• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : في مجلس الغبان الثقافي توقيع ديوان (فن الرباعيات الشعرية) واستذكار العلامة القرشي والكتبي الشطري .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

في مجلس الغبان الثقافي توقيع ديوان (فن الرباعيات الشعرية) واستذكار العلامة القرشي والكتبي الشطري

 ضمن سلسلة اقامة امسياته الثقافية والمعرفية المتعددة والاصدارات الشعرية المتنوعة، اقام مجلس الغبان الثقافي امسية ثقافية ناقش فيها الواقع الادبي والاعلامي فضلا عن استذكار الراحل الكتبي (نعيم الشطري) والشيخ العلامة القرشي، اضافة الى توقيع ديوان الغبان الجديد الذي حمل عنوان (فن الرباعيات الشعرية) وهي دراسة جديدة للمكتبة العربية لم تتناول سابقا من قبل الكتاب.
كما قدم الباحث والاديب رفعت مرهون الصفار باقة ورد من اتحاد الادباء الى مجلس الغبان تقديرا لما قدمه المجلس من اضافة جديدة الى المجالس الادبية البغدادية واثرائه للعلوم المعرفية والفكرية وفي اصدار دواوين شعرية انتقدت الواقع المزري الذي يعيشه العراق وخاصة الطبقة الفقيرة والثراء الفاحش للسياسيين.
وقال الغبان: ان فن الرباعيات الشعرية ما كان موجودا في الادب العربي سابقا، لافتا: ان الابيات القديمة تسمى مقطوعة قديما، كما اشتهرت الرباعيات في زمن عمر الخيام في شتى مدن العالم.
وذكر الغبان: ان الرباعيات ليست اربعة ابيات، وانما اربعة اشطر، كل شطر منها يسمى واحد، وتسمى رباعية، اما في العصر الحديث فان شعراء المهجر نظموا الرباعيات من اربعة ابيات، اذن الرباعيات قد يطلق عليها اربعة ابيات او بيتين.
واستذكر الغبان اشهر ناظم للرباعيات في النجف وهو اليعقوبي ونماذج من الموسوعي "علي الشرقي" وهو اول ناظم للرباعيات من اربعة ابيات.
وعلى هامش الامسية تم توزيع ديوان (فن الرباعيات) على النخبة الحاضرة. وتحدث العديد من الادباء والمثقفين وقدموا المداخلات والنقاشات التي اغنت الجلسة.
فيما قال الاعلامي توفيق التميمي: ان رحيل شيخ الوراقين نعيم الشطري خسارة للادب والمعرفة الفكرية، اذ عمل على جمع عشرات الكتب وتأريخها وعلمائها ما يقارب (650) عنوان كتاب وعمل معرض مجاني يخص اثار وتراث ومعالم بغداد، كما اغنى المكتبة البغدادية بهذه المؤلفات واصبح المعرض مرجع لكل الباحثين والعلماء، ولفت الى ان مزاد بيع الكتب في شارع المتنبي في يوم الجمعة قد ارتبط اسمه باسم الراحل نعيم الشطري.
وبين: انه على الرغم من بطش صدام واعوانه، الا ان الشطري كان يجازف في جمع وارشفة تلك الكتب كما عمل دار للنشر بامكانيات متواضعة، واخذ يؤرخ للشعراء والكتاب والمفكرين الكبار.
وقال التميمي: انه على الرغم من عمل الشطري الا اننا لا نقلل من شأن باقي المؤرخين والكتاب اصحاب دور النشر مثل محمود حلمي وهاشم الرجب والقريشي صاحب الموسوعة الكبيرة وعبد الرحمن حياوي. لكننا نأسف لعدم تعاون ابناء بعض العلماء والادباء الراحلين معنا في ارشفة تاريخ وكتب وسيرة ابائهم.
والقى السيد العلامة حسين هادي الصدر بقراءة رائعة لابيات شعرية من دواوينه القديمة في خطوة لتسليط الضوء على مؤلفاته وكتبه التي صودرت وسرقت، اذ احتوت على نصوص شعرية مصغرة ومتميزة.
وقرأ الغبان لمحات من دراسته الجديدة عن فن الرباعيات الشعرية قائلا:
وبين الغبان ان الرباعيات تعني اربعة ابيات من الشعر على وزن واحد وقافية واحدة، يعبر من خلالها الشاعر عن احاسيسه وخلجات نفسه تجاه فكرة من الافكار، او خاطرة من الخواطر او حدث من الاحداث.
