لقد كان لِما يسمَّى بالربيع العربي آثار كبيرة في تغيير أنظمة الشعوب العربية التي أراد لها صانعو ذلك الربيع أنْ يروا حصاده، فكان حصاده قد تم لبعضها عاجلًا ولغيرها آجلًا، بينما كانت بعض البلاد لم يمر بها نسيم الربيع، وإنما كانت تسمع به وتخشى أصابتها بعدواه، ولأجل وقايتها كان عليها أنْ تدفع أجور ذلك نقدًا ونسيئة بأبهض الأثمان.
      وكان يبقى بريق عين الكيااان الصهيوني على شعوب ذلك الربيع المزعوم، وخصوصًا على تلك التي ظلت عصيَّة على رياحه ومنها "سوريا"، فلقد عملوا كل ما يرونه ملائمًا لتحقيق أحلامهم، ومهما كان ثمن ذلك وأجوره فهناك الذين يدفعون أجر تلك القوائم، ولكنه لم يتحقق لهم ذلك بجهودٍ مختلفةٍ وتدخُّلاتٍ متعددةٍ؛ لأجل دعم المقاومة ضد ذلك الكيااان المشؤوم وحصاره وتبديد استيطانه وعدوانه؛ لذلك كان التخطيط مستمرًّا ودؤوبًا من أجل تغيير النظام السوري غير الموالي للكيااان مهما كانت الأسباب؛ ليقطعوا الطريق عن تلك الإمدادات العسكرية الت تهدِّد كيانهم من جهة، وإضافة درع جغرافي إضافي مهم من جهة أخرى ليلتحق بالدرعين الجغرافيين الآخرين (م،ر)، وبتغيير النظام اليوم تحققت آمال جهات متعددة، ومنها ذلك الكيااان الذي يتنفس الآن الصعداء، ويستنشق نسيم الهواء، الذي كان يحلم به لسنوات طوال، وقد تحققت بشائره..
ولكن هل هذا سيكون في مصلحة الشعوب العربية التي تصرخ في الإعلام عن تحرير القدس!!
أم هل في ذلك أمل للشعوب الإسلامية التي ترى القدس إحدى مقدساتها!!
أم هناك أحداث في الغيب علينا أنْ ننتظر ظهور معالمها!!
 اللهم أنزل السكينة والأمان على عبادك المؤمنين وانصرهم على الكافرين والمنافقين 
الأحد
٦ جمادى الآخرة ١٤٤٦هج 
٨ كانون الأول ٢٠٢٤م