ان الذي يتتبع سيرة مسلم بن عقيل عليه السلام يجده كما وصفه الحسين عليه السلام بأنه ثقته حيث حينما ارسله الى الكوفة قال لقد ارسلت إليكم ابن عمي ووزيري وثقتي بعدما ارسل اليه اهل الكوفة برسائلهم وكتبهم فكان الجواب على تلك الكتب ان يرسل اليهم مبعوثه لكي يأخذ البيعة اليه
وقد قال الامام الحسين بحق مسلم بن عقيل
ودعا الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله الأزدي، وأمره بالتقوى وكتمان أمره واللطف، فان رأى الناس مجتمعين مستوسقين (1) عجل إليه بذلك، فذهب مسلم بحسب المهمة التي انيطت به لكن رأى العكس من اهل الكوفة انذاك فقلوبهم وسيوفهم ضده مما أدى بمسلم إلى التحرك لمواجهتهم وحيدا فريدا في ازقة الكوفة وشوارعها إلى أن اخذوه مقيدا إلى دار الامارة بعد مااثخن بجراحه فلما راه عبيد الله بن زياد لعنه الله ضحك فأذا بمسلم يبكي فقال له اللعين أمثلك يبكي؟ يعرف انه شجاع لكن لايستطيع ان يقول بشجاعته فقال مسلم عليه السلام :مالنفسي بكيت ولكن أبكي اهلي القادمين ابكي الحسين فسيغدر به كما غدرتم بي فلما سمع عبيد الله بن زياد هذا الكلام اشتاط غضبا وقال اقتلوه شر قتله وفعلا رموه من قصر الامارة لكن ظن عبيد الله ذهب سدى فتلك القتلة لمسلم رفعت شأنه وحطت من عبيد الله وذلك القصر المشؤوم
فأين القصر اندثر وعلا مسلم بن عقيل
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...
(1) بحار الأنوار ج ٤٤
|