سعادة المونسنيور (توما عادوا) رئيس أساقفة أورمينا
سبق وأن طلبت منك إقالتي عن وظائفي الكهنوتية بعدما كبر بروحي سؤال كبير، لم استطع أن أتجاهله أو أتغافل عنه، هل الديانة المسيحية هي ديانة الله الصحيحة؟
وشرحت لك كيف عزلت نفسي عن الدنيا في صيف 1900م في منزلي الصغير في حقول العنب (ديجالا) لقد مكثت شهرا كاملا أصلي واتأمل الكتب المقدسة بنصوصها الأصلية، وحين انتهت أزمتي خرجت بفكرة كتابة طلب استقالة رسمية، شرحت لك فيها وبصورة صريحة عن أسباب التخلي عن وظائفي الكهنوتية، وبدل أن تفهم ظرفي سعيت للتعبير عن اعتزازك بي لهذا قامت السلطات الكنسية بعدة محاولات كي أعود عن قراري، أود أن أشرح لك بأن القضية ليست شخصية وليست لي خلافات مع رؤسائي، القضية كلها شعور وعي، لهذا قدمت للعمل كموظف مفتش في البريد والجمارك الفارسية، تحت أمرة أحد الخبراء البلجيكين ودخلت كمدرس وكمترجم عام 1903م، أعلنت انضمامي إلى الجماعة (الموحدة بالله) وبعد مناقشات عديدة مع علماء الإسلام الحنيف، اليوم أعلن لك عن التخلي عن أسمي بدل (الكاهن ديفيد بنجاميين كلداني) البرفسور عبد الأحد داود
سألوه:
ـ كيف صرت مسلما؟ فأجاب (إنّ اهتدائي للإسلام لا يمكن أن يعزى لأي سبب سوى عناية الله عزوجل، إيماني بهداية الله وبوحدانيته وآمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أصبحت نقطة تحولي نحو السلوك النموذجي المؤمن، وهذا الإيمان جعلني أعلن عصياني على الكنيسة، وأطلب الشفاعة من النار، تكمن القضية الأساسية بأننا نؤمن بأن القرآن والإنجيل من مصدر واحد، لا بد من التوافق بالأحكام، إذا وجد اختلاف كالموجود بين الكتابين، يعني لا بد من الحكم على أحدهما بالتحريف، واهم تلك الانحرافات هو التثليث (هذا أهم الأسباب التي جعلتني أتمرد على النصرانية) اعتنقت الإسلام بعد دراسة مستفيضة.
|