في كُل مرة أمر من أمام الآيات التي تتحدث عن لقاء سيدنا موسى مع الله عز وجل، ترتدي روحي حلة وردية، ادثر قلبي المرتجف بالكلمات، أتخيل الوادي المُقدس، أقطن بعيدا عن ضجيج الدهر ولعثمة الأيام وأبصر نور يُكحل عينيّ الأرض، تُحلق التساؤلات حول عنق نظراتي، أخلع ثوب الدهر لتسقط شيخوخته الصامتة، وأترك الضوء يتراقص فوق تلال الدنيا، ومن ثم انفض نظراتي وأعيد النظر إلى الآيات، ثم أتسال
بماذا شعر موسى عليه السلام حين سمع صوت الله؟
هل شعر بأن الأرض تهتز؟
ألم يكن خوفه هذه المرة ممتلئة بالطمأنينة حين قال له (أقبل ولا تخف) ؟
هل تكلمت المفردات الخرساء؟
هل ذاب جليد الأحزان المكلوم داخله؟
حين سمع ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)
ألم يصبح جسده الثقيل ريشة من البهجة؟
ألم يتساءل عن عظمة الصوت؟ ودقة الوصف في خلع النعلين؟
ماذا عن سؤال الله عن العصا؟
كم أصبحت هذه العصا مُباركة وباركت نسلها من بعدها حين ذكرها الله!
وددت حقا لو أني أسال النبي موسى بماذا يشعر في كل مرة ارتوت مهجته من صوت الله عز وجل؟
|