المناقب لابن مردويه ص217، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج6 ص219، تاريخ مدينة دمشق ج42 ص364.

(12). المناقب لابن مردويه ص219، المناقب للخوارزمي ص267، الدر المنثور للسيوطي ج1 ص104، فيض القدير للمناوي ج3 ص60، كنز العمال ج11 ص604.

(13). المناقب لابن مردويه ص220، تفسير فرات الكوفي ص49، بحار الأنوار ج35 ص347.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=196167
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5