• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح45 سورة آل عمران .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح45 سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم 
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{121}
تذكر الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص) بواقعة احد , حيث كان (ص) مرتديا ملابس الحرب , يرتب صفوف اصحابه , يوزعهم حسب ما اقتضته الخطة العسكرية . 
الاية الكريمة تخاطب الناس كافة ايضا , وتبين ان الدين لا ينفصل عن السياسة , والنبي الكريم محمد (ص) خير مثال على ذلك , فقد كان (ص) يجمع القيادة الدينية والسياسية  , بل وحتى العسكرية ايضا ! . 
 
إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{122}
تذكر الاية الكريمة جانبا مما حدث في واقعة احد , اذ كاد بنو سلمة وبنو حارثة ينسحبا من ارض المعركة , وكانا على جناحي الجيش الاسلامي , بسبب رجوع زعيمهم المنافق عبدالله بن ابي , لكن الله تعالى عصمهم , وحفظهم من براثن النفاق , وثبت ايمانهم .
الملفت للنظر , ان الاية الكريمة تنبه وتيقظ المؤمنين وتحذرهم من خطر النفاق , واراجيف المنافقين , فتوصيهم بـ (  وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) , فيجنبوا ويوقوا انفسهم من الوقوع في براثن النفاق واهله . 
      
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{123}
الاية الكريمة في محل تذكير المؤمنين بنصر الله تعالى في واقعة بدر , فتشحذ همتهم , وتصقل شجاعتهم , بعد ان حدث ما حدث في واقعة احد ! . 
الملاحظ في الاية الكريمة , انها تذكر امرين من مستلزمات النصر :
1- (  فَاتَّقُواْ اللّهَ ) : تقوى الله تقرب العبد من ربه , فيحل عليه التأييد والنصرة منه تعالى , فلا يغلب ابدا . 
2- (  لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) : من اسباب دوام النعمة ( الشكر ) , والنصر نعمة من نعم الله تعالى .     
 
إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ{124}
تذكر الاية الكريمة بالمدد الإلهي بالملائكة في واقعة بدر , ما يدل على قرب الله تعالى من المؤمنين , المتقين , الشاكرين ! .    
 
بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ{125}
تضيف الاية الكريمة عاملا اخر من عوامل ومستلزمات النصر , وهو الصبر بالاضافة الى عاملي التقوى والشكر , فأن نصرة الله تعالى عندها ستكون فورية (  وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ ) . 
  
وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ{126}
البشرى في الاية الكريمة في امرين : 
1- بشرى في وصول مدد الملائكة . 
2- بشرى في نصر محقق . 
الملاحظ في الاية الكريمة , ان الله تعالى لم يترك عباده المؤمنين في دوامة من الصراعات النفسية , قد تثنيهم او تثبط عزيمتهم , فيرسل لهم البشرى , كي تهدأ النفوس , وتطمئن القلوب . 
  
لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ{127}
تذكر الاية الكريمة بأيجاز ما حدث للمشركين بعد واقعة بدر , حيث صاروا الى فريقين : 
1- الفريق الاول : (  لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) , هلك من هلك منهم . 
2- الفريق الثاني : (  أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ ) , ذاقوا طعم الهزيمة والخذلان , وما تبع ذلك من عار و حزن وضيق النفس .     
 
لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ{128}
تبين الاية الكريمة ان ليس للنبي الكريم محمد (ص) من امرهم شيئا , بل يعود كل الامر لله تعالى , ان شاء يتوب , وان شاء يعذب . 
 
وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{129}
تذكر الاية الكريمة , ان كل ما في السماوات والارض هو ملكا لله تعالى , يغفر لمن شاء , ويعذب من يشاء . 
يلاحظ اختتام الاية الكريمة بـ (  وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , تبعث في النفوس الامل بنيل المغفرة , واجتناب العذاب  .     



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21025
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28