هذا التشييع المهيب لهذا الرجل الاسطورة يجعلنا نقف وقفة تامل وتفكر بماهية هذا الرجل ، وليس من باب المبالغة بما وصل اليه من مكانة مميزة في زمن كثرت فيه العملاء والجبناء ، اقول :
الم يكن بمقدور السيد حسن ان يعيش افضل مما هو عليه ؟ والمقصود هنا دنيويا ، فلا استبعد ان سماحة السيد عرضت عليه امتيازات ومناصب من اجل التخلي عن ما هو عليه اي عن قضيته، وهذا استنتاج على اسس اعتبرها صحيحة ، امريكا ارسلت وسيط اماراتي الى ايران ليمنحها عدة امتيازات وتسهيلات من اجل فقط ان تترك الكيان الصهيوني من خلال ايقاف دعمها للمقاومة ، وفي حينها سال السيد الخامنئي الشيخ رفسنجاني برايك لماذا تقدم امريكا هذا العرض ؟ هل محبة بنا ام لما اصبحنا عليه من قوة ؟ فاجاب الشيخ لما اصبحنا عليه من قوة ، فقال السيد وعليه فانهم يبقون اعدائنا .
وحتى السيد عبد الملك الحوثي ارسلت له امتيازات من اعتراف باليمن ومنح مالية ورفع حصار يقابلها ترك القضية الفلسطينية ورفض السيد ذلك لاجل قضية.
وعليه من المؤكد انهم ارسلوا مثله للسيد نصر الله بل التقارير تقول انها منحت لبعض ضعاف النفوس امتيازات من اجل خيانة الحزب .
وهنا ارجو الالتفات الى نقطة مهمة ان الكيان الصهيوامريكي يدفع هكذا امتيازات اما لمن يطلبون منه القيام باعمال العمالة والخيانة وتنصيبه حاكم او يطلبون منه التوقف عن اعمال الشرف والايمان ، ولكم ان تتصوروا عروضهم الى بعض حكام العرب لاجل ماذا وعروضهم لايران ومحور المقاومة لماذا ؟
حياة السيد الشهيد حسن نصر الله كانت مقيدة ومحاطة بكثير من الامن والسرية في تحركاته لاجل قضية ، سيد حسن شانه شان اي انسان صاحب اسرة يرغب بان يعيش حياة طبيعية مع عائلته ويتمكن من السفر والتجوال مع افراد عائلته او الالتقاء بمن يعنيه في العلن اقرباء ، اصدقاء ، كل هذا تركه لاجل قضية ، قد يعتقد البعض ان السيد متمسك بمنصب امين حزب الله ،اقول ان المنصب الذي يتمسك به الشخص اما لخدمة قضية او لعمالة امريكية ، ومن يتمسك به لاجل قضية يعني المنصب وسيلة ولا شيء اذا كان يسترخص حياته لقضيته .
هذه الجماهير التي جاءت برغم العناء لتشييع جثمان السيدين على ماذا تدل ؟ ماهي المكاسب التي حصلوا عليها من السيد؟ ، هل حصلوا على اموال ، عقارات ، مناصب ؟، كلا بل حصلوا على شموخ وعز ، هذه الجماهير افضل تعبير عن قول الله عز وجل وقوله الحق والصدق " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العلي العظيم ، بماذا يرزقهم الله عز وجل ان كانوا اموات ؟
المفروض ان الاصوات النشاز من حكام واعلام تكون بمنتهى الاستئناس باستشهاد السيد لكنهم تجاهلوا هذا اليوم لحنقهم وغيضهم ، لانه يوم اثبت انه وصمة عار في جبين العملاء على مواقفهم من قضية اسلامية عربية .
المقارنة بين القضية والمادة ، المقارنة بين الشموخ والرضوخ ، ماذا كان سينقصه السيد من الامتيازات التي يتمتع بها الحكام العملاء لو ارادها لو فقط يطأطئ راسه للصهاينة كما هو حال العملاء؟ هذا ما لا يفهمه الصهاينة واذنابهم .
استشهد السيد وهل هنالك من استطاع ان يدعي انه ترك قصورا واموالا وسندات عقارية وكذا وكذا ؟ هيهات لهم ذلك ، السيد حسن نصر الله قضية عاش من اجل قضية سوف يقف بين يدي الله عز وجل وفي كتابه قضية
اذن جواب سؤال العنوان ان السيد يفكر من اجل قضية
|