• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح سماحة السيد احمد الصافي)64 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(تأملات في كتاب المصابيح سماحة السيد احمد الصافي)64

 إن بناء الإنسان هو محور اهتمام الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، ومن أولى مهام الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) هو بناء الإنسان وتأسيسه التأسيس الإنساني الصحيح، وبناء شخصية سليمة لجعلها قادرة على تحصين الذات، واستطاعت الأدعية السجادية من تقديم منهجا تربويا يمكن الإنسان من بلوغ غاياته الإنسانية لتحقيق طاعة الله سبحانه وتعالى.

يوضح سماحة السيد أحمد الصافي قضية مهمة، هناك حقيقة ارتكاز إن الله سبحانه وتعالى لا يغيب أي أحد من الناس عن نظره وسلطانه، فعلى الإنسان ألا يغيب الله سبحانه وتعالى عنه، وأن يديم التواصل معه في كل تفاصيل حياته.
حقيقة التقوى هي استنهاض روحي لترويض النفس، هذه التقوى مشروع الأمام (عليه السلام) لنهضة بناء المجتمعات، وبناء الإنسان من حيث تكوينه وإعداده ليكون صالحا، وأحد أهم أسباب الصلاح الاجتماعي هو إعداد الإنسان بالعناية اللازمة، باعتباره مشروع النهضة الأساسي وركيزته الأولى، فينشأ قادرا على ترويض النفس بما يمتلك من وعي ثقافي وتربوي، وأخلاقي، وعلمي، وديني.
نتأمل في معنى العمر، هو الامتداد الزمني بين ولادة الإنسان إلى الممات، والعمر هبة إلهية كبرى، وكل ما ابتدأ لينتهي يعد قصيرا مهما امتد، هو حقيقة الإنسان، ليس المرء إلا بداية ونهاية ركز البحث على قضية كبر سن الإنسان، قد يجعل الإنسان أن يصبح عالة على الآخرين حتى أقرب الناس إليه، وهو يستشعر هذه الحالة في نفسه ويستشعر الضعف الذي يجعله محتاجا إلى أن يمد يده، فالقوة ضعفت والطاقة قلت ومعها سيقل الكسب.
دعاء الإمام عليه السلام (اللهم اجعل أوسع رزقك علي إذا كبرت) سعة الرزق بطول العمر من أجمل مواعظ المعصومين، إنهم يعلمون على القضايا التي يحبها الله سبحانه وتعالى مثل الإلحاح بالدعاء ليحقق له بعض ما عنده والمعرفة الواعية لمتطلبات الإنسان
الاطمئنان بالاكتفاء المعاشي، كي لا يكون عبرة للذلة والمهانة، الطاقة الحقيقية في هذا الدعاء هي الدعاء بين العبد وربه، وبهذه الميانة التي توحي لنا بالثقة العالية بان الله سبحانه وتعالى سيمنحنا الرزق الواسع في آخر العمر، وهذا إيمان.
أحد أهم دروس المنهج الإمامي المعصوم والالتزام به يميز الأفضل والأقوى، وضعف الإيمان هو الضعف، القوه تجذب الخيرات، وقوة الإيمان تحقق التوازن السلوكي وترجع أي ميل عن جادة الصواب، الشعور بقوة الله المطلقة هو نبات القوة عند الإحساس بالضعف، ويضيف إلى الذات الإنسانية القوة والثبات.
يدعو الإمام الله سبحانه وتعالى وأقوى قوتك في إذا نصبت، والنصب هو التعب، ويرى الباحث بإمكانية أن تعبر عن الوقوف للعبادة أي نصب أقدامي وتوجهت إليك أي اجعل لي قوة حتى أستعين بهذه القوة على هذه العبادة ولا كل مرحلة من عمر الإنسان احتياجات خاصة بها.
الإمام عليه السلام يطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينشط الأعضاء للعبادة، حتى لا يكسل الإنسان ولا يهن عن طاعة الله تبارك وتعالى، يروي لنا السيد الباحث حكاية سؤال وجه لأحد الائمة عليهم السلام إيهما أحب إليك ساعة الدنيا أم ساعة الآخرة؟ فأجاب ساعة الدنيا أفضل، فسأل لماذا قال ساعة الدنيا فيها عبادة تقبل النفس إلى أن تتقرب إلى الله تعالى، وهذه الساعة تجلب الساعات وهي عليها وفيها رضا الله تبارك وتعالى.
والساعة لها حسابات يافعة في كل منهاج فكري إنساني مؤمن، الساعة في الفكر خير من عبادة سنة عند الإمام الصادق عليه السلام، وهذا مأخوذ من النهج الرسالي المحمدي صلوات الله عليه وعلى آله وحرص أئمة أهل البيت (سلام الله عليهم) على مداومة الحراك العبادي، والنشاط في العمل المخلص الملتزم، قال السجاد عليه السلام (ولا تبليني بالكسل عن عبادتك)
الكسل حالة من حالات عدم القدرة أي الفتور المرضي وتأثير شيطاني، وعدّ الإمام عليه السلام الكسل حاله من حالات الابتلاء
اليقظة الذهنية وتعني قوه البصيرة والتي تعزز الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان، وتمنحه ثروة نفسية تمكنه من تحقيق التوازن المبصر، يدعو المولى السجاد (عليه السلام) الله سبحانه وتعالى أن يبعد عنه والعمي عن سبيله، العمة للقلب والعمي للبصر.
ويرى سماحة السيد أحمد الصافي أن علاقة الرؤية بالبصيرة استعمال مجازي، والسبيل هو طريق الحق دين الله تبارك وتعالى، والعمي عن السبيل من مواطن السوء، ونجد أن العمي له الكثير من السلبيات، ومنها الكسل والغفلة التي تعرقل مسارات الوعي وتعطل قدره الإنسان على اليقظة ويستحضر لنا مثلا من أمثلة التاريخ.
كان الزبير يبغض أمير المؤمنين عليا عليه السلام ويكتم البغض عن نفسه في نفسه إلى أن ظهر هذا البغض في واقعة الجمل.
ولو نبحث في أسباب هذا البغض بالتأكيد سنجد دوافعه الحسد، والحسد من العمي وعندما جاء ابن حرموز بسيف الزبير إلى أمير المؤمنين عليه السلام تنقل بعض الروايات قال (سيف طالما جلا به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) والنتيجة ترك هذا التراث كله وصار خلاف أمير المؤمنين وهذا هو عدم التوفيق.
انعدام الوعي يوصل الإنسان إلى عدم القدرة على تنظيم الذات وعدم الإيمان، الأمة التي تعرف المعروف تأمر به، وتعرف المنكر فتنهى عنه، إلا في حالة التكاسل، أو حالة العمي.
 يقودنا الوعي المؤمن الى قضية مهمة إن محبة الله تحتاج إلى بعد أسمى في التمسك بمحبه الله، هو أن يحبه الله تعالى، ومحبه الله تعني أن محبه الإيمان وعمل الإيمان وغير ذلك لا قيمه لهذا الحب، يعد الانتماء لله من أهم مطالب الوعي الإنساني أن يكون مع الله سبحانه وتعالى، والسؤال كيف تكون هذه المعية في زيارة عاشوراء، إن الإمام الباقر (عليه السلام) يقول (أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة) هذه المعية في الدنيا كيف لها أن تتحقق والإمام الحسين (عليه السلام) استشهد قبل قرون.
 والجواب إنها معية منهج إن شاء الله يجعلنا مع منهج الحسين دنيا وآخرة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200603
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 4