موضحا: انها موجودة منذ اقدم عهود الشعر العربي، ومبثوثة في دواوين شعراء تلك العهود، ولكنه انتشر في اواخر القرن الخامس واوائل القرن السادس الهجريين (القرن الحادي عشر الميلادي) على يد الشاعر الفارسي عمر الخيام في رباعياته الشهيرة، والتي ترجمت الى معظم لغات العالم المعروفة.
واكد: ان رباعيات الخيام تتألف من اربعة اشطر وليس ابيات، ويكون الاول والثاني والرابع منها على قافية واحدة، مبينا: ان الشعراء الفرس اطلقوا لفظ (دوبيت) على كل شطرين في الرباعية، اي بيت من الشعر، وقد شاع هذا الاسم وانتقل الى العربية.
واوضح الكاتب: شاع في القرن الرابع الهجري قيام الشعراء بكتابة اشعارهم باللغة العامية، متخذين من الدوبيت وسيلة لبلوغ ذلك، وظهرت نتيجة لذلك انواع اخرى مثل "الكان كان" و"القوما" و"الزجل".
واوضح الغبان: ان "الكان كان"، هو نوع من الشعر المتأثر بالعامية البغدادية والاوزان الفارسية، اسقط فيه النظامون القافية، وقاموا بتنويع الروي في كل شطر من الابيات. و"القوما": وهو ايضا نوع من الشعر المتأثر بالعامية، وقد نظم في الاصل لايقاظ الصائمين لتناول السحور خلال شهر رمضان، وانتشر في بغداد في القرن الثاني عشر. اما "الزجل": وهو شعر منظوم بالعاميات العربية، ويتبع الاوزان الخليلية لاسيما في المشرق، ومن المعروف ان انطلاقة الزجل كانت في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي.
وتسائل الغبان عن سبب انتشار رباعيات الخيام بشكل ملفت للنظر، مجيبا: بان الشاعر عمرالخيام قد تفوق على من سبقه ومن تقدم عليه في عمق العاطفة وفي رقة الاسلوب وبراعة التصوير.
ثم تطرق نبذة من سيرة الشاعر الخيام قائلا: هو غياث الدين ابو الفتح عمر بن ابراهيم الخيام. ولد حوالي (1025)م، اي القرن الخامس الهجري، في نيسابور ببلاد فارس ودفن هناك عام (517هـ - 1123م)، ولقب بالخيام نسبة لحرفة ابيه او انه قد اختار لنفسه هذا اللقب، وقد كان يجيد اللغة العربية ونظم فيها شعرا كثيرا.
وبين الغبان:انه تأثر بالشاعر ابي العلاء المعري الذي سبقه بنحو خمسين سنة، حيث كان ادب المعري يحتوي على ارقى اساليب النقد الاجتماعي والوان السخرية والدعابة وكان ادبا صادقا وعميقا، ومن الشواهد التي تدل على تأثره بالمعري، منها قوله:
غير مجدي في ملتي واعتقادي نوح باكٍ ولا ترنم شادي
 الذي يطابق قول المعري
خفف الوطء ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد
ثم تطرق الى مكانة الخيام العلمية، مبينا انه قد لقب بالحكيم او ملك الحكمة، ولديه رسالة في الجبر والمقابلة، التي ترجمت الى العربية والفرنسية، وكان فلكيا بارعا وقام ببناء برج فلكي في اصفهان، كما كان عالما بالفقه واللغة والتأريخ وعلم القراءات وكان استاذا في الفلسفة.
مبينا: ان لديه شعر في الحكمة والعرفان ومنها
اذا رضيت نفسي بميسور بلغة يحصلها بالكد كفي وساعــــــــدي
امنت تصاريف الحوادث كلها فكن يا زماني موعدي لا مواعدي
 
وبين الكاتب: ان شعر الرباعيات كان موجودا في الادب الفارسي، ولكنه لم يكتسب الشهرة الا بعد انتشار رباعيات الخيام، موضحا:ان الباحثون حاروا في تحديد عدد رباعيات الخيام، فمنهم من يرى انها لا تتجاوز (76) رباعية، واخرون يرون انها(800)، مؤكدا ان هناك الكثير من الدخيل والموضوع في هذه الرباعيات. وان رباعيات الخيام قد تم ترجمتها ثلاثة عشر مرة من قبل الادباء والشعراء العرب والعراقيين، الذين كان قسم منهم موفقا في عمله والاخر لم يتوفق، ولكن الكل اتفق على ان ترجمة الاديب العراقي احمد الصافي النجفي هي ادقها واقربها الى اصلها الفارسي فجاءت مطابقة له تمام المطابقة.
