• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المقتل الحسيني .
                          • الكاتب : انعام حميد الحجية .

المقتل الحسيني

   طوال كل تلك القرون المنصرمة من جراح الطف الحسيني  وما زال المقتل الحسيني يجعل من الانين مواقف ولاء لاتموت ،يباغتني  السؤال عن المصدر ؟

 يعد المصدر الاول هم النجاون من واقعة الطف من الائمة عليهم السلام، الامام السجاد وجميع روايات ائمة اهل البيت عليهم السلام ، هناك مقتل سبق مقتل ابي مخنف الذي يعد هو اول المقاتل، هو مقتل الاصبع بن نباتة لكنه مفقود ، لهذا يعد أبو مخنف أول من ألّف في واقعة كربلاء ، إضافة إلى الطبري فقد اعتمدت رواياته المقاتل التي جاءت بعده والتي دوّنت حادثة الطف ونقلتها من الطبري في أغلبها وبعضها قد اعتمد عليه كلياً كـ (مقتل الحسين) للسيد عبد الرزاق المقرم اعتمد بدوره على أبي مخنف كما هو معروف مثل: (مقتل الخوارزمي) الموفق محمد بن أحمد المكي و(اللهوف على قتلى الطفوف) لابن طاووس)، و(مقتل العوالم) فيما يتعلق بالحسين (ج17) لعبد الله بن نور الله البحراني الأصفهاني و(أسرار الشهادة) للدربندي (ملا أغا بن عابد بن فاضل بن زاهد الشيرواني و(الدمعة الساكبة في المصيبة الراتبة) لمحمد باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني و(مقتل الحسين) للسيد محمد تقي آل بحر العلوم وغيرها من المقاتل.التي اعتمدت على أبي مخنف بواسطة الطبري ،،
ومصادر  ابو مخنف ممن شهد الواقعة: عقبة به سمعان وهو مولى الرباب: (صحبت حسيناً ، فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى العراق ، ولم أفارقه حتّى قتل)، 
كما روى أبو مخنف بواسطة عن قرة بن قيس التميمي، وهاني بن ثبت الحضرمي السكوني، وحميد بن مسلم الأزدي، والضحاك بن قيس المشرقي، وعفيف بن زهير بن أبي الأخنس، والإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، ومسروق بن وائل، والطرماح بن عدي، وعامر بن شراحيل بن عبد الشعبي الهمداني، وحسان بن فائد بن بكير العبسي، وعبد الله بن شريك العامري، وأبو عمارة العبسي، والقاسم بن بخيت، وأبو الكنود عبد الرحمن بن عبيد، وعبد الله بن حازم البكري، وعباس بن جعدة الجدلي.
أما واسطته في نقل الروايات عن الطف فهم كثر ورواياته عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وأصحابهم
ويظهر سؤال ثانٍ مهم : من هو ابو مخنف؟
وأبو مخنف من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام، كوفيٌّ من كبار علماء التاريخ فقد ولد قبل يوم كربلاء بأربع سنين أي في سنة (57هـ)، وعاش (100) سنة أي بعد انقراض الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية سنة (132هـ)، ومات عام (157هـ)،
كان أبو مخنف من أزد الكوفة ولد حوالي سنة (57هـ) أي قبل واقعة الطف بثلاث سنوات وتوفي عام (157هـ) عن مائة عام وهو (لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف), وكان جده رئيس الأزد في معركة صفين مع أمير المؤمنين (عليه السلام).
ويعدّ أبو مخنف من كبار مؤرخي الشيعة, وهو شيخ أصحاب الأخبار في الكوفة ووجهائهم, كما يعدّ أول من صنّف في أخبار الفتوح والخوارج وأيام العرب, حيث امتازت رواياته بالموضوعية في الطرح بعيداً عن التعصّب الأعمى الذي جُبل عليه بقية المؤرخين, ورغم اشتهار تشيّعه فقد اعتمد على رواياته كبار مؤرخي السُّنة في النقل واعتمدوا عليه اعتماداً كاملاً. وقد نصدم عندما نعرف أنّ علاقة أبي مخنف بالتشيّع ربما تكون علاقة علمية، وليست روحية، وإذا ما قيل: إنّه (من مؤرِّخي الشيعة) فقد يكون المقصود أنّه من المهتمّين بتاريخ الشيعة وجمع أخبارهم، وليس بالضرورة أن يكون المقصود أنّه كان