جاء في موقع الألوكة عن من أحكام النون الساكنة والتنوين: الإقلاب والإخفاء للكاتب سامح محمد البلاح: الإقلاب في اللغة: هو تحويلُ الشيءِ عن وجهه. وفي اصطلاح القراء: هو جَعْلُ حرفٍ مكان حرف، مع مراعاة الغنَّةِ والإخفاءِ في الحرف الأول، والمراد بالحرف الأول: النونُ الساكنة والتنوينُ المنقلبانِ ميمًا. حروفه: للإقلاب حرفٌ واحد وهو (الباء)، فإذا وقَعَت الباء بعد النون الساكنة، سواء في كلمة أو كلمتين، بأن كانت النون الساكنة آخِرَ الكلمةِ، والباء أول الكلمة الثانية أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين - وجب حينئذٍ قلبُ النُّونِ الساكنة أو التنوين ميمًا، ثم إخفاءُ هذه الميمِ في الباء مع الغنَّةِ. صُوَره: للإقلاب ثلاثُ صورٍ تعدُّ أمثلة له: الصورة الأولى: الباء واقعة بعد النون الساكنة في كلمة مثل: (أَنْبِئْهُمْ). الصورة الثانية: الباء واقعة في أول الكلمة الثانية، والنون الساكنة آخِرَ الكلمة الأولى مثل: (مِنْ بَيْنِهِمْ). الصورة الثالثة: الباء واقعة أول الكلمة الثانية، والتنوين آخِرَ الكلمة الأولى، مثل: (عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). كيفيتُه: يتضحُ لنا من تعريف الإقلاب أنه يتحقَّقُ بثلاثة أمور، هي: 1- قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا. 2- إخفاء هذه الميم في الباء. 3- الغنَّة مع ذلك الإخفاء. سببه: سهولةُ النطق بالنون الساكنة والتنوين؛ وذلك بقلبِهما ميمًا مع إخفائِها في الباء، وهذا أيسرُ من الإدغام. تنبيهات: يجب الاحترازُ من إطباق الشفتين بشدةٍ عند الإقلاب؛ لأن ذلك يولِّدُ غنَّةً من الخيشومِ إذا أخذت زمنًا عند النطقِ، فتكون كالميمِ المشدَّدةِ. عدم توسعة المسافةِ بين الشَّفَتينِ، فتظهر الغنَّةُ بعيدةً عن مخرجِ الميم، بل تكون الشَّفتانِ في وضعِ التلامُسِ الخفيفِ.
جاء في الموسوعة الحرة: الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا قبل الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء. تقلب النون والتنوين ميما لأنها تشارك الباء في المخرج والنون في الغنة. وهو أيضا تبديل حرف مكان آخر وقلب النون الساكنة أو النون إلى ميم. قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران التي تبين مواضع وجوب اقلاب نون التنوين إلى ميم "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في اموتا وتقرأ امواتم لوجود حرف باء بعدها عند الوصل و امواتا بسكون الالف عند الوقف لوجود ج) بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169)،
جاء في معاني القرآن الكريم: قلب الشيء: تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه، كقلب الثوب، وقلب الإنسان، أي: صرفه عن طريقته. قال تعالى: "وإليه تقلبون" (العنكبوت 21). والانقلاب: الانصراف، قال: "انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه" (ال عمران 144)، وقال: "إنا إلى ربنا منقلبون" (الاعراف 125)، وقال: "أي منقلب ينقلبون" (الشعراء 227)، وقال: "وإذ انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين" (المطففين 31). وقلب الإنسان قيل: سمي به لكثرة تقلبه، ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة وغير ذلك، وقوله: "وبلغت القلوب الحناجر" (الاحزاب 10) أي: الأرواح. وقال: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" (ق 37) أي: علم وفهم، وكذلك: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه" (الانعام 25)، وقوله: "وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون" (التوبة 87)، وقوله: "ولتطمئن به قلوبكم" (الانفال 10) أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وعلى عكسه: "وقذف في قلوبهم الرعب" (الحشر 2)، وقوله: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" (الاحزاب 53) أي: أجلب للعفة، وقوله: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين" (الفتح 4)، وقوله: "وقلوبهم شتى" (الحشر 14) أي: متفرقة، وقوله: "ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج 46) قيل: العقل، وقيل: الروح. فأما العقل فلا يصح عليه ذلك، قال: ومجازه مجاز قوله: "تجري من تحتها الأنهار" (البقرة 25). والأنهار لا تجري وإنما تجري المياه التي فيها. وتقليب الشيء: تغييره من حال إلى حال نحو: "يوم تقلب وجوههم في النار" (الاحزاب 66) وتقليب الأمور: تدبيرها والنظر فيها، قال: "وقلبوا لك الأمور" (التوبة 48). وتقليب الله القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، قال: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم" (الانعام 110)، وتقليب اليد: عبارة عن الندم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. قال: "فأصبح يقلب كفيه" (الكهف 42) أي: يصفق ندامة.
قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء التي تبين مواضع وجوب اقلاب نون التنوين إلى ميم "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في امة وتقرأ امتم لوجود حرف باء بعدها) بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا" (النساء 41)، "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في ليا وتقرأ ليم لوجود حرف باء بعدها) بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا" (النساء 46)، "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في سميعا وتقرأ سميعم لوجود حرف باء بعدها) بَصِيرًا" (النساء 58).
|