واما بالنسبة للرباعيات في العصر الحديث، فقد اكد الغبان: انها تمتد من النصف الثاني من القرن التاسع عشر والى يومنا هذا، مبينا ان اسم الرباعية قد تحول الى اسم (المقطوعة) وخاصة لدى شعراء المهجر، واول من نظم فيها جبران خليل جبران ومن اشهرها قصيدة (كان لي بالامس):
كان لي بالامس قلب، فقضى
واراح الناس منه واستراح
ذاك عهد من حياتي قد مضى
بين تشبيب وشكوى ونواح
انما الحب كنجم في الفضا
نوره يمحى بانوار الصباح
وكذلك كانت هناك رباعيات ايليا ابوماضي المسماة بالطلاسم والتي تنتهي بقول لست ادري ومنها:
جئت لا اعلم من اين.. ولكني اتيت
ولقد ابصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا ان شئت هذا او ابيت
كيف جئت كيف ابصرت طريقي؟
لست ادري؟
مبينا: انه في ثلاثينيات القرن العشرين نظم الشعراء في مختلف انحاء الوطن العربي الرباعيات بشكل كبير جدا، وصدر لهم دواوين كثيرة فيها، وتعد مدينة النجف الاشرف من اكثر المدن العربية نظما للرباعيات، ومنها رباعيات الشرقي واليعقوبي والحبوبي وشبر والجعفري.
وقد اشتهرت في عام 1932 رباعيات عبد الرزاق محيي الدين في كل المحافل النجفية وغيرها، ومنها:
يا حديث النفس في خلوتها
وسميري في ليالي السمر
ان يوما لم اشاهدم به
لم اكن احسبه من عمري
كما نظم محمد صالح بحر العلوم في اربعينيات القرن الماضي رباعيات كثيرة في مواضيع سياسية، ومنها قصيدته في ثورة العشرين وفلسطين ومواضيع عامة وعاطفية، ولكن من اشهر هذه الرباعيات هي قصيدته (اين حقي) ذات الست والاربعين رباعية ومنها:
كيف تبقى الاكثريات ترى هذي المهازل
يكدح الشعب بلا اجر لافراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
كلها يصرعها الظلم فتدعو اين حقي؟      
 
هذا وحضر الامسية قامات ادبية وفكرية واعلامية.
ولد عام 1930 في النجف - العراق.
نشأ في بيت علم وأدب, وتخرج في كلية منتدى النشر في النجف, وأتم دراسته العليا في القاهرة.
مارس تدريس اللغة العربية وآدابها على المستوى الثانوي والجامعي.
أصدر في أواخر الخمسينيات في بغداد مجلة (الفكر) الأدبية الثقافية الشهرية.
عضو في أول هيئة تأسيسية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد, وفي أول نقابة للصحفيين بالعراق, ورابطة الأدب الحديث بالقاهرة, وجماعة أبولو الشعرية.
تقام في منزله ندوة أدبية أسبوعية يتردد عليها أعلام الأدباء والشعراء.
شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الأدبية.
دواوينه الشعرية: الأمل 1953 - وهج الشوق 1955 - المتنبي بعد ألف عام 1984 - أنتِ أحلى 1984 - أنتِ أغلى 1998.
مؤلفاته: جعفر بن أبي طالب.
حصل على جائزة مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عن أفضل ديوان عام 1990, وجائزة الشعر من رابطة الأدب الحديث 1990 أيضاً. وكرم واحتفى به في العديد من الملتقيات الادبية والثقافية فضلا عن الوزارات العراقية وبعد عام 2003 الف وكتب العديد من الكتب والدراسات والروايات ويستضيف في مجلسه الثقافي الشهري العديد من المفكرين والادباء للحديث عن التجربة الثقافية والادبية والاصدارات المتنوعة.
ممن كتبوا عنه: عبد الوهاب العدواني, وزينب محمود, وزكي قنصل, و روكس بن زائد العزيزي .
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19880
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19