في الفترة الأخيرة ترددت على مسامعنا مفردة الفردانية ما المقصود بهذه المفردة وما هي آثارها وسلبياتها.
فبل الشروع ببيان هذه المفردة يجب توضيح نقطتين أساسيتين:
اولاً:-أصالة النزعة الاجتماعية في شخصية الإنسان، فالانسان ولد وهو يتملك نزعة اجتماعية وهذا الروح هذا وراء أفكاره وتفاعلاته يقول الفيلسوف السوري ندرا زياجي له تحليل للروح الاجتماعية يقول "هناك عدة بنود لا بدّ أن نركز عليها عند تحليل الروح الاجتماعية،
البند الأول: فرق بين البعد الاجتماعي واجتماعية الإنسان الروح الاجتماعية هي قوام لشخصية الإنسان وليس بعد من أبعاد إنسانيته، فهي قوامه هي جوهر وجوده، فكما لا يتصور دماغ من دون جسم كذلك لا يتصور إنسان من دون روح اجتماعية.
البند الثاني: لا تقل للإنسان إنّه آخر أو الطرف الآخر، إنّما الإنسان الثاني جزء من وجودك وليس آخر لولا الإنسان الثاني فما كان لك تفاعل اجتماعي، ولولا وجود إنسان لما كان هناك أخلاق لولا وجود هنالك إنسان لما كان هنالك علاقات، إذن فالمجتمع البنية لتفاعل الأخلاق تحتاج إنسان وإنسان فالإنسان الثاني عنصر لوجودك الإنساني؛ لإنّ وجودك الإنساني متقوم بالروح الاجتماعية ولا تتمظهر هذه الروح الاجتماعية إلا بالإنسان الثاني فهو ليس آخر بل هو..
البند الثالث: هنالك أنا صغرى وهنالك أنا كبرى الأنا الصغرى الشعور بالوجود المستقل التي يعبر عنها ريكارت وعي الذات أول فكرة يعيها الإنسان هي فكرة وجودة انا افكر إذا أنا موجود شعوره بوجوده الأنا الكبرى هي نحن الشعور بالوجود الإنساني الوسيع
إذا طغت الأنا الصغرى على الأنا الكبرى و واويلا لما يحدث وصل الإنسان إلى مرحلة الإنانية فلا يرى الا نفسه و مصلحته: جيبي، أموالي، راحتي فيتعامل مع المجتمع بكبرياء الاستغلال الطبقية وإذا طغت الأنا الكبرى على الأنا الصغرى حدث التفاعل الاجتماعي أي يتحول إلى منظر اجتماعي رائع، إلى نشر المحبة خدمة الآخرين إلى قضاء حاجة الآخرين إلى مصداق لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون".
البند الرابع: في فلسفة أصالة الروح الاجتماعية في الإنسان أنّه لا تنظر إلى مواطن التجمع انظر إلى مواطن الاجتماع في فرق بين التجمع والاجتماع المقهى موطن للتجمع النادي الرياضي الشركة في العمل هذا موطن التجمع، وموطن التجمع هو اجتماع مجموعة أشخاص لأداء شيء معين فقط هذا ليس تفاعل اجتماعي.. فالحرص كل الحرص على موطن الاجتماع الموطن الذين يحصل فيه تفاعل وعلاقة حميمية وهو المبرز لأصالة الروح الاجتماعية في شخصية الإنسان العلاقة مع الأسرة العلاقة مع الصديق مع الرحم وهكذا الفلسفة هي ما نستنتجه من النصوص الدينية ومن الروايات الشريفة.
ثانياً:- أين تتجلى الروح الاجتماعية؟
يقول الدكتور محمود البستاني
يعترض إلى بعص تجليات الروح الاجتماعي المستقاة من النصوص الدينية ومن الروايات
اولاً: الانتماء الاجتماعي.
وثانيا: الترابط الاجتماعي. وثالثا:التوافق الاجتماعي.
رابعاً:- التقدير الاجتماعي. خامساً:الاعتزاز الاجتماعي.
وكل واحد من هذه التجليات يعالج حاجة أساسية في شخصية الإنسان
يعني هذا ان اجتماعية الإنسان تعذي حاجات لدى الإنسان
اولها الانتماء الاجتماعي
ينغي على الإنسان أن ينتمي إلى شيء إلى أسرة والى قبيلة أو عشيرة هذا الانتماء الاجتماعي يشعل حاجة الإنسان إلى الشعور بالامن، الإنسان يحتاج أن يشعر بالأمن والأمان سواء كان مادي أو معنوي اي الحماية انا اشعر أنني محمي مادية ونفسيا وعرضياَ
ثانياً /التوافق الاجتماعي
لا يمكن الإنسان أن يعيش في مجتمع الا بعد أن يتكيف ويتوافق معه حتى الأسرة لا يستطيع الإنسان اني يعيش إلا أن يكون لديه توافق مع الزوجة الأبناء الأخ...
التكيف مع البيئة الاجتماعية يعالج حاجة وهي ظهور الطاقة المخبوئة حيث أنّ هذه الطاقة أو ما تبرز في الأسرة ومن ثم المدرسة وبعدها المجتمع، فهذا التجلي يساعد في ظهور الأفكار الإبداعات المواهب
.
ثالثا:الترابط الاجتماعي
كل إنسان منا يحتاج إلى الشعور بالحب، فلولا الحب لمات الإنسان أقيمت تجربة في ألمانيا قبل ١٥ سنة على مجموعة من الأطفال فصلوا قسم منهم بخضعون الي معاملة حسنة وكل شيء يُعطى لهم برفق، وبين القسم الثاني لا يُرفق بهم و لا لين ولا كلمة جميلة ويُعطى الطعام كما يعطي الحيوان
والنتيجة خلال سنة مات القسم الثاني، إذن الشعور بالحبّ ضروري للحياة، وهذا يذكرنا بحديث النبي (صلى الله عليه وآله) "المؤمن يألف ويؤلف".
رابعاً:التقدير الاجتماعي:
هذا يغذي حاجة أساسية في الإنسان ألا وهي تثمين جهوده، فكل إنسان يحتاج أن تثمن جهوده، وتثمن مشاريعه، وكل إنسان يحتاج أن يتم تقدير موهبته حتى يتم يستمر في الانتاج وفي العطاء عدم التقدير ينتج عن إنطواء الإنسان على نفسه والاعتكاف عدم العطاء
|