• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أيها المسلمون انصروا رسول الله ( ص ) .
                          • الكاتب : ا . د . موفق عبدالعزيز الحسناوي .

أيها المسلمون انصروا رسول الله ( ص )

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين .

   تتعرض شخصية الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله وسلم ) على مدى الزمان وفي اماكن عديدة في العالم وخاصة في هذه الايام الى اساءة كبيرة وحاقدة من قبل بعض المؤسسات والشركات والافراد  في بعض الدول الغربية التي تتعمد الاساءة  للاسلام ورسوله الكريم في الوقت الذي نرى ان هناك صمت لامبرر له  وعدم اكتراث ولامبالاة من قبل المسلمين وخاصة اصحاب القرار في معظم الدول الاسلامية تجاه هذه الاساءات المتكررة والذين اصبحوا يتفرجون عليها وكأن الموضوع لايعنيهم ولا يسيء لأعظم شخصية لانظير لها في التاريخ على مر العصور والاجيال وهو هادي البشرية ومعلمها الاول النبي محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي ألف  احد الكتاب الاجانب الكبار كتابا عن اهم الشخصيات التي كان لها دور كبير ومؤثر  في مسيرة البشرية على مر الاجيال بعنوان ( أعظم مائة شخص في التأريخ وأولهم محمد ) .

   فلقد انطق الله اعداء الاسلام ومخالفيه في العقيدة والرأي قبل غيرهم لبيان عظمة شخصية النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وكونه الشخصية الابرز في التأريخ التي قادت البشرية الى مرافيء الخير والهداية والايمان وذلك حينما قاموا بدراسة الشخصيات الانسانية التاريخية العظيمة التي اثرت بشكل كبير ومباشر في تاريخ البشرية دراسة علمية اكاديمية دقيقة متفحصة وواعية بدون تحيز وبدون قصد مسبق لطمس الحقائق وتشويهها لان النور الساطع لايمكن ان يحجب مهما حاول الحاقدون والاعداء اطفاؤه او اخفاؤه عن نظر الاخرين لأن الله سبحانه وتعالى متم نوره ولو كره الكافرون .

   وتأتي الاساءات الاخيرة لشخصية الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله وسلم ) من خلال الافلام السينمائية والرسوم الكاريتيرية التي تم عرضها وفيها اساءة واضحة ومقصودة للدين الاسلامي الحنيف متمثلة بشخص نبيه الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) لتضع جميع المسلمين في مشارق الارض ومغربها امام مسؤولية تأريخية ودينية كبيرة اراد الله سبحانه وتعالى ان يختبرهم بها ليرى مقدار حبهم لهاديهم الاول وتمسكهم بمباديء دينهم واستعدادهم للتضحية والدفاع عنه والاستشهاد في سبيله ولتكون هذه الاساءات الحاصلة اداة تقييم واضحة لمدى تمسك المسلمين بدينهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام والالتفاف حول راية الحق والخير الذي يمثلها لنصرة المظلومين ومحاربة الجبابرة والظالمين والفاسدين .

   اخواني المسلمين واخواتي المسلمات ايمنا كنتم نناشدكم في هذا الموقف الذي اراد الله سبحانه وتعالى ان يختبرنا به بضرورة الاهتمام الجدي من اجل التصدي بفاعلية وقوة وبأساليب حضارية تتناسب مع العصر الراهن لهذه الاساءة وبصورة كبيرة وفاعلة ومؤثرة وباساليب وطرائق متعددة ومختلفة تتناسب مع الظروف والامكانيات المتوفرة حاليا والتي ينبغي ان تؤثر في العقلية الغربية البعيدة عن الدين الاسلامي والتي لاتتقبل تعاليمه السمحاء ومبادئه العظيمة . وعليكم في هذه المرحلة الالتفاف حول رمز وحدتنا رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) والسعي الجاد والمثابر لدفع الاساءة التي لحقت بشخصيته الكريمة المقدسة عند الجميع . فقد تغيرت اساليب المواجهة والتصدي وتفنيد الرأي المضاد من المواجهة الكلامية المباشرة والصدام المسلح وفرض الرأي بالقوة الى اساليب اكثر حداثة وواقعية واستخدام وسائل الاقناع والتأثير الهادئة وغير المتعصبة والمخطط لها بصورة دقيقة والتي تكون مؤثرة بدرجة اكبر وبفعالية اعلى من غيرها .

