• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكومة العباسية واستغلال القرامطة لتصفية الشيعة .
                          • الكاتب : انعام حميد الحجية .

الحكومة العباسية واستغلال القرامطة لتصفية الشيعة

البحث عن مفهوم الفكر السياسي عند الأمويين والعباسيين يكون مجرد عبث، ضعف المفهوم الفكري في السياسة العباسية امتاز بكثير من الجور والطغيان، عجزوا عن التفاعل مع ما يمتلكه العلوين من قاعدة فكرية، لهذا وضع الشيعة في العهد العباسي لم يكن أفضل حالا مما كان عليه في أيام الأمويين.
منذ بدأيه حكومة بني العباس أصبح العلويون ممحل ريبة وشك ومتابعه استخباراتية، فأبو جعفر المنصور أحكم مراقبتهم، هذا يعكس خوف العباسيين أولا وشعورهم بأن العلوين هم أصحاب الحق فعلا، وكانت السلطة بيد العباسيين تعتمد على مزاجية التجربة الفردية للحاكم مع الاتفاق العام على سياسة القمع والإرهاب.
واستغلالا لفكرة المهدي عند الشيعة وضعوا حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله يقولون فيه أن ابن الخليفة المنصور هو المهدي المنتظر، وتقرأ بعض القصص التي ألفوها، يقال هناك رومي يوناني ادعى أن أباه كان قيصر اليونان وعرف كيف يدخل إلى عقلية الساسة العباسيين فقال قرأت في كتب آبائي آباء الكنيسة عن المهدي وعظمته وعدله وحكمه، فرح الخليفة بشهادة الغريب الرومي فتنازل له عن منطقة غنية بالمياه صار اسمها رحى بطريق كمكافأة له.
 المأمون هو ابن الخليفة هارون كان هو نفسه نقيضا مع أبيه يحترم فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكذلك الخليفة المستنصر نقيض المتوكل، منع المتوكل زيارة قبر الحسين عليه السلام وأمر بهدمه
وأعاد المعتضد بناء ما هدم من المزارات وسمح للعلويين بتقليد المناصب ونيل الرتب ولم يكتف الخليفة المعتضد بحماية العلوين إنما ألف هو نفسه كتابا يلعن فيه عدو العلوين معاوية، كان تنظيم الشيعة في وقت المحن أكثر تماسكا مما كان عليه في أوقات نيلهم حرية الحركة في زمن المنصور، عندما كان الاضطهاد على أشده كان جعفر الصادق عليه السلام أول من أرسل الرسل والوكلاء لنشر المذهب الشيعي، وقام الشيعة بمناهضة سياسة التجسس الرسمي الحكومي وبناء نظامهم على فكرة التقية حسب خطة حكيمة تعيشهم بأمان، كان المنصور ترك مقر إقامته في الكوفة وانتقل إلى بغداد ليبتعد عن الشيعة.
وكان قصر هارون الرشيد وجميع قصور الخلفاء التي كانوا يعادون الشيعة مليئة بشيعة أهل البيت، وهم يمارسون الضغط للتخفيف عن حدة غضب الخليفة، لم يخل قصر من قصور الخلفاء والسلاطين من الشيعة، حتى منصب الحاجب من الشيعة لهذا كانوا يستطيعون الدخول إلى الخليفة دون عائق، ويحولون بينه وبين استعمال الشدة والقسوة، في سنه 278هـ حدث أمر خطير حيث نشبت في جنوب العراق ثورة كبيرة ضد الخليفة المعتمد ثوره القرامطة، هاجموا قوافل الحجاج المتوجهين من بغداد إلى مكة وقتلوهم، وجد أعداء الشيعة في هذا الأمر، سلاح خطير لمحاربة الشيعة ومحاربة من يميل إلى التشيع، ولم يستغل الوزراء هذا السلاح ضد أهل الشيعة وحدهم إنما امتد لزملائهم من أتباع الجمهور، فأطلق لمحاربة الشخصيات من زملائهم مثلا: أطلقت الحرب على علي بن عيسى، وهل هناك من لا يعرف من هو علي بن عيسى وحقده المكين ضد الشيعة، والمجتمع يعرف أنه