حزبٍ اتخذ من الشعارات بريقًا، ومن السياسةِ سبيلًا، ومن الدين جسورًا يعبر بها إلى مآربه. إنه "حزب الإخوان المسلمين"، ذلك الكيان الذي لم يكن يومًا مشروعًا وحدويًّا، بل كان ولا يزال سيفًا مسلولًا على رقاب أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
نشأة هذا الخط السقيم:
تأسّس هذا الحزب على يد "حسن البنا" عام 1928، متأثرًا بالسلفية الوهابية تارةً، وبالأفكار السلطوية تارةً أخرى. وكان موقفه من الشيعة امتدادًا لهذا التوجّه، فحين نقرأ في كتابات قادته نجدهم يسيرون على نهج ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في تكفير الشيعة، أو على الأقل اعتبارهم "فرقةً ضالّةً". وقد أكد ذلك "يوسف القرضاوي" في كتابه الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم (ص 40)، حيث صرّح بأن الشيعة يمثلون "تهديدًا" للعالم الإسلامي.
ممارساته العدائية ضد الشيعة:
على مرّ العقود، أثبت الإخوان المسلمون عداءهم للشيعة عمليًا، ففي مصر، حاربوا التقارب المذهبي، وكان لهم دورٌ في تحريض الدولة ضد الشيعة، حتى بلغ الأمر إلى أحداث "زاوية أبو مسلم" الدامية عام 2013، حيث استُشهد الشيخ حسن شحاتة وأصحابه بوحشيةٍ مروعةٍ بتحريضٍ إعلاميٍّ إخوانيٍّ.
وفي سوريا، لعب الإخوان دورًا بارزًا في تأجيج الصراع الطائفي، واعتبروا الشيعة أخطر من اليهود والنصارى، كما جاء في تصريحات قياداتهم مثل "راشد الغنوشي"، الذي اعتبر إيران مشروعًا صفويًا، متناسيًا دعمها للقضية الفلسطينية.
أما في العراق، فقد أظهرت الجماعات التابعة لهم، مثل الحزب الإسلامي العراقي، عداءهم لمرجعية النجف الأشرف، وشاركوا في التحالفات المشبوهة لإضعاف المشروع الشيعي.
ثالثًا: التحالفات المشبوهة مع أعداء الإسلام الحقيقيين.
من المفارقات العجيبة أن الإخوان الذين يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"، تحالفوا مع الأنظمة الغربية، بل وحصلوا على دعمٍ أمريكيٍّ في مراحل مختلفة، كما كشف الصحفي البريطاني (مارك كيرتس) في أحد كتبه حيث بيّن كيف استخدمت بريطانيا الإخوان كأداةٍ لمحاربة النفوذ الشيعي في المنطقة.
|