• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاثر الروحي في رحاب القداسة .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الاثر الروحي في رحاب القداسة

  (كلمة سماحة السيد احمد الصافي في حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الاسلامية)

مساعي فكرية، ومقاصد تقويمية، طرحت افكارا تربوية  منحتنا فرصة القراءة لظاهرة هذا الاحتفاء المعبر عن الحرص الابوي والرعاية الكريمة من العتبة العباسية المقدسة للخريجات وعوائلهن لمشاركتهم فرحة التخرج،
 فكان للصوت حضورا يبين لنا مفهوم هذا الاحتفال هو تتويج الطالبات الخريجات، ويعد ظاهرة متطورة من صور التبليغ الحديث المؤثر فكرا وروحا ، ويحمل في طياته رسالة تربوية ومفاهيم مصاغة بأسلوب مبتكر ، تهدف الى ترسيخ الوعي ،التخرج هو ارتقاء في سلم الالتزام ، وادراك معنى الجدوى  الحقيقية لهذه الاحتفالات ،ورعاية الفرح ومشاركة العوائل للبهجة وهي ترى هذه الثمار التي ستنطلق من مرتقى هذه القداسة، لتبدأ مسيرة جديدة، يعبر عنها سماحة السيد احمد الصافي بالعطاء والامل الذي يعقد على المرأة  المتعلمة،  وتشير الكلمة الى مفهوم التحضر كسياق معرفي، اجتماعي يرتبط بالمفهوم الثقافي، في وقت اخذت حفلات التخرج الاخرى طابعا غير متحضر، مشاهد يصفها مخجلة، يخجل الانسان منها ،
و تقديم هذه الظاهرة عمل فكري من قبل العتبة العباسية المقدسة، يحمل روح الموعظة الى خريجات المستقبل والى العوائل والجامعات، ومنبرا  من منابر الفكر وخطابا مدركا متعدد الابعاد لاستنهاض دور المسؤولية الدينية والروحية، البعد الاول هو الاحتفاء المتوج بالعز، والبعد الاخر هو السعي لبناء الانسان فكريا ، هناك احتفالات تعرف بانها احتفالات تخرج في بعض الجامعات،
اعطى دلالة تلك السلبيات وشخص العيوب ،دون ان يدخل في تفاصيل اخرى، قال كل ما يريد الرجل المصلح من خلال هذه الظاهرة،  المعنى واضح والتميز موجود بين هذا الاحتفال وبين المهرجانات التي تقام خارج هذا النسق الملتزم، لكن المؤسف  بالمقاييس العلمية تعتبر متخرجة متعلمة لكنها غير متحضرة، ( انقلبت الموازين) لوجود متحضرة دون هذا التخرج ودون الجامعة لكنها امتلكت  مميزات وسمات شخصية واثقة، عبر عنها بانها تفهم ما تريد، لديها الدقة العالية لطرح قضيتها ،تحلل الامور بشكل جديد عندها الحذر والفطنة ، عملية التحضر ترتبط عند سماحة السيد احمد الصافي بالنظم الاجتماعية المرتبطة بالدين والثقافة والوعي المجتمعي، (التحضر) امكانية الالتزام ان لا تكون المساحة النفسية مرتعا للشيطان، وان لا يكون القلب ساحة من ساحات الهوى الضال،
احتوت الكلمة على جوانب تربوية ونفسية ساعية لتنمية الشعور بالمسؤولية، والالتزام بالعفة  مع امتلاكها لروح التفاؤل والنظرة الإيجابية لتحقيق الرغبات، بركة المكان وقدسية هذه الشعائر من زيارة الى تتويج ، الى تأدية القسم ، لتحمل هذه اللحظات المباركة في الذاكرة معناها ، ووجودها ووجود انسانيتها،  الذكاء والموهبة والمقدرة  تتنامى داخل اطر الايمان لتشكل احدى الشرائح المهمة في المجتمع، حفاوة الاستقبال والاهتمام والرعاية والسرور والبشر ومرونة التفاعل حالات ليست مفتعلة، هذا التفاؤل بالخير وتنمية روح الولاء ومصداقية الانتماء ، وكم تكون فخورة حين تسمع اهلها يقولون لها (نسألك الدعاء) هذا تفرد وهوية وتأدية القسم في مكان في غاية الروعة،
عبرت الكلمة عن روح التفاؤل حين ارتكزت على اثارة روح الجمال المعنوي، تشكيل خريطة  عظيمة، فيها تحدي شموخ النخيل والنخلة  شجرة مثمرة قديمة لم تهزها الريح ، ضخ الروح  المعنوية  لتجاوز كل العوائق الحياتية، والمواقف المستقبلية امتدادا من لحظة  هذا التتويج،  شجرة لم يخربها الزمن ولم يهدها ما مر عليها من الاعاصير ، والتأمل في اسلوب الكلمة المؤثرة كونها ادبية، نفسية، متفائلة،  ايجابية مثلت الموقف المبارك،  مشهد الحرم المطهر، السجادات الحمراء ، حفاوة الاستقبال،  والنظر الى القيم الحقيقية،
الرأس المرفوع ،الهمه العالية، القامة الشامخة، بين سماحة السيد احمد الصافي في هذه الكلمة ، الموقف، الانتماء لهذه الرموز المقدسة،  القيمة الاسمى هي امتلاك الهوية الزينية بكل فخر واعتزاز، نجد في احتفالات الفوضى تتخرج هناك الجامعية الى الخجل من هذا الزمن الذي لابد ان يتوج لحظتها فخرا للغد ، بينما المحتفلة بين الحرمين الشريفين، عند سيد الشهداء الحسين عليه السلام ،عند المولى ابي الفضل العباس سلام الله عليه ،تتكلم بقوة لمواجهة  الغد بفخر واعتزاز،( من حالها مثل حالي بهذا الوقار ؟) الذكاء اما ان يكون جوهرا للعفة  او لا يكون ، هذا الاستقبال يجعل الفتاة كأنها ملكة ، تعامل معاملة الملكات بما تمتلك ظاهرة التتويج من طهارة وعفة وقداسة، ينثر الورد على رؤوس المتخرجات تعبيرا عن حفاوة المرقد المقدس وهو يبارك لهن النجاح،
تكريم يمتلك الكثير من الخشوع الذي يزدان بدموع البهجة،
يعد هذا الاحتفال معايشة مع التاريخ ، مع القداسة ،  مع النبل، مع الوفاء الهاشمي ،استشهد بحرفية الكلمة  قبل ختامها، كانت مؤثرة فيها الكثير من الامل، من حرارة اليقين، والقوه قال سماحة السيد احمد الصافي (حافظوا على القيم لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه، انت امرأة  قوية لا تقولي انا امرأة  ضعيفة ابدا ، انا اكره هذه اللفظة انت قوية والحمد لله بالمبادئ والقيم  و درة التخرج)
الاحتفاء بهذه الطريقة، الموقف ، وترديد القسم، والدخول المبارك للحرم الشريف، هو دعاء لكم يزيدكم قوة وعفة وحصانة اضافة الى الجانب العلمي، عمر مفعم بالخير والانجازات وبالتوفيق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200346
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 24