العدو اللدود للشيعة، وإذا تغير الوضع وأخذوا يسمونه قرمط، حتى أخلي عن منصبه، وكان هناك وزير آخر اسمه أبو القاسم الخاقاني معروف بعدائه للشيعة أسقطوه أيضا رغم عداوته لأهل البيت عليهم السلام، سلاح أنت قرمطي أشتغل من قبل كثير من رجالات السلطة ومن خارجها أيضا، وبهذه التهمة أسقط الفقيه الشهير ابن جرير الطبري ودفنوه حيا نهارا جهارا لأن أعدائه اتهموه بالانتساب إلى الشيعة، كان القصر الحكومي يحتوي على أجهزة سياسية متباينة وموظفو القصر والوزراء تنوعت هوياتهم، فهناك وزير المعتضد يجاهد لرفع اللعن عن معاوية، واستطاع بالمؤامرة مع القاضي المتعصب أن يرفع اللعن، أحد الخلفاء العباسيين وهو الراضي أقسم أنه لا يشرب الخمرة، استصدر فتوى تعتبر القسم باطلا فعاد الخليفة إلى الإدمان، كان الخليفة المكتفي يريد أن يقرأ كتبا ليتثقف بها سياسيا فكان وزيره لا يعيره أي كتاب تاريخي كي لا يتعلم كيف يسير شؤون دولته، وكان هناك وزراء شيعة لهم القوة في وقت ضعف السياسة العباسية، مثل أسرة الفرات، لقد تولت لفترة طويلة أسرة الفرات القيادة عند الشيعة، وصل معظمهم إلى المراتب المشرفة، والوظائف السياسية، وكان لهم تأثيرا كبيرا على المتعاقبين على الخلافة.
عندما تولى المعتضد الخلافة أراد أن يعتقل الأسرة كلها، ولكنها استطاعت أن تكون في مأمن منه في الوقت المناسب، كان على راس أسرة الفرات أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات، صديق حميم ومستشار المتوكل السياسي، قدير وحاكم ماهر سلمه الخليفة المقتدر لمده 12 سنة الوزارة، تقلد أبو الحسن منصب رئاسة الوزراء ثلاث مرات في أوقات خطيرة، تفاقمت فيها الأزمات المالية والاضطراب السياسي
وقد جند أعداء أسرة الفرات كل طاقاتهم للإطاحة بهذه الأسرة بكل ما يمتلكون من تعصب متطرف على محبي أهل البيت عليهم السلام، فكان أبو الحسن علي بن عيسى بن داوود بن الجراح من الذ أعداء أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات، هكذا أخذ يثير النار ضده بأقسى الطرق، بزي علماء الجمهور المتعصبين واتهم الفرات بوصفه شيعيا بالزندقة.
 كانت سياسة أسرة الفرات تسعى إلى توحيد الشيعة، وجمع كلمتهم وجعلهم متراصين خلف سياستها، يعود السبب في ذلك إلى أن مناهضه الشيعة للأغلبية السنية في قصر الخلافة في بغداد، ما كان لها الأمل في النجاح إذا أخذت على عاتقها فرقة شيعية، فجلبوا عددا من شخصيات الاثني عشرية إلى الوظائف والمناصب الإدارية ليضمنوا مكانتهم الخاصة، مثل أبي سهل إسماعيل النبوختي وغيره، ولكن لا نجد عند الفرات تفضيلا لمذهب شيعي على مذهب آخر.
 قد منح محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات حمايته لمحمد بن نصير النميري المذكور ابن الوزير المحسن، وساعد الشلمغاني بل أن الوزير وابنه كانت لهما صلة حتى بالقرامطة، كان حامد بن عباس أيضا عدوا من أعداء ابن الفرات الألداء وكان ينافسه منافسة شديدة واستعمل حامد إلى جانب وسائله الأخرى للحركة القرمطية أخبر الخليفة أن هناك علاقة بين الشيعي ابن الفرات وبين القرامطة الذين كانوا يعتبرون من الشيعة، ليصل بهذه الطريقة إلى إسقاط الوزير والإطاحة به.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200615
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 5