  ايها المسلمون خاطبوا الذين يخالفوكم في الرأي من اصحاب النوايا الحسنة والسيئة  والعقل الغربي باللغة التي يفهمونها وبأساليب مشوقة ومؤثرة فيهم لكي يتفاعلوا معها ويستجيبوا لها ونستطيع من خلالها كسب العقل الغربي العادي الذي ليس لديه موقف مسبق تجاه الاسلام ورسوله الكريم محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وحاولوا تغيير اصحاب الافكار المضادة المسبقة بأسلوب هاديء وفعال وطويل الامد والذي ينتظر نتائج ستراتيجية تبقى راسخة من خلال هذا التغيير .

   ايها المسلمون استثمروا القنوات الفضائية التي تبث من الدول العربية والاسلامية وبمختلف اللغات العالمية الرئيسة وخاصة اللغة الانكليزية وحاولوا تضمينها برامج توعية متعددة وباساليب مختلفة  لتخاطب الغربيين بلغتهم تبين لهم الدين الاسلامي على حقيقته التي جاء بها الرسول الاعظم ( صلى الله عليه و آله وسلم ) بعيدا عن التعصب والتحزب والطائفية  وان نظهر ديننا الاسلامي الحنيف للاخرين دينا واحدا موحدا ورمزا للتسامح والهداية والسلام ودينا لاتمام مكارم الاخلاق وان يرى الاخرون في الاسلام والمسلمين اسوة حسنة لهم ومثالا كبيرا يحاولوا الاقتداء والتشبه به ليكونوا اناسا صالحين وفضلاء في مجتمعاتهم من اجل ان يستجيبوا لهذه الخطابات ويتفاعوا معها بجدية لغرض تغيير افكارهم وجعلها اكثر ايجابية وحيادية تجاه الاسلام والمسلمين . واستثمروا الامكانيات الهائلة التي توفرها شبكة الانترنت كقنوات للتواصل الانساني بين الشعوب بصورة ميسرة وسهلة وقليلة التكلفة  لنشر افكار الدين الاسلامي ومبادؤه وتعاليمه واهدافه وبيان عظمة رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) من خلال كتابة البحوث والمقالات والمواضيع ذات الصلة وباللغة الانكليزية وبأسلوب جميل مؤثر والابتعاد عن لغة الشعارات الجوفاء والتمسك بالاساليب التقليدية في الاقناع التي عفا عليها الزمن والتي اصبحت غير مؤثرة في الاخرين ومن الممكن ان  تأتي بنتائج عكسية لاسمح الله . واستثمروا الصحف والمجلات العربية والاسلامية الصادرة في الدول الغربية وحاولوا تضمينها مواضيع ومقالات عديدة وبأساليب مشوقة واستخدموا الصور الملونة والرسوم الكاريكاتيرية لتتمكنوا من ايصال افكارنا ومبادؤنا لاعدائنا بقوة وفعالية مؤثرة وبصبر كبير وجهد متواصل ودؤوب وانتظار النتائج على المستوى البعيد وكما يفعل الغربيون معنا وليس النتائج السريعة الآنية ضيقة الافق  لاننا بحاجة الى تظافر جهود جميع المسلمين وعلى المستويين الرسمي والشعبي لمخاطبة عقول المواطنين الغربيين الاعتياديين قبل مخاطبة اصحاب القرار عندهم . 

   ايها المسلمون تحركوا بفاعلية وجرأة على جميع المستويات الرسمية والدينية والشعبية والمنظمات المدنية وكل فصائل المجتمع الاسلامي وبصورة متوازية ومتكاملة في جميع بقاع الاسلام لغرض مواجهة هذا الامر الكبير والاساءة المتعمدة لبيان مظلومية الاسلام ورسوله الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وعدم صحة هذه الاساءة في حق هادي البشرية الاول واعظم شخصية في التأريخ . وتأملوا فيما وصل اليه حال الاسلام والمسلمين وقدار العداء والحقد الذي يكنه الاخرون له ولنجعل منها فرصة للوحدة الاسلامية الحقيقية لنعيد النظر في تعاملنا مع مختلف القضايا المتعلقة بديننا الاسلامي وعلاقتنا مع الاديان والحضارات الانسانية الاخرى المخالفة لنا وضرورة الانفتاح عليها والتواصل معها ومحاولة التأثير فيها قبل التأثر بها .

   ايها المسلمون انها دعوة صادقة للاعتزاز والتفاخر بديننا ونبينا وبلدنا وحضارتنا كما يعتز الاخرين بحضاراتهم فالرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) هو رمز وحدتنا وقوتنا وهيبتنا وتكاتفنا وهدايتنا وهو النور الذي  يضيء طريقنا .

    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21934
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20