شيعيّاً بالمعنى الخاصّ للتشيّع. إنّ أبي مخنف لم يكن إمامياً، وإنّما كان شيعياً بالمعنى العام للتشيّع، والمساوي للميل والمودّة الشديدة لأهل البيت عليهم السلام، وهذا ما صرّح به ابن أبي الحديد المعتزلي (ت 655ﻫ) بقوله: «وأبو مخنف من المحدِّثين، وممَّن يرى صحّة الإمامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها». عجب  المامقاني من نفي ابن أبي الحديد لإمامية أبي مخنف في غير محلّه حينما قال: «والعجب العجاب أنّ ابن أبي الحديد نطق بما سمعت، الشيخ المفيد من متقدِّمي علمائنا، قدمه من علماء الجمهور ،المفيد، المصادر كتاب الجمل للمفيد: ص225.وكتاب أبو مخنف، وقعة الطف، تحقيق محمد هادي اليوسفي الغروي: ص28
استند في الحكم بعامّيته على شواهد حسّية، وليست حدْسية.
: قد يُستدلّ على عدم تشيّع أبي مخنف بالمصطلح الخاصّ للتشيّع بنُدرة روايته عن الأئمّة عليه السلام، مع معاصرته لأربعة منهم هم: السجّاد، والباقر، والصادق، والكاظم عليهم السلام وإنّما كان شيعيّاً في الرأي والهوى كأكثر الكوفيّين، غير رافض لمذهب الجمهور،قال اليوسفي الغروي: «وقد يكون ممّن يؤيد هذا [يعني كونه غير إمامي]: أنّ أحداً من العامّة لم يرمِه بالرفض، كما هو المعروف من مصطلحهم: أنّهم لا يقصدون بالتشيّع سوى الميل إلى أهل‏ البيت عليهم السلام، سؤال آخريحضر للمتأمل اين هو مقتل ابي مخنف؟
للأسف الشديد إن كتاب مقتل الحسين فُقد مع باقي مؤلفاته القيمة والكثيرة, حيث لعبت السياسات المعادية لأهل البيت (عليهم السلام) دوراً كبيراً في ضياعها, لأن أغلب هذه الكتب كانت تُظهر الجرائم الوحشية التي كانت تمارسها تلك السياسات تجاه أهل البيت (عليهم السلام) كما تُظهر حقهم ومظلوميتهم فعملوا جاهدين على طمس الحقيقة ونشر أضاليل بني أمية وتدليسهم وفسح المجال للوضّاعين الكذّابين من مرتزقتهم ممن يقتاتون على موائدهم لتزييف الحقائق.
ولكن رغم كل هذه الإجراءات التعسُّفية والظلامية بحق مؤرخي الشيعة الذين نقلوا لنا الحقائق التاريخية بكل أمانة وصدق, فقد وصلنا البعض من روايات أبي مخنف عن طريق ما رواه المؤرخون في تواريخهم, ونستطيع أن نقول أن روايات أبي مخنف هي من الروايات القليلة التي لم تلوّثها يد التزييف الآثمة, فهي إذاً من أوثق الروايات, وراويها من أكثر المؤرخين صدقاً وورعاً،
إلا أن كُتُب أبي مخنف ومصنفاته قد أُبيدت عن بكرة أبيها، ولم يتبقَّ منها سوى ما نقلته الموسوعات التاريخيّة المتأخِّرة عن عصر أبي مخنف، كموسوعة تاريخ الرسل والملوك للطبري (ت 310ﻫ) التي نقلت عن أبي مخنف ما ينيف على (٥٠٠) رواية في موضوعات مختلفة، حيث تحتلّ الروايات التي تتحدَّث عن عهد خلافة الإمام علي عليه السلام المرتبة الأُولى، فقد بلغت (١٢٦) رواية، تعقبها (١١٨) رواية حول حادثة كربلاء، و(١٢٤) رواية تناولت ثورة المختار،وقد حاول العديد من الباحثين والمحققين إحياء تراث أبي مخنف؛ من خلال استخراج مروياته من بطون المدوَّنات التاريخيّة: كمحاولة حسن الغفاري، ومحمد هادي اليوسفي الغروي في إحيائهما كتاب مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف، حيث كتب الأول مقتل الحسين عليه السلام وكتب الآخر واقعة الطفّ، وكلاهما متّخذان من تاريخ الطبري، ومحاولة جليل تاري في كتابه (حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف) الذي حاول فيها إحياء كتاب السقيفة على ما يبدو، ومحاولة الباحث السعودي يحيى اليحيى في دراسته المسماة بـ(عصر الخلافة الراشدة) والتي حاول أن يدرس فيها ـ دراسة نقدية ـ مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري، والمختصّة بهذه الحقبة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5