• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بيت كلهم سادة للشهداء .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

بيت كلهم سادة للشهداء

  الشهيد الخالد حمزة بن عبد المطلب {رض} لم يلتفت له الكُتاب بما يستحق من إعلام ، فهو عم الرسول  وأخوه في الرضاعة لأنه ولد قبل النبي بسنتين وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب،كنيته أبو عمارة ترعرع في جيل النبي{ص} ..
 تلقى حمزة ضربات كثيرة في حياته أكثر من أي مسلم آخر  حين تأمر عليه قادة الشرك الأموي , انتهت بشهادته يوم احد، تعمد الأعلام مرة أخرى ليمحي عار المؤامرة ،عار هند زوجة القائد المشرك وأم أمير الشام القاتل . فكان حريا أن يتلقى حمزة هذا الإهمال الإعلامي من الأمويين ، كما يحدث الآن من الفضائيات التي تتجاهل الثورة الكبرى في البحرين والقطيف وأبناء المنطقة الشرقية في الحجاز ضد التيار نفسه...
        كانت مواقفه متعارضة مع التيار الأموي قبل أسلامه لأنه عرف شخصية ابن أخيه محمد ابن عبد الله{ص} وقد رد على سيدهم الحكم بن هشام ( أبو جهل) صفعة كتبها التاريخ من نور حين شج رأسه بين عشيرته وأبناءه ،!!كان  في رحلة صيد، فاستغل أبو جهل غيابه ليعتدي على رسول الله{ص} فآذاه وسبه وشتمه، والرسول ساكت لا يرد ،سمعته خادمة لعبد الله بن جدعان ما يقول للرسول{ص}حين  عاد حمزة من رحلته،قالت له الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبي جهل ، وأخبرته بالحادثة وتطاول هشام على ابن أخيه ، لم يتوانى لحظة واحدة في نصرة نبي الإسلام ,أسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش، فضربه بالقوس في رأسه وصفعه على وجهه ، ثم قال له: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت...؟؟ فقام جماعة من بني مخزوم (قبيلته) ليمنعوه أو يضربوه، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛ فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول الله ( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله{ص} بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له.وما إن سمع المشركون بإسلام حمزة حتى تأكدوا أن رسول الله ( صار في عزة ومنعة، فكفوا عن إيذائه، وبدءوا يسلكون معه سياسة أخرى، وهي سياسة المفاوضات، فكان عتبه بن ربيعة  يعرض عليهم أن يساوموا النبي{ص} ويدفعوا الأمر بالمال والمناصب وعرضوا عليه ما يشاء من أموال أو مجد أو سيادة.
       استمر حمزة {رض} في جهاده ودفاعه عن رسول الله {ص}حتى أُذن  للمسلمين بالهجرة ،وهناك آخى الرسول  بينه وبين زيد بن حارثة، وفي أيام الدفاع عن المدينة بعد وصول أبي سفيان مع الأربعين رجل  الذين أحاطوا ببيت النبي {ص}ليلة الهجرة وخرج النبي{ص} من بينهم ، عادوا الكرة على المدينة ولكنهم لم يوفقوا في الوصول الى النبي {ص} فسلبوا إحدى القرى ونهبوا ما خف حمله ورجعوا خائبين الى مكة .. عندها قرر الرسول ان يؤسس قوة لحماية المدينة من الغارات { بوزارة الدفاع} وهي السرايا التي بعثها تباعا لفترة عام كامل ، كان حمزة من القادة لأحدى السرايا , ثم شهد  غزوة بدر فيها هجم أحد المشركين ويدعى الأسود بن عبد الأسود على بئر للمسلمين وقال: أعاهد الله لأشربنَّ من حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأمُوتَنَّ دُونَهُ، فتصدى له حمزة فضربه ضربة في ساقه، فأخذ الأسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة وقتله.  وهذه حدثت قبل اشتباك الفريقين وبعدها برز ثلاثة من المشركين هم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة، فخرج إليهم فتية من الأنصار، فنادوا: يا محمد.. أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال (: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فبارز عبيدة عتبة، وبارز علي الوليد، وبارز حمزة شيبة، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد، أما عبيدة وعتبة فقد جرح كل منهما الآخر، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه.
وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين، ولما انتهت المعركة، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين، فسأل: من الذي كان معلَّمًا بريشة؟ فقالوا: إنه حمزة، فقال: ذلك الذي فعل بنا الأفاعيل. ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا، لذلك سماه رسول الله (: أسد الله، وأسد رسوله.
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه ...طعيمة بن عدى، فقال لعبده وحشي، وكان يجيد رمي الرمح: إن قتلت حمزة فأنت حر.
وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة –رض- بلاءً شديدًا، وكان يقاتل بين يدي رسول الله ( بسيفين ويقول: أنا أسد الله. فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله ( يقاتل المشركين، واختبأ وحشي لحمزة، وضربه ضربة شديدة برمحه فأصابته في مقتل، واستشهد البطل الشجاع حمزة -رضي الله عنه-.
ورآه النبي ( بعد انتهاء المعركة بين الشهداء قد مثل به، فقطعت أنفه وأذنه وشقت بطنه، فحزن عليه ( حزنًا شديدًا، وقال: (لولا أن تجد (تحزن) صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية (دواب الأرض والطير) حتى يحشر من بطونها إكرامًا له وتعظيمًا وصلى عليه النبي مع كل شهيد يصلي عليه ..
وأخيرا ذكر الدكتور طارق السويدان في سلسلة أحاديثه ((قصة النهاية)) نقلا عن الشيخ محمود الصواف الحادثة التي تشرف بها بعض العلماء في أعادة دفن بعض الصحابة من شهداء احد وكيف أنهم شاهدوا الصحابة بعد مضي 1400 سنة من استشهادهم وكيف إن أجسادهم باقية كما هي لم تتغير ولم تتعفن ولم تتحلل. مصداقا لبشرى المصطفى{ص} للشهداء إن الأرض لاتاكل أجسادهم. .... قال السويدان
" وقد حدثنا الشيخ محمود الصواف رحمه الله انه دُعي فيمن دُعي من كبار العلماء لأعاده دفن شهداء أُحد وهي مقبرة معروفه أصابها سيل فتكشفت الجثث فدعي مجموعه من كبار العلماء لإعادة دفنهم يقول الشيخ محمود الصواف انه حضر ذلك بنفسه فيقول ممن دفنت دفنت حمزة بن عبد المطلب {رض}فكان ضخم الجثة مقطوع الأنف والأذنين بطنه مشقوق وقد وضع يده على بطنه فيقول فلما حركناه ورفعنا يده سال الدم فدفنته  مع من دفنت من الصحابة وأضاف الدكتور طارق السويدان قائلاً: هذا أمر ثابت بالتواتر {وبرؤية العين}, وقد حدثنا أي (الشيخ عن ريح المسك التي فاحت لما سال الدم منه ، وهذه تشبه حادثة الديزج الذي أرسله المتوكل العباسي لنبش قبر الحسين {ع} في كربلاء في قصة معروفة وحين وصلوا إلى الجسد وجدوه ملفوفا بحصير من قصب ، فأشار الديزج للحفار أن يخرج الجسد الطاهر ليصب عليه الزيت ويحرقه حسب أوامر المتوكل، فقلبه على ظهره ليضع يده تحته انطلق الدم من مكار السهو المحدد الذي وقع في صدره فارتعب الواقفون ومنهم الديزج ، فأشار للحفار أن يعيده إلى مكانه ....
وخرج الحمزة يوما من داره،متوشحا قوسه، ليمارس هوايته لصيد قضى هناك بعض يومه، ولما عاد انتظرته خادمة لعبد الله بن جدعان..قالت له:  " يا أبا عمارة.. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد ، من أبي الحكم بن هشام.آذاه وسبّه وذكرت له ما صنع برسول الله..وهو يستمع لقولها، ثم مد يمينه إلى قوسه  فثبتها وانطلق صوب الكعبة وهناك أبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش..بهدوء تقدّم من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وصفعه على وجهه وصاح فيه " أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول..؟! ألا فردّ ذلك عليّ إن استطعت"..
 موقف لا يليق إلا ببيت عرف الناس ربهم من خلاله.......          
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20395
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28